شباك التذاكر: الأفلام الأميركية هي السائدة.. عربيا وعالميا

الصين لم تدفع دولارا لهوليوود منذ مطلع السنة

من «ذا سميرفس»: أنيماشن مخيب للآمال
TT

الأفلام التي تم اختيارها للعروض في صالات المدن العربية هي من تلك التي لا يهم كثيرا إذا ما خسرت جولاتها أو ربحتها. ذلك لأنه في شهر رمضان لا يتوقع الموزعون تدفق الصائمين إلى صالات السينما وعليه لا يمكن المجازفة بإطلاق الأفلام الكبيرة ذاتها التي تعرض في باقي صالات العالم، لذا فإن السائد في القاهرة وبيروت ودبي وأبوظبي والمنامة هي الأفلام الأخف ثقلا مثل «الحرارة» الكوميدي أو تلك المساندة «عناكب» وتلك التي يستمر عرضها من قبل بدء شهر رمضان الكريم مثل «سقوط البيت الأبيض» مع استثناء نجده في صالات بيروت إذ تم إطلاق «ولفرين» بنظامه المثلث في صالات بيروت بنجاح لا بأس به.

في مصر تختلف الصورة قليلا من حيث إن الأفلام المصرية احتلت في الأسبوعين الماضيين أسفل القائمة، ففي المركز السادس «تتح» الكوميدي وفي السابع «سمير أبو النيل» (كوميدي كذلك) بينما احتل المركزين الأخيرين فيلمان مصريان هما «31 / 12» (تشويق بوليسي) و«عشم» (دراما عن الأحداث الحالية). كل هذا والمراكز الخمسة الأولى من نصيب الأفلام الأميركية وهي بدءا من المركز الأول ثم الذي يليه: «جامعة الوحوش» (أنيماشن)، «رجل من فولاذ» (أكشن)، «الحرب العالمية ز» (رعب)، «بعد الأرض» (خيال علمي) و«سريع وهائج 6» (أكشن).

مصير الفيلم المصري من حيث مدى قدرته تجاوز الأحداث من جهة والهبوط المستمر في ارتياده من جهة أخرى سيتحدد خلال نهاية هذا الأسبوع عندما يتم طرح أفلام جديدة بمناسبة عيد الفطر قد يكون من بينها «البرنسيسة» و«نظرية عمتي». لا أحد من هذين المثالين يعد بنجاح يشق طريقه إلى القمة ولا عجب أن هناك انحسارا في الإقبال على الأفلام المصرية داخل مصر وخارجها إذا ما كان المعروض من هذا النوع العادي كما الحال مع معظم الذي شهد عروضه منذ مطلع السنة.

الأفلام الأميركية، كما نعلم جميعا، هي السائدة ليس فقط في العواصم العربية بل في عواصم الدول الأوروبية (يشكل الإقبال عليها نحو 65 في المائة في المتوسط) والآسيوية (نحو 50 في المائة بالمتوسط). وهي تحتل المركز الأول هذا الأسبوع في الصين ذاتها عبر فيلم «باسيفيك ريم» الذي حطم الأرقام القياسية بالنسبة لفيلم أميركي معروض في الصين. هذا الفيلم الذي لم ينجز أميركيا النجاح المأمول له (28 مليون دولار فقط) والذي أنتجته «صوني» بكلفة تزيد على 125 مليون دولار، أنجز هذا الأسبوع عالميا 53 مليونا حتى الآن من بينها 45 مليون دولار في المدن الصينية. هذا ما يرفع مجمل ما حققه الفيلم في عروضه الدولية إلى جوار 200 مليون دولار.

لكن ليس كل ما هو نجاح صيني بات خبرا مفرحا بالضرورة لهوليوود. فالصين لم تدفع دولارا واحدا لشركات الإنتاج والتوزيع الأميركية منذ مطلع العام ما يثير قلق هوليوود. «صوني» نفسها التي دفعت للسوق الصينية هذا الأسبوع فيلما آخر له هو الكرتوني «سميرفس 2» تكشف عن أن هناك خلافا حادا بين هوليوود وبيكنغ مفاده رغبة الحكومة الصينية فرض ضريبة جديدة على ما تجنيه الشركات الأميركية من عروض أفلامها في الصين. وما تجنيه تلك الشركات ضئيل بالقياس فهي، حسب اتفاق تجاري سابق، تكتفي بـ25 في المائة من الإيرادات تاركة ثلاثة أرباع إيراد كل فيلم للحكومة الصينية وشركات التوزيع وشركات صالات السينما المحلية. الآن تريد الصين أن تأخذ حصة من هذا المبلغ ما قد تصل إلى سبعة في المائة أخرى لحسابها ما يقلص ما يصل هوليوود من أفلامها من هذه السوق الشاسعة إلى أقل من عشرين في المائة.

الطلب الصيني تم رفضه من قبل «تونتييث سنتشري فوكس» والغالب أن شركات هوليوود الأخرى سترفضه أيضا إذ هي أحالت القضية إلى مسؤولي وزارة التجارة الأميركية لدراسته آملة في أن يتبنى المسؤولون التفاوض مع بيكنغ لصالح إبقاء الوضع على ما هو عليه. وما هو جدير بالذكر هنا هو أن «فوكس» امتنعت عن استلام إيرادات فيلمها «حياة باي» عندما اكتشفت أن الحكومة الصينية قدمت مليوني دولار إضافية مما أنجزه الفيلم هناك. كذلك، وحسب «وول ستريت جورنال» لا يوجد دخل بعد من فيلم «يوم طيب للموت» أو «A Good Day to Die Hard» الذي افتتح في منتصف الشهر الثالث من هذا العام هناك.

«صوني» بدورها تنتظر إيرادات «سكايفول» منذ مطلع العام. وورنر لم تقبض حصتها بعد عن أربعة أفلام هي «جاك شولدر» و«ذ هوبيت» و«جاك العملاق» و«رجل من فولاذ». «يونيفرسال» عرضت في الصين «أوبليفيون» و«البائسون» وقامت باراماونت بعرض «ستار ترك» و«جي أي جو» من دون عائد حتى الآن تبعا للقضية العالقة. هذا لا يعني أن هوليوود في وارد التوقف عن تصدير أعمالها الجديدة إلى الصين كونها تدرك أن السوق الصينية باتت تندرج في قائمة الخمس الأولى حول العالم. هذا مع العلم بأن الحكومة الصينية، عبر مؤسساتها المعنية قد توقف عرض أي فيلم من دون إبداء تبرير. وتتبدى اللعبة - إذا ما صح تسميتها بذلك - عبر المناورة التالية، فالصين وافقت في مطلع هذا العام وتم إبرام اتفاق يقضي بزيادة عدد الأفلام الأميركية الموزعة في الصين فحسب الاتفاق السابق كان العدد الأقصى لما يسمح بعرضه من أفلام هوليوود يبلغ 24 فيلما، أما الاتفاق - الذي اعتبرته هوليوود نصرا - فقد رفع العدد إلى 34 فيلما. ويستطيع المرء أن يخمن، على الأقل، أن تكون الصين وافقت على هذا المبدأ بعدما عملت حسابها على رفع حصتها من إيرادات هذه الأفلام وهو ما تطالب به اليوم.

الصورة مشرقة أكثر داخل السوق الأميركية ذاتها، على الأقل بالنسبة لفيلم «مسدسان» الذي هو واحد من فيلمين تم إطلاقهما على شكل موسع (وهناك ثلاثة أخرى في عروض محدودة لكن أيا منها لم يدخل قائمة العشرة الأولى). الفيلم المذكور من بطولة دنزل واشنطن ومارك وولبرغ الذي تكلف 74 مليون دولار لإنتاجه وحصد في أيامه الثلاث الأولى على أكثر من 27 مليون دولار متبوئا المركز الأول. الفيلم الثاني «ذ سميرفس» حط ثالثا منجزا 18 مليون دولار في الفترة ذاتها، و27 مليونا إذا ما حسبنا إيراد اليومين السابقين للويك إند إذ انطلق للعروض في منتصف الأسبوع الماضي.

عالميا، «باسيفيك ريم» ما زال في الطليعة بعدما أنجز 53 مليون دولار هذا الأسبوع من 58 سوق دولية. لكن مستقبل «مسدسان» عالميا قد يشوبه التساؤل فهو نوع من الأفلام التي تثير الأميركي أكثر من سواه. في كل الأحوال نجد أن 28 في المائة من مشتري التذاكر في الولايات المتحدة كانوا من الأفرو - أميركيين بسبب وجود دنزل واشنطن مشاركا البطولة. وتكشف الإحصائيات كذلك عن أن 77 في المائة من رواد هذا الفيلم هم من فوق الخامسة والعشرين من العمر. في حين أن 45 في المائة من هؤلاء كانوا من الجمهور النسائي.

* TOP10

* 1* المركز الأول من نصيب «مسدسان» (يونيفرسال) إذ سجل أكثر من 27 مليون دولار بقليل. فيلم بوليسي ضاحك حول رجلي بوليس يسرقان نحو 40 مليون دولار تبعا لتعليمات غامضة فإذا بالمال من نصيب وكالة المخابرات الأميركية.

2*فيلم المركز الأول في الأسبوع الماضي «وولفرين» (فوكس) ينحدر إلى الثاني خاسرا نحو 50% من زخمه ومسجلا 21 مليونا و725 ألف دولار. هيو جاكمان يقود هذه المغامرة إلى اليابان حيث سينازل عصابة الياكوزا.

3*في عام 2011 أنجز The Smurfs أكثر من 28 مليون دولار في أيامه الأولى، وهذا أفضل مما يسجله الجزء الثاني (18,200 ألف دولار). الفيلم (لكولومبيا) يحط ثالثا هذا الأسبوع.

4*«الشعوذة» (The Conjuring) نيو لاين سينما أنجز للآن 109 ملايين دولار منها 14 مليونا هذا الأسبوع: فيلم رعب بحكاية تقليدية مع معالجة مختلفة.

5*«يا لحقارتي 2» (يونيفرسال) هو فيلم أنيماشن آخر في القائمة يتراجع من المركز الثالث إلى الخامس منجزا عشرة ملايين دولار لكن إجمال ما أنجزه أميركيا هو 326 مليونا و668 ألفا.

6*من كولومبيا واحد من فيلمين كوميديين هذا الأسبوع وهو «الناضجون 2» الذي حصد 8 ملايين دولار هذا الأسبوع متراجعا مرتبة واحدة عما كان عليه في الأسبوع الماضي.

7*في المركز السابع (من الرابع) «توربو» (فوكس): أنيماشن آخر لم يحقق المرجو منه جمع هذا الأسبوع نحو ستة ملايين دولار.

8*«أحمر 2» كان بدوره يأمل في نجاح أفضل حاشدا أسماء كبيرة مثل بروس ويليس وأنطوني هوبكنز وجون مالكوفيتش من بين آخرين. ينحسر إلى المركز الثامن بخمسة ملايين و600 ألف دولار (توزيع ساميت).

9*«الحرارة» (فوكس) هو الكوميدي الثاني في قائمة أفلام هذا الأسبوع. هزل بوليسي مع ساندرا بولوك وماليسا مكارثي جمع للآن 150 مليونا لا بأس بها منها خمسة ملايين هذا الأسبوع.

10*في المركز العاشر فيلم الخيال العلمي «باسيفيك ريم» (وورنر) الذي لم ينجز أميركيا أي نجاح. نراه سقط في أسبوعه الرابع من المركز السابع مسجلا 4 ملايين و570 ألف دولار.

* عالميا

* المراكز الخمسة الأولى هذا الأسبوع هي:

الأول: «باسيفيك ريم»: 53 مليون دولار (م. د).

الثاني: «سميرفس 2»: 52 (م. د).

الثالث: «وولفرين »: 38 (م. د).

الرابع: «يا لحقارتي 2 »: 13 (م. د).

الخامس: «سريع وهائج 6»: 8 ملايين و600 ألف دولار.