مَن هم أكثر كوميديي العالم تأثيرا؟

تشارلي تشابلن في المقدمة دائما

جاك تاتي و تشارلي تشابلن و روبرتو بينيني
TT

بين كل الأنواع التي تطلقها السينما (خصوصا الأميركية) لا تزال السينما الكوميدية واحدة من أكثرها رواجا وبالتالي إنتاجا. الجمهور العريض من أركان الأرض الأربعة يريد أن يضحك. وسواء أكان يريد أن يضحك هربا من متاعب البيت أو من متاعب السياسة أو تغييرا لمناخ أو لمجرد أنه يحب أن يضحك لأن الطبيب نصحه بذلك، لا فرق.

وهناك ما يضحك وما يبكي من الضحك. ما يمنحنا كوميديا صافية وما يعكّر مزاجنا بتفاهات لفظية يعتبرها البعض مثيرة ومقبولة. ثم ما هو صامت وما هو ناطق. ما يعتمد على الحركة وما يعتمد على الكلمة. هناك الكوميديا الهزلية والكوميديا الهزيلة والكوميديا السوداء والكوميديا المنتمية إلى أنواع أخرى كالأكشن والبوليسي والخيال العلمي وسواها.

ليس أنه حال جديد، لكن البحث عن أفضل نجوم الكوميديا في تاريخ السينما لن يقودنا إلى أسماء معاصرة للأسف. ليس لأنها غير موجودة، بل لأنه إذا ما نظرنا للأفضل فعلا نجد أن معظم من في قائمة العشرة الأولى هم من رعيل ولى تاركا وراءه ما يؤكد عبقريّته. وفي التالي أسماء الكوميديين العشرة الأول الأكثر تأثيرا كما يراها هذا الناقد ولماذا تحتل مراكزها في هذه القائمة.

1 تشارلي تشابلن لا خلاف أنه أكبر الكوميديين وأكثرهم تأثيرا على مختلف الأصعدة بحركاته كما بتعليقاته الاجتماعية. أفلامه «الديكتاتور» و«الفتى» و«أزمنة معاصرة» كلاسيكيات كوميدية أساسية. تشابلن ليس مخرجا عظيما بقدر ما كان كوميديا فذّا تميزه التفاتاته الاجتماعية الناقدة.

2 باستر كيتون للآن يدور النقاش عمّن هو الكوميدي الأفضل: كيتون أو تشابلن. الجواب كيتون الأفضل إخراجا وأفكارا فنيّة، وتشابلن الأفضل شهرة وتعليقات اجتماعية. انطلق كيتون سنة 1917 ثم جنت عليه السينما حين نطقت. حركاته مهارات رياضية ومغامرات خطرة مارسها بروح الهاوي حتى النهاية. عرف عنه أنه لا يضحك رغم ذلك أضحك ولا يزال هناك الملايين من معجبيه.

3 لوريل وهاردي أفضل ثنائي كوميدي بلا منازع… تلك الكيمياء التفصيلية القائمة بينهما وذلك التبادل المثالي في المواقف لم يتكرر بعد ذلك مع أي ثنائي آخر. انطلقا منفصلين ثم التقيا في الثلاثينات وسادا حتى مطلع الأربعينات. واحد نحيف (ستان لوريل) والآخر بدين (أوليفر هاردي) لكنهما طفلان صغيران في الداخل.

4 جاك تاتي هذا المخرج والممثل الفرنسي الذي ورد في الخمسينات والستينات أحب السينما الصامتة واستوحى منها أعمالا قليلة لكنها بالغة الجودة. السينما على أيامه كانت ناطقة لكنه قدّم لنا بطله «مسيو هولو» كما لو كان شخصية من عمق التاريخ. «صباح العيد»، «عطلة السيد هولو» و«عمّي» جواهر نادرة في السينما الفرنسية والعالمية - ولو أنها لم تحتل مكانها الصحيح الذي تستحقه بعد.

5 روبرتو بينيني لا يظهر كثيرا هذه الأيام والبعض يعتقد أنه قدّم أفضل ما لديه. هذا الكوميدي الإيطالي استمد بدوره الكثير من حركاته وسلوكياته من السينما الصامتة، لكنه عالج من خلالها مواضيع آنية كما في فيلمه الأخير مخرجا وممثلا «النمر والثلج».

6 فرنانديل الممثل الفرنسي الشهير عكس حبّه للفودفيل وبقي الممثل الكوميدي الفرنسي الأول حتى ظهور لوي دو فونيس. الأفلام التي ظهر فيها دائما ما حنت للرومانسية والحكاية الاجتماعية الرقيقة. حمل وجها مساعدا يكسوه بتعابير رقيقة. أضحك الفرنسيين لكنه لم يضحك كثيرا في حياته.

7 وودي ألن على شهرته إلا أن هناك من يراه مخرجا أفضل منه ممثلا. لكن النظر إلى أفلامه من مطلع السبعينات وإلى اليوم تشهد بموهبة لا يمكن إغفالها مطلقا. حتى عندما تكرر بحثها عما لا تجده من استقرار نفسي أو عاطفي. مخرج جيد وكاتب ثري المعرفة و - سابقا أكثر منه حاليا - ممثل محبوب.

8 نورمان ويزدوم رغم أنه اليوم منسي تماما، فإن أفلامه كانت عماد الصناعة البريطانية في الخمسينات والستينات. ضئيل الحجم، متعثر الخطوات، حالم وقليل الحظ. نورمان ويزدوم برع في توفير هذه الصفات واستحق أن يكون نجم السينما الكوميدية البريطانية آنذاك ولحين بزوغ فجر الاسم التالي.

9 بيتر سلرز ملكية هذا الكوميدي خلال المرحلة التي احتلها (الستينات وحتى الثمانينات) فريدة. ليس فقط أنه كان يستطيع تقليد اللكنات واللهجات وبل كان مرتاحا كثيرا في توفير ما يجعل من هذه الشخصيات المتعددة التي انتقل بينها قابلة للتصديق، بالغة الإمتاع وجيدة الأداء.

10 الأخوان ماركس في الثلاثينات والأربعينات نجح هذا الفريق في تقديم كوميديات يضعها بعض النقاد في مرتبة أعلى مما ترد هنا. كوميديات هذا الفريق تعتمد المسرح والحوار، وتفتقر إلى الصياغة الفنية والبدنية كما الفنية التي لكوميديي تلك الفترة.

حين يأتي الأمر للكوميديين العرب، فإن ذلك حديث يطول وينطلق من جذور نفسية وعاطفية وثقافية مختلفة تستحق جردة قائمة بذاتها ومنفصلة.