مع حلول عيد الفطر في لبنان تغير المشهد العام للمدن التي كانت منذ فترة قريبة هادئة تترقب التطورات السياسية، فانتفضت وكأن عصا سحرية لمستها وارتدت حلة العيد من شمالها إلى جنوبها. كثيرون من المغتربين اللبنانيين الذين ترددوا في القدوم، وصلوا لتقضية الإجازة مع أقاربهم.. غصت الشوارع بالسيارات وتسببت في زحمة سير خانقة في مختلف المناطق، وانتشرت الملصقات الإعلانية على الطرقات حاملة صور نجوم الغناء الذين سيحيون حفلات العيد هنا وهناك. وتهافت اللبنانيون على الأسواق يشترون حاجياتهم من حلويات وملابس خاصة بالمناسبة وكأنهم تفاجأوا بوصول العيد على حين غرة.
زينة العيد الملونة غطت واجهات المحلات التجارية وسارع أصحاب محلات الحلويات إلى عرض أطيب منتجاتهم، ولجأ بعضهم إلى ابتكار هدايا خاصة بالعيد تتألف من سلال قش تحتوي على الفواكه المجففة والمعمول بالتمر والجوز وأصناف البقلاوة وقد غلفت بورق السيلوفان وربطت بشرائط الساتان والحرير الزاهية تعبيرا عن فرحة العيد. هكذا تقدمت هذه السلع من الحلويات على غيرها التي كانت سمة رمضانية بامتياز. صناديق كرتون صغيرة وملونة على مداخل دكاكين الحلوى فيها الشوكولاته والملبس وسكاكر أخرى، وضبت خصيصا لتجذب زبائن يقدمونها ضيافة العيد.
لم توفر هذه العجقة الأفران التي راحت تستقبل الصفوف الطويلة من المواطنين حاملي كعك العيد والمعمول، بجميع أصنافه، والمصنوع في البيت من قبل زوجات أو أمهات لخبزه توفيرا للوقت ولتقديمه طازجا لذيذا لضيوفهم من المهنئين بحلول العيد الصغير (عيد الفطر).
أما الأسواق التجارية التي استبقت وصول العيد من خلال إعلانها عن تنزيلات في الأسعار على جميع البضائع من كماليات وأزياء في خطوة منها لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن، فقد شهدت حركة غير اعتيادية أنست أصحاب هذه المحلات فترة ركود عانت منها في الأشهر الماضية، ولوحظ اصطحاب الأمهات أولادهن في جولات طويلة لشراء ثياب العيد ومستلزماته لباقي أفراد العائلة.
ولعل المهرجانات الفنية وحفلات الطرب المقامة هنا وهناك في المناسبة هي التي تشكل العنوان العريض لعيد الفطر في لبنان، التي اختار منظموها أسماء لامعة وشهيرة من لبنان ومن مختلف دول العالم لتكون ضيفة مميزة.
فالفنانة كارول سماحة ستقدم في «كازينو لبنان» وابتداء من ثالث أيام العيد (10 أغسطس/ آب) أحد أهم الاستعراضات الغنائية الراقصة التي تقام لأول مرة في البلاد من خلال عمل فني بعنوان «السيدة» (the lady) حضرت له منذ أكثر من ثلاثة أشهر، فأرادته هدية العيد لمحبيها. ويتضمن العمل 17 لوحة غنائية شبيهة إلى حد كبير بتلك التي تقدم على مسرح «برودواي»، تحكي كل منها قصة معينة عن واقع المرأة العربية. يرافق سماحة فريق محترف من الراقصين الأوروبيين وتؤدي خلاله غالبية أغانيها القديمة والجديدة بتوزيع موسيقي مختلف يتولاه الموسيقي ميشال فاضل. يستمر العرض حتى الثامن من سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو من إخراج طوني قهوجي، بعد أن رافق كارول سماحة في جولاتها على عدد من المسارح الاستعراضية في لاس فيغاس للوقوف على أحدث التقنيات المستخدمة في هذا المجال.
ويتوزع باقي الفنانين على عدد من المهرجانات الفنية المقامة في العاصمة وغيرها بحيث تحيي نانسي عجرم ثاني أيام العيد حفلا في «أسواق بيروت» ضمن مهرجانات «أعياد بيروت» التي تضم في أيامها اللاحقة أسماء شهيرة في عالم الغناء، مثل وائل كفوري وزياد الرحباني وصباح فخري وأليسا. أما ملحم بركات فيحيي حفله مع الفنانة سابين ثالث أيام العيد، أي السبت المقبل، في مطعم «إطلال بلازا طبرجا».
من جهة أخرى، سيتشارك كل من فارس كرم وعاصي الحلاني في حفلة غنائية يقدمانها ثاني أيام العيد (الجمعة 9 أغسطس) في مطعم «الفردوس» في بلدة اهدن. أما نوال الزغبي فستحيي ثالث أيام العيد (10 أغسطس) حفلة غنائية إلى جانب عاصي الحلاني في فندق «لو رويال» في منطقة ضبية. ويحيي نقولا الأسطا حفلة ثالث أيام العيد أيضا في مطعم «لادورادا» في جونية.
أما المطرب معين شريف فيقدم حفلتين غنائيتين في ثاني وثالث أيام العيد؛ الأولى في فندق «مسابكي» في بلدة شتورا، والثانية في مجمع «الرميلة» السياحي في جنوب لبنان.
وتشارك مهرجانات البترون أيضا في إحياء العيد، من خلال حفلة للمغني اللبناني مايك ماسي في 10 أغسطس، فيما سيحيي الفنان العالمي ديميس روسوس وفي الليلة نفسها وضمن مهرجانات «اهدنيات» الدولية، حفلة غنائية على مسرح «سمبوزيزم اهدن» في شمال لبنان.
من ناحيتها، أعلنت بعض المحطات التلفزيونية المحلية عن برامجها الخاصة بعيد الفطر مما يتيح الفرصة أمام المشاهدين الاحتفال بالمناسبة بأقل تكلفة ممكنة؛ فروجت قناة إ«م تي في» لأمسية خاصة مع الفنان فارس كرم، فيما اختارت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» حفلة غنائية لصابر الرباعي، إضافة إلى عرض الجزء الثالث من مسرحية كوميدية، وليلة فنية بامتياز مع طوني بارود، لتؤلف باقة برامجها أيام العيد. أما تلفزيون «المستقبل» فسيخصص حلقات من برنامج الألعاب «شي جنون» لتوفير فرص ربح إضافية لمشاهديه، إضافة إلى عرض مسرحية «الزعيم» لعادل إمام، ونقل أحدث حفلات مهرجانات بيت الدين «على خطى ماركو بولو».