أول مبادرة لتأسيس جمعية نقاد وإعلاميي السينما العراقيين

تسعى لتنظيم وتعزيز النقد السينمائي والترويج لأفلام الشباب

لقطة لأحد أفلام الشباب الفائزة في المهرجان
TT

يسعى عدد من النقاد والإعلاميين المختصين برصد السينما العراقية، إلى تأسيس جمعية تحمل اسم جمعية نقاد وإعلاميي السينما العراقيين تتولى تنظيم نشاط النقاد والإعلاميين السينمائيين انطلاقا من أهمية النقد والقراءة والترويج الإعلامي للإنجاز السينمائي، وذلك على خلفية النجاح الكبير الذي حققته أفلام الشباب المشاركة مرة أخرى في مهرجان الخليج السينمائي أخيرا في دبي، إذ توج سبعة منهم في الدورة الأخيرة للمهرجان التي أقيمت في شهر أبريل (نيسان) الحالي، بثماني جوائز وإشادتين لطاقتين تمثيليتين فتيتين من كردستان العراق. يأتي هذا الحراك في ظل عدم اهتمام الجهات الحكومية المعنية في البلاد بالشأن السينمائي.

مبادرة تأسيس جمعية النقاد ركزت في بيانها الأول على أن السينما العراقية شهدت ولا تزال نهضة ملحوظة وحركة حيوية لافتة تمثلت ببروز عدد كبير من السينمائيين الشباب، إخراجا وكتابة وتمثيلا وصناعة، مما أسفر عن دفع الإنتاج السينمائي العراقي، روائيا ووثائقيا، إلى مستويات متقدمة وطموحة، وتجلت تلك النجاحات في المشاركات المتواصلة في المهرجانات السينمائية الدولية والعربية والإقليمية، التي أسهمت في تعزيز روح التنافس المشروع بين السينمائيين العراقيين.

عن فكرة إطلاق الجمعية، وأهدافها يقول الناقد السينمائي علاء المفرجي أحد المؤسسين للجمعية في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الفكرة تبلورت في الدورة الأخيرة لمهرجان الخليج السينمائي بالاتفاق مع عدد من النقاد العراقيين الذين حضروا فعاليات المهرجان، وبعد عدة اجتماعات على هامش المهرجان تم إصدار بيان التأسيس، على أن تكون ذلك الخطوة الأولى وتتبعها خطوة أخرى تتمثل بالإعلان الرسمي لولادة هذه الجمعية من خلال عقد مؤتمر تأسيسي في بغداد ومشاركة زملائنا نقاد السينما العراقيين الموجودين في أوروبا».

وأضاف: «تتركز أهداف الجمعية في إبراز دور الشباب العراقي في تحريك النشاط السينمائي خصوصا في المهرجانات السينمائية العربية والعالمية، وهو ما يتطلب ضرورة تنظيم عمل ونشاط ممارسي مهنة النقد السينمائي في اتحاد أو رابطة أو جمعية، أسوة بما معمول به في بقية البلدان، كخطوة أولى للانضمام – انضمام هذه المنظمة - إلى اتحاد نقاد السينما في العالم (فيبرسكي) هذه المنظمة التي لها دور أساسي في المهرجانات السينمائية العالمية».

ويواصل المفرجي بالقول: «نجاح الشباب الإخراجي رافقه تطور جيد آخر على صعيد النقد والكتابة والمتابعة الإعلامية التي أسهمت ليس فقط في تقويم ومواكبة نتاجات الشباب، بل أيضا في تعميق وتطوير طقس المشاهدة التي يأمل الجميع أن تستعيد عافيتها وبريقها ثانية رغم الخراب الاقتصادي والاجتماعي».

وعن رأيه بالدعم الحكومي لإنجازات الشباب الفردية في مجال السينما، قال: «للأسف لا يوجد دعم حكومي للسينمائيين الشباب، وكانت هناك فرصة كبيرة للمؤسسات المعنية في دعم مشاريع الشباب والمتمثل بالميزانيات التي خصصت ضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة، إلا أن هذه المؤسسات أخطأت في حساباتها عندما لم تضع المنجز السينمائي الشبابي مقياسا لصرف هذه الميزانية». واستدرك بالقول: «ربما الأهمية الكبرى لما ينجزه الشباب يتعلق في اعتمادهم على إمكاناتهم الذاتية في تمويل مشاريعهم».

وبينما يشهد الواقع السينمائي العراقي تراجعا ملحوظا منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، بسبب غياب مستلزمات صناعة السينما ومن بينها غياب قاعات ودور العرض السينمائي في حين أن أولى التجارب العراقية في هذا المضمار تعود إلى أكثر من نصف قرن مضى، عادت وزارة الثقافة العراقية لتبشر بفرصة إنتاج أفلام عراقية رواية طويلة خصصت لها ميزانية ضخمة عبر مشروعها بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013، وهو يشمل إنتاج 21 فيلما سينمائيا بين تسجيلي وروائي، طويل وقصير أنجز منها حتى الآن خمسة أفلام، هي كل من «صمت الراعي» و«بغداد حلم وردي» و«أحلام اليقظة» و«دمعة رجل» و«قاع المدينة»، وغيرها، لم يكتب عنها بعد أي نقد سينمائي مختص لتقييمها.