شريكة حياة هولاند: مشكلات السيدات الأوائل متشابهة

حجزت تذاكر إجازتها مع أبنائها على الإنترنت ودفعت النفقات من جيبها

اختار هولاند وشريكته قضاء الإجازة التي بدأت منذ يومين، في قصر «لانتيرن» القريب من «فرساي»،
TT

من إجازتها القصيرة مع فرنسوا هولاند، أدلت الفرنسية الأولى فاليري تريرفيلر، بحديث لصحيفة «الباريزيان»، نشر في عدد أمس، كان بمثابة جرد حساب للسنة التي أمضتها في «الإليزيه» كشريكة لحياة الرئيس، وهي صفة إشكالية لا تتوافق مع الموقع التقليدي لزوجة رسمية. وكانت تريرفيلر قد أمضت إجازة في اليونان مع أبنائها من زوجها السابق، وتكفلت بالنفقات من اشتغالها بالصحافة.

اختار هولاند وشريكته قضاء الإجازة التي بدأت منذ يومين، في قصر «لانتيرن» القريب من «فرساي»، غير بعيد عن باريس. ولأن استراحة الصيف لن تدوم أكثر من أسبوع، فقد وصفتها فاليري بأنها «برهة قصيرة وثمينة». وأضافت أن قلعة «بريانسون» التي أمضيا فيها إجازة الصيف الماضي، جنوب فرنسا، كانت موقعا جميلا جدا، لكن من الصعب الحفاظ على الحميمية فيه. وبما أنهما لا يحبان الاستعراض ولا يتقصدانه، لكن كل خروج لهما (إلى البحر) كان يجعلهما عرضة للمصورين. لهذا، فإن قصر «لانتيرن» أفضل، لا سيما أنه قريب من العاصمة ومجهز بكل ما يتيح للرئيس ممارسة مهماته.

يسألها، فريدريك جيرشيل، الصحافي الذي أجرى المقابلة: «يقال إن الرئيس يضجر في الإجازات؟». وترد تريرفيلر: «لا أعرف كيف يمكنه أن يضجر مع الكم الكبير من العمل الذي يقوم به». ودافعت عن الانتقادات التي وجهت لهولاند بسبب قضائه إجازة لأسبوعين، صيف العام الماضي، وقالت إنه كان يعمل أغلب الوقت في غرفة مكتبه بقصر «بريانسون» الرئاسي الذي اعتاد كل رؤساء الجمهورية الفرنسية الخامسة قضاء إجازاتهم الصيفية فيه. وأضافت أن يوما لم يكن يمر من دون أن يتصل برؤساء الدول وبرئيس الحكومة وببعض الوزراء الذين ذهبوا للاجتماع به في مكان إجازته. أما في الإجازة الحالية، فقد قرر أن يرد بنفسه على قسم من الرسائل التي يتلقاها من المواطنين، بمعدل 5 آلاف رسالة في الشهر، ويقرأ معظمها. ومن جهتها، فإنها تنتهز فرصة انشغاله بواجباته لكي تطالع أو تمارس هواية ركوب الدراجة.

هل يعزل «الإليزيه» ساكنيه عن الشعب؟ ترد فاليري تريرفيلر، بأن هولاند يثبت دائما أنه لا يريد الانقطاع عن الفرنسيين وهو يعشق الذهاب إليهم لملاقاتهم. وتضيف: «أما أنا فأحاول الحفاظ بقدمي ثابتتين على الأرض. ثم إن كوني أما لأبناء مراهقين يمنعني من العزلة عن الواقع». لقد سافرت، الشهر الماضي، إلى اليونان في إجازة مع أبنائها وحرصت على أن تحجز التذاكر والفندق وتدفع على الإنترنت نفقات السفر، مثلما يفعل الناس العاديون. وأوضحت الصحافية التي تكتب تقارير ثقافية لمجلة «باري ماتش»، أنها حرصت على الاحتفاظ بعملها وباستقلالها المادي الذي يسمح لها بالاضطلاع بمعيشة أبنائها وبألا تكون عالة على أحد. كما اعترفت بأن سنتها الأولى في القصر الرئاسي كانت فرصة للتعلم، وقد كانت ضرورية لتتأقلم مع دور السيدة الأولى. وهي قد التقت خلالها أكثر من 30 سيدة من قرينات الحكام ورؤساء الدول وتبادلت معهن الخبرات، واكتشفت أن مشكلاتهن متشابهة رغم اختلاف الدول.

تسعى شريكة هولاند لأن تنشط في مجال رعاية الأطفال الذين تساء معاملتهم وقد قامت بجولات في أفريقيا لزيارة ملاجئ الأطفال المحرومين، وتباحثت مع المختصين في سبيل أن يخصص عام 2014 كسنة وطنية للاهتمام بالطفولة المعذبة، حيث يموت طفل أو طفلان في فرنسا، كل يوم، بسبب التعرض للضرب من الآباء.

ورفضت تريرفيلر التعليق على الانتقادات التي ثارت ضد كارلا بروني ساركوزي، زوجة الرئيس السابق، بسبب إنفاقها 410 آلاف يورو على تأسيس موقعها الإلكتروني، لكنها قالت: «لن أدخل في الجدل، لكنني لا أفهم أن ينتقدني بعض أهل اليمين على مشاركتي الرئيس في سفراته الرسمية كما يقتضي البروتوكول».