حرائق الغابات الأميركية تقترب من متنزه يوسمايت

مسؤولو مكافحة حرائق الغابات يبحثون طلب مساعدة الجيش ودول أجنبية

TT

أعلن جيري براون، حاكم ولاية كاليفورنيا، حالة الطوارئ في سان فرانسيسكو في ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة الماضي بعد تعرض خطوط الكهرباء التي تمد المدينة بالكهرباء للخطر بسبب حريق أحراش عند طرف متنزه يوسمايت القومي.

وقال براون إن الحريق الحق أضرارا بالبنية الأساسية لشبكة الكهرباء التي تخدم المدينة وأجبر لجنة المرافق العام بسان فرانسيسكو على إغلاق خطوط الكهرباء.

وقالت متحدثة باسم متنزه يوسمايت إن الحريق أتى على 11 ألف فدان في الركن الجنوبي الشرقي من المتنزه الذي يبعد نحو 320 كيلومترا عن سان فرانسيسكو حتى بعد ظهر يوم الجمعة.

وكان مسؤولو مكافحة حرائق الغابات بالولايات المتحدة الذين يواجهون تضييقا متزايدا في الموارد محادثات مع قادة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ومسؤولين كنديين بشأن تعزيزات محتملة من الأفراد والطائرات لإخماد عشرات الحرائق المستعرة في المراعي الجافة بالغرب الأميركي.

وقال المركز القومي لوكالات مكافحة الحرائق في بويس، إن الخطط الأولية لطلب المساعدة من الجيش ودول أجنبية تجيء في وقت تشعر فيه إدارة الغابات الأميركية بأثر تقليص الميزانية الاتحادية، لا سيما مع الزيادة الكبيرة في الطلب على رجال الإطفاء ومعدات مثل الطائرات.

وقال ستيفن جاجي، مساعد مدير عمليات مكافحة الحرائق والطيران لإدارة الغابات، إن أعضاء الفرق الخاصة لرجال مكافحة الحرائق لا يكادون يزيدون. وتتمثل مهام أعضاء هذه الفرق في مداهمة الحرائق في بداياتها بالمناطق النائية والوعرة.

وأضاف أن أطقم الفرق الخاصة التي تزيد على مائة طاقم، إما يعملون جميعهم في مكافحة حرائق في الغرب أو يأخذون نوبات راحة وتعارف، الأمر الذي يترك الإدارة بلا أي فرق احتياطية يمكن إرسالها إلى أي حرائق جديدة قد تكون مكافحتها في حاجة لهم.

وتابع: «لدينا عدد محدود من هؤلاء البارعين. كنا نود توفيرهم لجميع من يطلبونهم. تقرير أي منطقة يتوجه لها هؤلاء البارعون أو لا يتوجهون لها هو أصعب ما نفعله».

وأردف جاجي: «إن مسؤولي مكافحة الحرائق يستعدون لاتخاذ قرار في الأيام المقبلة بشأن ما إذا كانوا سيوجهون طلبا للجيش الأميركي من أجل نشر 200 من أفراد القوات البرية مبدئيا لزيادة عدد رجال الإطفاء. وسيحتاج الأمر إلى أسبوع تقريبا لتدريب وتعبئة هؤلاء الأفراد قبل نقلهم ليكافحوا الحرائق الهائلة في الغرب».

ومهد مسؤولو مكافحة الحرائق في الولايات المتحدة هذا الأسبوع السبيل لطلب محتمل لمساعدات عسكرية والحصول على موارد لمكافحة الحرائق بموجب اتفاقات موقعة مع كندا وأستراليا ونيوزيلندا بإعلان رفع المؤشر الوطني للإنذار من حرائق الغابات المؤلف من خمس درجات إلى أعلى مستوياته لأول مرة في خمس سنوات.

وقال جاجي: «بدأنا مناقشات مع كندا بشأن الاستفادة من إمكانياتها إذا كانت متاحة».

وتجدر الإشارة إلى أن متنزه يوسمايت متنزه وطني أميركي يشمل القطاعات الشرقية لكل من مقاطعات تولومني وماريبوس وماديرا في الجزء الشرق الأوسط لولاية كاليفورنيا الأميركية.

وتصل مساحة المتنزه الذي تديره خدمة المتنزهات الوطنية إلى أكثر من 761 ألف فدان وهو منطقة سياحية مهمة، حيث يزوره سنويا ما يزيد على 3.7 مليون شخص ويقضي معظمهم وقتهم في وادي يوسمايت الذي لا تزيد مساحته على 18 كيلومترا مربعا والتي تم اختياره موقعا للتراث العالمي في عام 1984. والمتنزه مشهور عالميا بسبب شلالاته ومياهه الصافية ومنحدراته الغرانيتية وأشجار السيكويا العملاقة.

وترجع أهمية متنزه يوسمايت إلى أنه أول المتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة. وبدأ الفكرة غالين كلارك وعدد آخر من الشخصيات الأميركية التي كانت تهدف إلى حماية وادي يوسمايت من التنمية. وأدت دعوتهم إلى إصدار الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن قرارا في عام 1864 بتحويل المنطقة إلى متنزه عام.

ويحتوي المتنزه على خمس مناطق نباتيه متنوعة. ومن بين 7 آلاف فصيلة نباتيه في ولاية كاليفورنيا يوجد 50 في المائة منها في منطقة سيرا نيفادا منها 20 في المائة في متنزه يوسمايت، كما يضم 160 فصيلة نباتية نادرة وكان رجال الإطفاء قد أحرزوا تقدما نحو إخماد حرائق غابات هائلة تهدد بلدة صن فالي للتزلج في إيداهو يوم الثلاثاء الماضي، حيث تم إلغاء أوامر إخلاء مئات المنازل، وقال مسؤولون إنهم حققوا تقدما في مكافحة الحرائق التي تذكيها الرياح.

ودمرت الحرائق منزلا واحدا وسبعة مبان أخرى وأجبرت الآلاف على النزوح. وتسبب البرق في إشعال الحرائق قبل أسبوعين تقريبا خارج صن فالي، وهي بلدة من ضمن ثلاث بلدات سياحية تشكل منتجعا في وسط إيداهو.

وقالت السلطات إن قيمة الأرض والممتلكات المهددة في المنطقة التي يقع بها المنتجع والتي تعرف باسم وود ريفر فالي تبلغ نحو ثمانية مليارات دولار. وتضم المنطقة منازل شخصيات شهيرة مثل المخرج السينمائي ستيفن سبيلبرغ والممثل توم هانكس والمغنية والممثلة باربرا سترايسند.

وقال جين رامزي، مسؤول شرطة مقاطعة بلين، لسكان 725 منزلا جنوب بلدتي صن فالي وكيتشوم، إن بوسعهم العودة إلى منازلهم، لكن عليهم أن يكونوا مستعدين لمغادرتها مجددا فور صدور أي أمر بذلك.

وقلص ذلك إلى 1125 عدد المنازل الصادر لها أوامر إخلاء إجباري من 2250 لوجودها في مسار الحرائق التي سعى منتجع صن فالي للتزلج لإخمادها بتحويل مدافع المياه التي تستخدم عادة في صناعة الجليد صوبها. وقالت برونوين نيكل، المتحدثة باسم مقاطعة بلين: «أظن أن الأمر تحول لصالحنا».

وتم تكليف أكثر من 1800 من رجال الإطفاء بمكافحة هذه الحرائق التي تحتدم في 106 آلاف فدان من المراعي وغابات الصنوبر في جبال سوتوث.