«أم شجاع» تحيك أناملها قصة غزل الصوف في وسط السعودية

المغزل لم يفارقها منذ 50 عاما

حرفة غزل الصوف عادة تراثية تبرع فيها المرأة السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

تحمل أم شجاع قرن غزال تغزل به قطعة من السجاد، في عادة نسائية تتوارثها الأجيال بالسعودية، قرن الغزال يعود عمره إلى 50 عاما مضت، أهداه لها زوجها بعد اصطياد غزال خلال إحدى رحلات الصيد المنتشرة في تلك الحقبة من الزمان أواسط السعودية.

وتنسج أم شجاع ألوان سجادتها التي تعمل عليها منذ شهر تقريبا لتنهيها وسط محلها في مركز الحرفيين بمدينة بريدة، التي تشهد هذه الأيام مهرجانا تراثيا تقيمه مجموعة من الفتيات السعوديات، لإحياء صور من التراث الحرفي المحلي.

وأشارت إلى أن عادة نسج خيوط بيت الشعر متوارثة بين نساء البادية، مشيرة إلى أن النسوة يتخذن من دخول شهر رمضان المبارك موسما لبداية عملية الغزل للصوف؛ استعدادا للاحتفال بعيد الفطر المبارك، ولفتت إلى أن النسوة يعمدن في تلك الأيام لترقيع منازلهن بمنسوجاتهن الصوفية لتسوية جدران بيت الشعر، وتزيين جوانبه بالرسومات والنقوش المحاكة بأيديهن.

وعن مهرجان «حرفة» التراثي الرمضاني ببريدة، تقول أم شجاع إن «مهرجان (حرفة) أعاد الروح للحرفيات، اللاتي كن يمارسن العمل قبل سنوات عدة مضت، بخيوط المغزل التي لم تمل أناملهن من تكرارها طوال هذه السنين».

وزادت: «تركنا العمل فترة من الزمن بعد تغير الحياة قبل أن نعود إليها مدربات وعاملات في هذا المجال. وأصبحت بعض القطع التي نبيعها تدر دخلا كبيرا علينا، حيث أصبحت قطعة السجاد التي لا تتجاوز المتر تقدر بثمن يتخطى أكثر من 7000 ريال، وتمضي الحرفية شهرا كاملا في تجهيز هذه القطعة».

وتعد أم شجاع إحدى النسوة السعوديات القلائل اللاتي مازلن يمتهن حرفة الغزل بالصوف، بينما تعمل مع عدد من السيدات بجهود من جمعيات خيرية تدعو النساء العاملات لنقل تلك الحرفة لجيل الفتيات الشابات للمحافظة على الموروث الشعبي من الاندثار.

وقالت أم شجاع: «عدنا للعمل مرة أخرى في مجال الغزل، بعد جهد من الأميرة نورة بنت محمد، حيث شجعتنا وأصبحت تشتري القطع منا لتهديها للضيوف والزائرات قبل أن تؤسس جمعية (حرفة) التي أصبحت تقوم بالبيع والشراء منا وأصبحنا نعمل لطلب (حرفة)».

ولمحت أم شجاع إلى خوفها على حرفتها اليدوية من الاندثار على الرغم من أنها تمكنت من تدريب ما يزيد على 50 فتاة على ذات المهنة، بل أصبحت الكثيرات منهن بارعات في العمل ويتلقين دعوات متعددة للمشاركة في مناسبات تراثية تقام بمختلف مناطق البلاد.

يشار إلى أن مهرجان «حرفة» التراثي الرمضاني شهد حضورا لافتا خلال اليومين الماضيين للاطلاع على الحرف والتراث الشعبي، إضافة إلى مشاهدة برامج تراثية عملت على إطلاقها جمعية «حرفة» في سوق مركز الحرفيين الذي عادت إليه الحياة مرة أخرى خلال الفترة الحالية.