عالم المرأة السعودية يجذب المتفرجين في مهرجان أدنبره

مائسة الصبيحي تقدم أول عمل مسرحي من المملكة في اسكوتلندا وتطبع اسمها كممثلة ومخرجة مسرحية

مائسة الصبيحي في مشاهد من مسرحيتها «هيد أوفر هيلز» التي تعرض حاليا في مهرجان «فرينغ» بأدنبره (تصوير: سلوى علي)
TT

تعرض مائسة الصبيحي، وهي أكاديمية وفنانة سعودية، مسرحيتها الأولى «هيد أوفر هيلز» (رأسا على عقب) في مهرجان أدنبره، وتسجل حضورها كأول ممثلة مسرحية سعودية في المهرجان.

المسرحية التي تتقمص فيها الصبيحي عددا من الشخصيات النسائية تتعامل مع واقع المرأة السعودية كما تقول، وتشير إلى أنها غير معنية بتصوير «مشاكل» المرأة السعودية كما يتوقعها الغرب، ولكنها قصص من الواقع الذي تعيشه المرأة في المملكة.

اسم المسرحية يوحي بالوقوع في الجب على الأقل حسب الترجمة إلى العربية، ولكن المسرحية لدى عرضها في السعودية باللغة العربية احتفظت باسمها الإنجليزي، بينما لجأ آخرون لترجمته حرفيا إلى «رأسا على عقب». لكن مائسة لها رأي آخر في ذلك، فتقول في حوار مع «الشرق الأوسط»: «لم أقم بترجمة الاسم فأنا لا أحب الترجمة الحرفية. عندما أعددنا العرض بالعربية لم نترجم العنوان، ولكني فكرت كثيرا في عنوان (ألف مبروك) للمسرحية خاصة أنها تدور حول مواضيع الزواج والطلاق».

وعموما أيا ما كان الاسم فالمسرحية التي سنسميها «هيد أوفر هيلز» كما أرادت صانعتها هي الأولى للصبيحي «هذه أول مسرحية أقدمها، منذ صغري أعشق المسرح وكنت أشارك في النشاط المسرحي في المدرسة والجامعة أيضا، كما سبق أن كتبت نصوصا أخرى، لكن هذه أول مسرحية لي تدخل إلى حيز التنفيذ وتحقق بعض النجاح».

الصبيحي درست في أميركا حيث نشأت، ثم لدى عودتها للسعودية درست الأدب الإنجليزي في جامعة الملك عبد العزيز، ثم استكملت الدراسات العليا في لندن. دراسة الأدب منحتها القدرة على التحليل، وشجعها حبها لكتابة السيناريو والحوار للاتجاه للمسرح بشكل أكبر. فاستغلت فرصة وجودها في بريطانيا لصقل مواهبها المسرحية. تستكمل «خلال هذه الفترة في لندن قمت بالاشتراك في دورات للإلقاء وتدريبات الصوت لتنمية قدرات التمثيل وقدرات الصوت، لكن لم تكن هناك دراسة رسمية للمسرح».

الإعداد للمسرحية لتخرج بشكلها الحالي استلزم الكثير من الادخار، فالعملية مكلفة جدا كما تشير الصبيحي «زرت مهرجان ادنبره من قبل، وأدركت أن الأمر مكلف جدا»، لكنها نجحت في العودة لأدنبره لتكون أول فنانة مسرحية سعودية تعرض في المهرجان. تنضم الصبيحي بهذا السبق إلى المخرجة هيفاء المنصور التي عرض فيلمها «وجدة» كأول فيلم روائي سعودي في لندن مؤخرا، وتقول «كثيرون قالوا لي هذا، وأتمنى أن أقابل هيفاء فهي من الشخصيات التي أود التعرف عليها».

«هيد أوفر هيلز» قائمة على الصبيحي، فهي من تأليفها وتمثيلها، كما قامت أيضا بالإعداد المسرحي والإشراف على الديكور والإضاءة.. تعلق قائلة «لا أنكر بالطبع دور فريق العمل معي في جدة، لكن الأفكار الرئيسة كانت لي، فاخترت مثلا أن أقسم خشبة المسرح إلى ثلاث غرف مختلفة، كما قمت بتحديد طريقة الإضاءة مع فريق التنفيذ».

تدور المسرحية حول أكثر من شخصية تقوم الصبيحي بتمثيلها كلها، كما تقوم بدور الراوية التي تقوم بربط الفقرات، وتلجأ في أسلوبها المسرحي لاستدعاء الجمهور للتفاعل معها، فهي تخرج من الشخصية على المسرح لتتوجه بالحديث إلى الجمهور مباشرة ثم تعود لتقمص شخصية أخرى. كما تقوم بدعوة الجمهور لمشاركتها في رقصة تقليدية أثناء مشهد لحفل زفاف.

أما القصص التي تقدمها فهي مستوحاة من المجتمع، تعلق «هي تعبر عن صوت المرأة السعودية في مواقف مختلفة، استوحيتها من احتكاكي بأصدقائي في المجتمع والقصص المختلفة حول خبراتهم بخصوص الزواج والطلاق وخبرتي الشخصية أيضا وحياتي كامرأة مطلقة في المملكة».

عرضت الصبيحي مسرحيتها قبل ذلك في السعودية في كلية عفت، وخارج المملكة في نيويورك وكونيتيكت على نطاق ضيق، ولقيت ردود فعل مشجعة.. تقول «كنت مرتاحة لرد الفعل، كان هناك ترحيب ممن شاهدوا المسرحية، ودعم وتشجيع».

وبعد عرضها في أدنبره الذي يعتبر العرض الأكبر تأخذ الصبيحي عرضها إلى السعودية مرة أخرى لعرضه في عدد من الأماكن «سنستمر في العرض بعد ادنبره، لأن هناك كثيرا من المشاهدين لم يروها، ويطالبون بعرضها، وسنقوم بالتالي بعرضها في السعودية وربما في بلاد عربية أخرى».

المسرحية كما تراها الصبيحي هي محاولة لتوصيل صوت المرأة السعودية للعالم الخارجي «لنظهر لهم أننا فعالون، وأيضا لنكسر الصورة النمطية المتداولة التي تصور المرأة العربية على أنها غير فعالة ومضطهدة في المجتمع، ولعل رسالتي تلك نجحت في الوصول إلى بعض الجماهير الذين كانوا يخبرونني بعد العرض بأنه غير الكثير من الأفكار لديهم والتي يحملونها حول المرأة في المملكة».