المعماري «رينزو بيانو» يضفي البهجة على متحف «ميوس» في تورينو

الأحصنة الطائرة والحيوانات الضارية المعلقة والديناصورات منعدمة الوزن

متحف ميوس في ترينتو
TT

تختلف الأشياء كثيرا في متحف «ميوس» في تورينو بإيطاليا من الأحصنة الطائرة والحيوانات الضارية المعلقة والديناصورات منعدمة الوزن، مقارنة بمتاحف العلوم الطبيعية الأخرى.

يهدف المتحف الذي افتتح حديثا إلى إطلاع العامة على تاريخ النمو والتطور، وكذلك على منطقة جبال دولوميت القريبة بمرح وخفة بكل ما تعنيه الكلمات من معنى.

نظم المتحف المهندس المعماري رينزو بيانو، ونجد أن الكثير من المفردات المعروضة تطفو في الأعلى؛ فشعار المهندس الإيطالي (75 عاما) هو «انعدام الجاذبية».

وقال لوكالة الأنباء الألمانية: «في عالم خيالي تلتقي فيه الطبيعة والعلوم، كل شيء يطير». وكلف تشييد المتحف إقليم ترينتينو (شمال إيطاليا) 70 مليون يورو (91 مليون دولار)، وافتتح في نهاية يوليو (تموز) الماضي.

وقال النقاد إن المبنى كبير بشكل مبالغ فيه، ولكن الحكومة الإقليمية مقتنعة بأنه سوف يجذب السياح، وبالتالي يكون بمثابة استثمار جيد.

ويأمل السياسيون قدوم 200 ألف زائر سنويا. وفي أسبوع الافتتاح توافد أكثر من عشرين ألف شخص على الأقل، وكانت الصحف مفعمة بالحماسة، حيث كان العنوان الرئيسي لصحيفة «لا اديجي»: «متحف ميوس يغزو كل شيء». وأشادت صحيفة «لا ارينا» التي تصدر في فيرونا بـ«المعمار القوي» للمبنى. ويبلغ طول المتحف 135 مترا وعرضه 35 مترا. ورغم أن مساحة العرض بالمتحف تبلغ 12600 متر مربع، فإن المبنى تتوفر فيه الإضاءة والتهوية.

وتساعد واجهات النوافذ الكبيرة في دمج الداخل بالخارج، فالداخل يتناول الطبيعة ومجتمع شمال إيطاليا، أما الخارج - عبر النوافذ الكبيرة - فيطل على مشهد حقول الكرم والمراعي وقمم جبال الألب.

شيد بيانو الذي جذب الانتباه بناطحة السحاب «ذا شارد» في لندن، المتحف على نحو مثالي وسط بيئته. بفضل الأسطح الكثيرة المائلة، ويشبه المتحف نفسه أحد جبال دولوميت.

ولدى المهندس المعماري ولع خاص بالأجزاء الداخلية المفتوحة، التي تمتد من أرضية القبو إلى المستوى الأعلى. ويتدلى في فضاء هذه المساحة المفتوحة الديناصور الأكبر والحيوانات المحشوة التي لا تحصى. وترى هذه المنطقة الوسطى من صالات العرض والمعارض الأخرى. الأماكن كلها مفتوحة، كل شيء يطفو معا.

ويخص الطابق الأرضي الأطفال على وجه الحصر. ويقول مدير المتحف ميشال لانزينجر: «يسمح بلمس المعروضات». من المفترض أن يكون المتحف تفاعليا ويحفز الأطفال والشباب لتجربة الأشياء والتأمل.

وقبل تورينو، صنع بيانو اسما لنفسه كمتخصص في المتاحف بإقامة مشاريع في باريس وسان فرانسيسكو وأمستردام وبوسطن وبيرن.