إليسا تحدت وقاومت على طريقتها مستهلة حفلها بأغنية «وطني» لفيروز

مفاجأة سهرتها في «أعياد بيروت» كانت إطلالة نجم «إكس فاكتور» أدهم نابلسي

TT

لم تشأ إليسا إلغاء حفلها ضمن مهرجان «أعياد بيروت»، على الرغم من مرور العاصمة اللبنانية قبل يومين من موعده بهزة أمنية تمثلت في حصول انفجار ضخم، طال منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية، بل أصرت على إحيائه متحدية الأحداث التي عصفت بلبنان مؤخرا، مفتتحة أمسيتها الغنائية بعزف للنشيد الوطني اللبناني، ومستهلة برنامجها المقرر لها بأغنية «وطني» لفيروز، ثم توجهت إلى جمهورها الذي ملأ المقاعد بكثافة وهو يهتف لها «إليسا إليسا» قائلة «إنها المرة الأولى التي افتتح فيها حفلا لي بالنشيد الوطني اللبناني، مع أن ذلك يشكّل واجبا لنا، كما أنني لم أبد استنكاري أو تأسفي حول ما جرى قبل يومين في بيروت (مشيرة إلى الانفجار الذي أصاب الضاحية الجنوبية)، لأن الذي يحدث للآخرين يحدث لنا أيضا ويصيبنا جميعا، ونحن كمقاومة من المفروض أن نقاوم كل في مجاله، وأنا كمغنية هدفي أن أزرع الفرح والضحكة والحب على وجوهكم، رحم الله جميع الذين ماتوا، ولبنان باق وسنغني اليوم ونقدم حفلا جميلا بوجودكم بالطبع».

حينها علا تصفيق الجمهور وصراخه تفاعلا مع كلامها لا سيما عندما ذكرت عبارة «نحن كمقاومة»، فكسرت لحظات الصمت التي رافقت إلقاءها كلمتها والتي رسمت للوهلة الأولى علامة استفهام على وجوه الحاضرين الذين عادوا واستوعبوا ما قالته فنانتهم بعدما اعتبرت نفسها أيضا مقاومة على طريقتها.

وبعد أغنيتها الأولى الوطنية بامتياز والتي رافقها فيها الموسيقي ميشال فاضل على البيانو انتقلت إليسا إلى غنائها «بتمون»، وراحت خلالها تحيي الموجودين من أهل الصحافة والإعلام الذين تقدموا المقاعد الأمامية فردا فردا وبينهم نضال الأحمدية وجمال فياض وزافين ونيشان ووفاء الكيلاني وغيرهم من أصدقائها الإعلاميين في الوسط الفني، وكانت في كل مرة تسلط فيها أضواء المسرح على أحدهم تذكره قائلة «هلّق شفتك.. شكرا لحضورك».

وبعد إنشادها «لو فيّ» و«ما بقى فيّ» أدت أغنية «أول مرة تحب يا قلبي» لعبد الحليم حافظ وهي ترقص على أنغامها بخفة ودلع وكانت مرتدية ثوبا أسود، وقد أطلقت شعرها بتسريحة «كيرلي» (مجعدا) ليبقى على حاله في ظل نسبة الرطوبة المرتفعة المخيمة على الطقس والتي دفعتها العام الماضي، وفي المكان نفسه، إلى إبداء تذمرها منها، معتبرة حينها أن الطقس الحار أثر على إطلالتها.

وبأغنية «ع بالي حبيبي» التي كان ينتظرها الجمهور بفارغ الصبر، نظرا للنجاح الذي حققته في ألبومها الماضي، بدا الانسجام الواضح ما بين إليسا وجمهورها الذي راحت تدعوه إلى التصفيق والحماس خلال أدائها باقي أغانيها المقررة في برنامج السهرة، كـ«تصدق بمين» و«خدني معك» و«أسعد واحدة»، معلقة أثناءها على الأجواء قائلة «الجو بيجنن أليس كذلك؟»، ولتضيف وهي تهز بيدها ما يدل على جنون العقل «بيجنن عن جد كثير شوب، على الرغم من وجود أربع مراوح على المسرح» (نسبة لحرارة الطقس المرتفعة). بعدها انسحبت من على خشبة المسرح، ليطل نجم برنامج «إكس فاكتور» أدهم نابلسي، ويؤدي وصلة تألفت من أغنيتين «مش وقتك يا هوى» و«لو شباكها على شباكي»، فوقف الجمهور مهللا به ومرددا معه كلمات الأغنيتين، وليسجّل دخول إليسا على الخط من جديد وهي ترافقه في الغناء في دويتو قصير مختتمة إياه قائلة «هل أعجبتكم المفاجأة؟»، فصرخ الحضور بالإيجاب، عندها تابعت «هذه المفاجأة أهديها لكل من انتقدني، وأعتقد أنني لن أفي بوعدي، عندما قلت في برنامج (إكس فاكتور) إنني سأحضر أول حفل يحييه أدهم، والذي شاءت الظروف السياسية والأمنية في مصر أن تلغيه، فاستقدمته إلى لبنان ليشاركني حفلي هذا».

وردت إليسا على محبيها من «الفانز» وغيرهم من الموجودين الذين راحوا يطالبونها بأداء أغانيها المفضلة لديهم قائلة لهم «دعوني أولا أغن برنامجي المقرر ثم أنتقل إلى ما تطلبونه.. اتفقنا؟»، فساد الهرج والمرج بينهم والذي قطعته بأدائها لأغنية «نسّم علينا الهوى» لفيروز وبعدها «قلبي حاسس فيك» ومن ثم لأغنيتها من ألبومها الجديد «تعبت منّك» التي تم عرض كليبها المصور حديثا في الوقت نفسه، وهو من توقيع المخرج سليم الترك.

وجاءت إطلالة الموسيقي ميشال فاضل مرة جديدة على المسرح مع أداء إليسا لأغنية «في عيونك» مرحبة بوجوده معها بالقول: «أجا ميشال.. yes» تعبيرا عن فرحتها به.

لم تختلف كثيرا لائحة الأغاني التي قدمتها إليسا في حفلها من «أعياد بيروت» هذا العام عن العام المنصرم، والتي شملت تقريبا الأغاني نفسها، مثل «كلمة حلوة وكلمتين» للراحلة داليدا و«لولا الملامة» للراحلة وردة الجزائرية و«عايشالك» من أول ألبوماتها، لتقف بعدها على طلبات جمهورها وتغني له «سلملي عليه» و«مالي وأنا مالي» (لوردة)، ولتختتم حفلها الغنائي بعد نحو الساعتين من الوقت بأدائها مرة ثانية لأغنية ألبومها الأخير «أسعد واحدة» تلبية لطلب جمهورها الذي ودعته متوجهة إليه «أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بهذا الحفل وسعدتم مساء».

قد لا يكون الحفل الذي أحيته إليسا في مهرجانات «أعياد بيروت» حمل الجديد في طياته سوى سوء التفاهم الذي حصل بينها وبين شريحة من الحاضرين الذين ما لبثوا أن استوعبوا ما قالته في تصريحها السياسي والذي تم توضيحه عبر المواقع الإلكترونية في الليلة نفسها من قبل عدد من الإعلاميين الذين حضروا الحفل، لكن اللافت فيه كان إرادة اللبنانيين على تخطي معاناتهم رغم كل شيء، فجاءوا بالآلاف ليبرهنوا مرة جديدة أن بإمكانهم التعالي على جراحهم بمواقفهم الصلبة. وفي النهاية يمكن القول إن إليسا بدت منسجمة مع نفسها متألقة و«أسعد واحدة» على المسرح رغم كل شيء.