«غوغل» تعترف لمستخدمي بريدها الإلكتروني: لا تتوقعوا الخصوصية

الشركة: نصوص الاتفاق تسمح لنا بالاطلاع على المحتويات من أجل الإعلانات

TT

اعترفت شركة «غوغل» العملاقة لمحركات البحث أن مستخدمي شبكة البريد الإلكتروني الخاصة بها لا يمكنهم توقع الخصوصية. وقد ظهر هذه الاعتراف في مذكرة قانونية خلال نظر قضية جماعية مرفوعة ضدها تتهم الشركة بانتهاك قوانين التنصت السلكي الأميركية.

وقالت الشركة في المذكرة القانونية «مثلما لا يشعر شخص أرسل خطابا إلى زميل له بالدهشة أن يفتح مساعد الزميل الخطاب، لذا لا يمكن للأشخاص الذي يستخدمون البريد الإلكتروني اليوم الشعور بالدهشة إذا ما تم الاطلاع على رسائلهم عن طريق مزودي الخدمة البريدية خلال عملية التسليم».

وأضافت المذكرة أن الأشخاص من غير مستخدمي بريد غوغل الذين يبعثون برسالة إلكترونية إلى مستخدمي بريد غوغل الإلكتروني الذين يصل عددهم إلى ما يقرب من 425 مليون شخص ليس لديهم «توقعات معقولة» بأن تبقى رسالتهم سرية.

وأوضحت الشركة أيضا ومقرها ولاية كاليفورنيا الأميركية أن القضية هي محاولة لتجريم ممارسات عادية في مجال الأعمال.

وطبقا لتوضيح عدد من الخبراء، فإن ما قصدته «غوغل» هو أنه إذا لم يكن لديك «جي ميل» وأرسلت رسالة الكترونية إلى صديق يستخدم بريد غوغل فإنها تواجه نفس السياسات المتعلقة بالخصوصية التي تواجهها أي رسالة أخرى. وأن نصوص الاتفاق الخاصة بـ«غوغل» تسمح للشركة بالاطلاع على الرسائل الالكترونية لاكتشاف الرسائل غير المرغوب فيها وتقديم الإعلانات.

وذكرت جمعية «كونسيومر واتشدوغ» المدافعة عن حقوق المستهلكين في الولايات المتحدة والتي كشفت القضية أن الأمر «اعتراف مثير للدهشة».

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاعتراف يأتي في الوقت الذي تواجه فيه «غوغل» وغيرها من شركات الإنترنت ضغوطا لتوضيح دورها في مراقبة وكالة الأمن القومي الأميركية، للأميركيين والأجانب عبر استخداماتهم لشبكة الإنترنت.

وذكر جون سيمبسون مدير جمعية «كونسيومر وواتشدوغ» أن «غوغل» «اعترفت أخيرا أنها لا تحترم الخصوصية». وأضاف «إذا كنت تهتم بخصوصية رسائلك ألإلكترونية فلا تستخدم جي ميل».

وأوضح سيمبسون وهو من منتقدي «غوغل» منذ زمن طويل أن «غوغل» تستخدم مثالا غير صحيح، فإرسال رسالة إلكترونيه هو مثل إرسال خطاب عبر مكتب البريد. أتوقع أن يبعث مكتب البريد بالخطاب اعتمادا على العنوان الموجود على المظروف. أنا لا أتوقع أن يطلع مكتب البريد على محتويات خطابي.

وكانت «غوغل» قد رفعت القضية في الشهر الماضي في محاولة لرفض القضية الجماعية المرفوعة ضدها لانتهاكها قانون مراقبة الاتصالات السلكية عندما تراقب بريدا إلكترونيا مرسلا من حسابات غير تابعة لـ«غوغل» في محاولة لطرح إعلانات موجهة إلى مستخدمي بريدها الإلكتروني.

إلا أن متحدثا باسم «غوغل» ذكر مساء الأربعاء «إننا نهتم بخصوصية وأمن مستخدمينا اهتماما جديا، التقارير الأخيرة التي تدعي غير ذلك هي ببساطة غير صحيحة».

وأضاف المتحدث «لقد وضعنا صفات أمنية وخصوصية متقدمة في جي ميل - وبغض النظر عمن يبعث برسالة إلكترونية إلى مستخدم جي ميل، تطبق وسائل الحماية عليها».

جدير بالذكر أن القضية الجماعية هي نوع من القضايا التي ترفع فيها مجموعة كبيرة من الناس قضية أمام المحاكم. وهذا النوع من القضايا الجماعية ظهر في الولايات المتحدة ويعتبر ظاهرة أميركية بالدرجة الأولى. إلا أنه في بعض الدول الأوروبية التي تتبع نظام المحاكم المدنية وليس نظام القانون العادي الأنغلو أميركان، بدأت بعض التغييرات تظهر في السنوات الأخيرة تسمح للمؤسسات الاستهلاكية برفع قضايا نيابة عن عدد كبير من المستهلكين.