كريستين كوين.. هل ستصبح عمدة نيويورك؟

تبتعد عن مهاجمة أنتوني واينار وزوجته حتى لا تفتح معركة قد تكلفها كثيرا

كريستين كوين (رويترز)
TT

في آخر استطلاع في نيويورك عن عمدة المدينة المتوقع، قفزت كريستين كوين إلى المقدمة، وهبطت أسهم أنتوني واينار، الذي عصفت به فضائح جنسية جديدة. وكتبت صحيفة «نيويورك بوست» عنوانا كبيرا في صدر صفحته الأولى: «العمدة كريستين؟». وقالت الصحيفة إن أسهم كريستين كوين ستنخفض وسترتفع من الآن، وحتى الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) . وأن أسهم واينار، رغم فضائحه، يمكن أن ترتفع. لكن، أضافت الصحيفة: «لا تنسوا بلومبيرغ».

هذه إشارة إلى أن مايكل بلومبيرغ، عمدة نيويورك الحالي، والذي فاز ثلاث مرات، يقف وراء كريستين كوين. وليس حبا فيها بقدر ما أنه يريد أن يرد لها دينا.

عندما ترشح بلومبيرغ للمرة الثالثة، واجه معارضة قوية من كثير من المنظمات والجماعات في نيويورك. ووقفت كوين، رئيسة مجلس المدينة، إلى جانبه. ودافعت عنه دفاعا مستميتا، وسط شائعات عن علاقة جنسية بين الاثنين، أو، في الحقيقة، عن عدم وجود علاقة جنسية، لأن كوين من السحاقيات، المثليات جنسيا.

على أي حال، فاز بلومبيرغ للمرة الثالثة. وفي عالم المناورات السياسية والحزبية في نيويورك، صار تأييد كوين دينا عليه.

لكن، كما كتب جاسون هيروفتز، صحافي في صحيفة «واشنطن بوست»، يمكن أن يكون تأييد بلومبيرغ لها لعنة أكثر منه نعمة. وذلك للأسباب الآتية:

أولا: «يقدر بلومبيرغ على أن يضمن لكوين أصوات كثير من الجمهوريين في الانتخابات. لكن، ربما لن تقدر كوين على أن تحصل على تأييد كثير من الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية». ثانيا: «وصفت بأنها ليست إلا بلومبيرغ في صورة امرأة». وأخيرا «لم ينتقدها بلومبيرغ أبدا بسبب تصرفاتها كامرأة غاضبة، وحاقدة».

انتقدها بلومبيرغ، أو لم ينتقدها، اشتهرت كوين بمثل هذه الأوصاف. خاصة بعد أن صارت رئيسة مجلس البلدية. مثلا: جمدت ميزانية مطافئ نيويورك لفترة من الزمن بسبب نزاع مع المسؤولين عن المطافئ. ومثلا: شتمت، بعبارات غير لائقة، معارضي بلومبيرغ عندما قرر أن يترشح للمرة الثالثة. ومثلا: خفضت ميزانية المحامي العام في المدينة، لأن منافستها بتسي غوثبوم، المحامية العامة في ذلك الوقت، انتقدتها (خلال المشكلة بين المرأتين، تبادلتا عبارات غير لائقة).

عمرها سبعة وأربعون سنة. وولدت في نيويورك، وتربت فيها، وتعلمت فيها، وبدأت صعود سلم السياسة فيها منذ أن كانت طالبة في الجامعة. وعمرها خمسة وعشرون سنة، صارت كبيرة الموظفين في مكتب توماس دوين، من عمالقة السياسيين في نيويورك. وهو الذي ساعدها لتستمر في صعود سلم السياسة في المدينة.

في البداية، عندما ظهرت فضائح منافسها واينار، لم تعلق. وأيضا، عندما اضطر لأن يستقيل، قبل سنتين. لكن، مؤخرا، عندما ترشح واينار ليكون عمدة لنيويورك، وترشحت هي، مع ثمانية آخرين، صارت فضائح واينار جزءا من المعركة الانتخابية، بالنسبة لها، وبالنسبة لغيرها.

لكن، كما قالت صحيفة «نيويورك بوست»، تدخل حليفها العمدة بلومبيرغ، ونصحها ألا تزيد من هجومها على واينار. واستعملت الصحيفة المثل الأميركي الذي يقول: «قالت الطنجرة للغلاية: أنت سوداء». أي أن ميول كوين السحاقية لا تجد التأييد وسط عدد ليس قليل من النيويوركيين، خصوصا المنتمين للحزب الجمهوري. وستحتاج كوين لأصوات كثير من هؤلاء لتفوز.

بالإضافة إلى أن هجوم كوين على واينار من زاوية أخلاقية يفقد كوين قدرتها على أن تكون معركتها معه معركة مؤهلات. وهي السياسية الأولى في نيويورك، وصاحبة سجل قوي وإيجابي.

لكن، طبعا، الإغراء كثير لكوين لتستغل فضائح واينار، ولتستغل تأييد زوجته، هوما عابدين. ويثير هذا التأييد نقاشا حاميا بين الذين (وخصوصا النساء) الذين يقولون إن الزوجة ما كان يجب أن تتحمل كل هذا من زوجها، والذين يقولون إن الزوجة يجب أن تقف مع زوجها عندما يواجه مشكلات. لكن، يبدو أن أغلبية الذين يشتركون في النقاش يتفقون على أن عالم السياسة والسياسيين (وزوجاتهم) عالم مناورات، ومهاترات، ومشاكسات.

لهذا، في الأسبوع الماضي، عندما سأل صحافي كوين عن رأيها في علاقة واينار مع عدد من الفتيات، قالت، في دبلوماسية، ومع غمز واضح: «لست واحدة منهن». وكان صحافيون سألوا هوما عابدين عن رأيها في كوين. وهي الأخرى قالت، في دبلوماسية، ومع غمز واضح: «كلنا عندنا مشكلاتنا».