ملايين تطالب بعودة كرستيان بايل ويرفضون بن أفلك

باتمان الجديد متأرجحا

بن أفلك كما بدا في فيلمه الأخير «آرغو» («الشرق الأوسط»)
TT

منذ الإعلان عن أن الممثل (والمخرج) بن أفلك سيقوم بأداء شخصية «باتمان» في الفيلم المقبل من السلسلة التي ستضعه في مواجهة «سوبرمان» ضمن عمل مغامراتي واحد، وردات الفعل على هذا الإعلان الذي تم في الثاني والعشرين من هذا الشهر لم تهدأ. هناك من يحبذ أفلك وهناك من يعارضه. من يراه مناسبا للشخصية التي لعبها قبله كرستيان بايل وجورج كلوني ومايكل كيتون، وهناك من يراه ليس أهلا لتجسيد هذا الدور.

على الـ«تويتر»، مثلا، وفي خلال الساعة الأولى من الإعلان تم بث 96.088 «تغريدة» وخلال الساعات الاثنا عشر الأولى من ذلك الإعلان فإن نسبة التغريدات المتبادلة حول نصف مليون تغريدة في الساعة الواحدة (تحديدا: 509.922 تغريدة).

غالبية التغريدات (71%) كانت سلبية الوقع تنتقد القرار وترى الممثل الأميركي الذي ظهر في العام الماضي في «أرغو» (الذي قام بإخراجه أيضا) ليس صالحا للدور. في المقابل 15% وافقت و 14% كان لها رأيان مختلطان، مع وضد.

من هؤلاء جميعا اقترح 12% من المغردين أن يعود كرستيان بايل إلى الدور. وطالت ردات الفعل الممثل مات دامون، الذي عرف بزمالته وصداقته لبن أفلك، فهناك 19% من التغريدات اقترحت، مازحة، أن يمنح دامون دورا في الفيلم الجديد.

* براهين

* عمليا، المسألة لها وعليها. الجمهور ليس دائما على حق وهناك براهين. فعندما تم ترشيح الممثل مايكل كيتون لأول باتمان حديث (1989) تبادل الناس آراء مشابهة في ردة فعلها. لم يكن الـ«تويتر»» موجودا، لكن الإنترنت شهد انقساما مماثلا لهذا الحاصل اليوم مع غالبية وجدت الممثل غير مؤهل بالمرة للدور المذكور. بعد ذلك حين قام تيم بيرتون بإخراج الفيلم واضعا كيتون في البطولة (ومانحا جاك نيكولسون دور الشرير الأول) تغير الوضع ورافضو الأمس انقلبوا مؤيدين.

ضجة مماثلة وقعت قبل سنوات أقرب. في عام 2005 قام صانعو سلسلة جيمس بوند بإعلان اختيار الممثل دانيال كريغ بطل الجزء الجديد «كازينو رويال». معظم ردات الفعل كانت أيضا سلبية. حين ظهر كريغ في شخصية العميل الشهير انعكست الآية وجدنا الغالبية الكبرى من المشاهدين تؤيد هذا الاختيار بدليل إيرادات الفيلم والفيلمين البونديين اللاحقين.

بن أفلك في هذا الوضع لا بد أنه الآن يتذكر أن تجربته مع شخصية أخرى من شخصيات «الكوميكس» وهي «العفريت» أو Daredevil سنة 2003 لم تكن مرضية له ولجمهوره. كان خرج رابحا بعض جولاته التجارية حتى ذلك الحين خصوصا حين لعب «مجموع كل المخاوف» سنة 2002 لكنه لم يكن ناجحا بعد كممثل لا خلاف عليه. وهو توسم، بعد قيام مؤسسة مارل (ناشرة الكثير من شخصيات الكوميكس ومنتجة أفلامها بالاشتراك مع ستوديوهات هوليوودية مختلفة) باختياره لتأدية شخصية ذلك الفارس الأعمى الذي لا تمنعه آفته من ولوج المغامرات والمخاطر، وتمكين نفسه على صعيد تجاري وجماهيري بحت. حينها تكلف الفيلم 75 مليون دولار وأنجز 174 مليون دولار متواضعة.

معظم النقاد وكثير من آراء الجمهور كانت سلبية حيال الفيلم وحيال بطله وهكذا وجد أفلك نفسه كما لو أنه لم يبرح مكانه السابق. وما زاد من شعوره بالخسارة إقباله إثر ذلك الفيلم على عدد من المشاريع التي لا قيمة لها مثل «جيغلي» و«فتاة جيرسي» و«موظفون 2» وذلك من 2003 إلى ما بعد 2006.

وضعه المهتز ذاك لم يتغير إلا من بعد أن عمد إلى الظهور في «صحبة الرجال» (2010)، الفيلم الذي نال إعجاب النقاد (ولو أنه لم يعرض جيدا في الصالات) ومن بعد أن قرر دخول معترك الإخراج سنة 2007 بفيلم Gone Baby Gone. وكان البعض يتوقع أن الجمهور الشاسع غير رأيه بأفلك تبعا لنجاحه في مهنة الإخراج، إذ أتبع فيلمه الأول بعملين أجدر منه هما «البلدة» (2010) و«أرغو» (2012).

لكن لا يوجد للآن أي ترجيحات على أن بن أفلك سيخاف من الإقدام على تجسيد شخصية باتمان الجديد لسبب وجيه: سوف لن يستطيع الإقدام على الامتثال لرغبة الغالبية من المصوتين. وبالنسبة لشركة «وورنر» التي ستدفع فاتورة «باتمان ضد سوبرمان» الذي من المتوقع له الانطلاق للتصوير خلال مطلع العام المقبل، فإنها ستضع في الحسبان أن الجمهور سيغير رأيه وأن المادة التي ستجمع بين أشهر بطلين في سينما الكوميكس للمرة الأولى، هي التي ستغلب على أي من المحاذير الأخرى.