انطلاق أعمال مركز إقليمي عربي للتراث العالمي في المنامة يعمل تحت إشراف اليونيسكو مباشرة

وزيرة الثقافة البحرينية تعتبره منجزا ثقافيا وحضاريا فريدا

الشيخة مي آل خليفة تتوسط منير البوشناقي ووزير الثقافة اليمني أثناء المؤتمر الذي عقد حول المركز الإقليمي للتراث العربي العالمي بالمنامة الأحد الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

عقد في المنامة الأحد الماضي مؤتمر أعلن خلاله عن انطلاق أعمال المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وإطلاق موقعه الإلكتروني، وهو بالعربية ثم سيترجم بالفرنسية والإنجليزية.

شارك في المؤتمر وزير الثقافة اليمني عبد الله عوبل منذوق صالح للنظر في إمكانية مساعدة المركز لمدينة زبيد وللمواقع الأثرية في اليمن عموما.

وقالت الشيخة مي آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية، رئيس مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي لـ«الشرق الأوسط» إن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي يجسد منجزا ثقافيا وحضاريا فريدا يشتغل على كامل المنطقة العربية ويؤرخ لذاكرة إنسانية ومكانية وجغرافية على خارطة العالم. وأضافت أن «الإرث العربي والمحصلة الثقافية هي ما تجعل الوطن العربي مختلفا بهويته وتفصيله، وتعاوننا مع منظمة اليونيسكو لإنشاء المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وتنفيذ بنود الاتفاقية هو الخطوة الأولى في الاتجاه الحفاظي لتكوين المشاريع المستدامة».

كما أكدت وزيرة الثقافة والسياحة البحرينية أن «منامة السياحة تتطلع عبر هذا المركز إلى مساندة الدول العربية وتشجيعها كافة على حماية وتطوير مواقعها التراثية الثقافية والطبيعية وغيرها من المقومات التي تتيح لها التبادل المعرفي والعلمي والإنساني مع بقية الشعوب العالمية الأخرى لإيجاد إرث مشترك».

وأوضحت الشيخة مي أن «كل النتاج الحضاري والثقافي والطبيعي وغير المادي لم يعد في فكرته اليوم يقتصر على بيئته وجغرافيته، لأننا أمام مسؤولية جماعية واشتغال حضاري وتاريخي واسع مارسته الإنسانيات والشعوب. هذه الخبرات والثقافات والملامح الإنسانية علينا اليوم أن نتعامل معها كإرث مشترك نستلهم منه تلك المعطيات لتشكيل الأوطان وفق هوياتها وشعبيتها وملمحها الخاص بها. ويسعى المركز من خلال اشتغاله إلى تنفيذ اتفاقية التراث العالمي لعام 1972م، والتي صدقت عليها الحكومة البحرينية مع منظمة اليونيسكو في عام 1991م».

من جهته قال منير البوشناقي مدير عام المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي لـ«الشرق الأوسط» إن المركز هو المركز الإقليمي الثالث في العالم، و«أنشئ هنا في البحرين والفكرة أتت من وزيرة الثقافة الشيخة مي آل خليفة، عندما رأت أن هناك إمكانية أن دولة يمكنها أخذ مبادرة تأسيس مركز إقليمي فبادرت بهذا الاتجاه، وطلبت من اليونيسكو المساعدة لوضع الخطوط العريضة لهذا المركز فأتينا إلى البحرين مع اليونيسكو».

وأضاف أن مديري منظمات دولية أتوا برفقته للبحرين «ووضعنا الأسس لوضع المركز وسافرت وزيرة الثقافة البحرينية إلى عدد من الدول العربية وعرضت فكرة المشروع ووافقت الدول العربية على أن تكون البحرين مقرا إقليميا للمركز وكان هذا بين 2009 و2010. بعدها جهز الملف وقدم لليونيسكو، المجلس التنفيذي وافق على الاقتراح وأعطى موافقته للمؤتمر العام لليونيسكو الذي وافق على إنشاء هذا المركز».

وأوضح البوشناقي أن المركز يعمل هو تحت إشراف اليونيسكو مباشرة وهي موجودة في اللجنة الإدارية التي تترأسها الشيخة مي آل خليفة.

وتنضوي تحت مظلة هذا المركز كل الدول العربية من دون استثناء لأن التقسيم الجغرافي أفريقيا، أوروبا آسيا، أميركا والدول العربية واختصاصه في التراث العالمي في المنطقة العربية.

وأضاف البوشناقي أن فكرة تأسيس المركز بدأت في اليونيسكو في بداية التسعينات، وعندها قدمت دولة النرويج اقتراحا لليونيسكو لكي تكون في عاصمة النرويج مؤسسة تساعد اليونيسكو في كل المراحل الخاصة بحماية التراث الثقافي والطبيعي في العالم، تتمثل أهم أعمالها في تقديم ملفات لتسجيل المواقع على قائمة التراث العالمي، والمتابعة، وتكوين الكوادر المسؤولة على حماية التراث وإدارة المواقع، وتدريب المختصين في كل مجالات الحفاظ على التراث واليونيسكو رأى أنها ستكون فرصة لتوزيع بعض المهام إلى مراكز جهوية تحت إشراف اليونيسكو. والصين كانت ثاني دولة لمركز إقليمي لآسيا والمحيط الهادي.

وتعرض المؤتمر بمبادرة الشيخة مي بعد اجتماع لجنة التراث العالمي من ضمن الملفات وضع مدينة زبيد التاريخية في اليمن والتي هي مهددة الآن بسحبها من لائحة مواقع التراث العالمي ومنها 70 عربيا ومدينة زبيد حسب ما قال البوشناقي «لها قيمة تاريخية فهي التي انطلق منها الجبر وتاريخ ديني وسياسي، في علم الفلك والطب وانتشر منها نحو العالم وداخل وخارج الجزيرة العربية لكن ظروف الحفاظ على المدينة تدهورت بسبب وجودها في مناخ عسير، حرارة ورطوبة أثرت على بعض البنايات تحتاج إلى عناية مستمرة، والأوضاع الاقتصادي أدى بالسكان إلى نوع من الإهمال للمدينة القديمة».