البحر الميت مكان استقطاب للسياح العرب والأجانب

يخبئ في أعماقه كنوزا ثمينة تتمثل في الأملاح التي عرفت منذ القدم بفوائدها الصحية

أملاح البحر الميت تعالج الكثير من الأمراض الجلدية
TT

رغم انعدام الحياة في البحر الميت، فإنه يعتبر من المناطق السياحية العلاجية الأكثر نشاطا في الأردن، إذ إن الأملاح الموجودة فيه تشفي كثيرا من الأمراض الجلدية مثل الصدفية والحساسيات الجلدية المتنوعة، كما أنه يعتبر من المراكز الاقتصادية التي تبنى عليها كثير من الصناعات مثل مصنع البوتاس ومصانع المستحضرات التجميلية والعلاجية وفقا للكثير من الدراسات العلمية.

وتكتسي الصخور المحيطة بشاطئ البحر الميت بلون الثلج، جراء الأملاح التي يلقيها البحر إليها. ويخبئ البحر الميت في أعماقه كنوزا ثمينة تتمثل في الأملاح التي عرفت منذ القدم بفوائدها الصحية، إذ استخدمتها الملكة كليوباترا، وملكة سبأ، وغيرهما من قدماء الملكات لقناعتهن بفوائدها العلاجية والتجميلية. فالبحر الميت فريد في مياهه الدافئة الساحرة وخصائصها العلاجية، كما أن التمازج الرائع بين أشعة الشمس ومياه البحر الميت يعطي الجسم الراحة والحيوية والصحة.

وبحسب منشورات حول البحر الميت، فإن أملاحه تعد خليطا طبيعيا؛ إذ إن مياهه أعلى كثافة وملوحة من أي بحر في العالم، وتصل ملوحته إلى عشرة أضعاف ملوحة البحار والمحيطات، ولهذا لا تعيش فيه أي مخلوقات، ومن هنا جاء اسمه. وتحتوي مياه وأملاح وطينة البحر الميت (المنطقة الأكثر انخفاضا في العالم) على مجموعة كبيرة من العناصر المعدنية تصل إلى 25 عنصرا، وهي نفس العناصر الموجودة في جسم الإنسان.

ومن المعادن الموجودة في أملاح البحر الميت.. الماغنسيوم، والصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم، والبرومايد، والكبريت، والكلورايد، وأملاح الكالسيوم، فهي مهمة للعظام والأسنان والتي تعمل على حفظ توازن الجهازين العضلي والعصبي، كما تقوي أغشية جلد الإنسان.

الكثير من المسؤولين في منتجعات البحر الميت يتحدثون «عن فوائد العلاج في البحر الميت، وأن الكثير من المرضى يأتون إلى البحر الميت من أجل الاستشفاء، وخاصة الذين يعانون الروماتيزم والأمراض الجلدية مثل الصدفية والبهاق وغيرها. ويوجد في البحر الميت مراكز متخصصة من أجل استقبال المرضى لمعالجتهم من خلال بيئة البحر الميت والأملاح التي يحتويها، إلى جانب أملاح الفسفور التي تعمل على إنتاج الطاقة في خلايا الجسم وتخزينها. كما تحتوي على أملاح البوتاسيوم التي تعمل على توازن نسبة الرطوبة في جسم الإنسان، وأملاح الصوديوم تعمل على حفظ التوازن الطبيعي للماء في خلايا الجلد وضبط درجة الحموضة فيها، وأملاح الحديد تعمل على نقل الأكسجين لخلايا الجسم، بالإضافة إلى أملاح الماغنسيوم التي تجعل البشرة أكثر مقاومة للتحسس وأكثر قدرة على بناء الخلايا. ويقصد البحر الميت الآلاف من السياح العرب والأجانب من شتى أرجاء العالم للاستشفاء من الكثير من الأمراض، إذ إن العلاج في منطقة البحر الميت يعتمد على مجموعة عوامل؛ وهي: المياه والطين وأشعة الشمس، إضافة إلى أن المناخ المحلي، من حيث درجة الحرارة والضغط الجوي والرياح.

وتستخدم المياه العلاجية للاستشفاء من أمراض المفاصل والعضلات وتشنجها وتيبسها والجهاز التنفسي والرشوحات وتنشيط الدورة الدموية والجلد والقشور الجلدية والجهاز البولي والحصى والإمساك المزمن وبعض أمراض النساء (العقم) وتنشيط الجسم واسترجاع الحيوية وأمراض الصدفية، واختفاء ألوان البشرة.

سر الاستشفاء بهذه الأملاح اكتشف بعد التأكد من قدرتها على شفاء الأمراض الجلدية، إضافة إلى تخفيف آلام العضلات والمفاصل وتنشيط الدورة الدموية، إضافة إلى قدرتها الفائقة على تنعيم الجلد. وتستعمل في أحواض الاستحمام أو باستعمال القطن المنقوع بمحلول هذه الأملاح.

وتعظم فوائد أملاح البحر الميت كونها تعالج الكثير من الأمراض الجلدية، أبرزها الصدفية والإكزيما وحب الشباب والنمش والزوان والكلف، بالإضافة إلى علاج آلام المفاصل والروماتيزم، وتثليج الأرجل وإراحة الجهاز العصبي، والتخفيف من التوتر والإجهاد الناتج من عناء العمل اليومي، وتنشيط الدورة الدموية وعلاج التشنجات العضلية العادية، وتلك الناتجة من التمارين الرياضية وإعطاء البشرة النضارة والحيوية، والجمال. استعملت طينة البحر الميت قديما وحديثا لفوائدها للوجه والجسم، إذ تعد عاملا طبيعيا يشد البشرة ويزيدها مرونة ويعالج الترهلات والسيلوليت ويفيد في علاج بعض الأمراض الجلدية، كحب الشباب والصدفية والإكزيما وآلام المفاصل والروماتيزم وآلام أسفل الظهر. إلى جانب كقناع للوجه، الذي يعتبر الحل الطبيعي والأمثل لمشكلات البشرة وعلاج التجاعيد وعلاج بعض الأمراض الجلدية، كحب الشباب والصدفية والإكزيما، والتهابات الجلد ضعيف البنية. ويستخرج منها ما يسمى «صابون الطين» الذي يحتوي على تركيبة فريدة تم إعدادها من زيت الزيتون الطبيعي وزيت النخيل وزيت جوز الهند مضافا إليها مزيج طينة البحر الميت المعالج، وهو خال من الدهون الحيوانية، بحيث تعطي النعومة الواضحة عند الاستعمال، في حين أن طين البحر الميت يمنح الجلد القوة والمرونة والنقاء.

وتستخدم الطينة ككريم يتكون من خليط من الترسبات الطبيعية النادرة والمستخرجة مباشرة من البحر الميت. تستخدم قناعا طبيعيا للوجه والجسم، حيث تعمل على تنظيف مسامات البشرة من الأوساخ وآثار المكياج وتغذية البشرة بالمعادن الطبيعية، مما يعطي البشرة الحيوية والنعومة، كما تجعل الجلد أكثر شبابا، لأن كريم الطين يعمل على شد مسام البشرة، والتخلص من الكثير من المشاكل الجلدية، كالصدفية والإكزيما والنمش وحب الشباب والكلف وغيرها.

هناك الكثير من المنتجات والتجميلية المستخرجة من أملاح البحر الميت، ومنها شامبو عشبي يفيد في تغذية فروة الرأس، ومقوى بأملاح البحر الميت لتقوية أصول الشعر، ويعمل مغذيا ومقويا ومنعما للشعر ويخفف من تساقط الشعر، وهو مزود بفيتامين الجمال (أ) وفيتامين (هـ). إلى جانب كريم واق من أشعة الشمس الحارقة (UVA+UVB) بتركيبة مميزة وخاصة مع معادن البحر الميت النادرة، وهو سلس ولا يتأثر بالماء أو العرق أو الكريمات الأخرى، ومبيض للبشرة، بعد أن يخفف من صبغة الميلانين في الجلد. ولتنظيف البشرة، فهنالك كريم ملطف للبشرة بتركيبة خاصة، لتنظيف الجلد يزيل المكياج ويعيد للبشرة نضارتها ويحارب التجاعيد.