تطابق مواقف ناشطات نسائيات وأخريات محجبات يثير حيرة في السويد

سويديات غير مسلمات: ندافع عن حق الاختيار و«ارتداء النساء للحجاب»

TT

انبثقت حركة تلقائية على ما يبدو في السويد، تدافع عن حق النساء في ارتداء الحجاب وحصلت على تأييد ناشطات مدافعات عن حقوق النساء إلى درجة أنها أثارت حيرة خصوم الإسلاميين.

وبدأ كل شيء إثر شكوى رفعتها امرأة حامل قالت إنها تعرضت إلى اعتداء في ضواحي ستوكهولم من جانب رجل شتمها مستخدما عبارات عنصرية. وبعد ثلاثة أيام استجاب مئات من السويديين، معظمهم من النساء ومعهم بعض الرجال، لنداء «ثورة من أجل الحجاب» نشر على الإنترنت مرفقا بصور نساء محجبات تجاوز عددهن الألفين. وشاركت في التحرك نائبات يساريات وناشطات في حركات نسوية وأناس غير معروفين وحتى أطفال. واستقبلت وزارة العدل منظمي التحرك الثلاثاء ثم نظموا الجمعة تظاهرة في ستوكهولم.

واجتذبت صفحة «ثورة من أجل الحجاب» على «فيس بوك» عشرات الآلاف من مستخدمي الإنترنت قبل غلقها بسبب ملاحظات كثيرة عنصرية ومناهضة للنساء.

وصرحت إحدى منظمات التحرك فوجان روزبيه للصحافة الفرنسية بأن «عدد الاعتداءات على النساء المسلمات ازداد مؤخرا». وانتقدت روزبيه (33 سنة) حكومة يمين الوسط وقالت: «لم يقل أحد منا إن كل ذلك بدأ مع هذه الحكومة لكننا نقول إنه تفاقم لأنهم لم يأخذوا الخطر على محمل الجد».

وقالت إن المسلمات صرن بمثابة كبش فداء في ظروف تزداد فيها البطالة في السويد وغيرها من البلدان وأعربت عن الأسف لخطاب «ديمقراطيي السويد» (يمين متطرف) ثالث حزب في البلاد بحسب الاستطلاعات، وللصورة السيئة التي تتناقلها وسائل الإعلام عن الإسلام.

وأفادت إحصاءات حكومية أن الاعتداءات على المسلمين قليلة نسبيا، في حين تحدث المجلس الوطني لتفادي الجريمة عن 306 شكاوى خلال 2012 مقابل 278 في 2011 و272 في 2008.

واستذكرت روزبيه وثيقة تعود إلى 2006 انتقدت فيها منظمات إسلامية «تصاعد الأجواء العنصرية المعادية للإسلام في السويد» وأفادت أن 16.4% من الشبان المسلمين تعرضوا لاعتداءات كلامية و1.4% لاعتداءات جسدية بسبب أصولهم أو دينهم.

وقد أثارت تلك الوثيقة التي وقعها ناشط آخر يدافع عن الحجاب، جدلا إذ بدا كأنها تنتقد تقصير الحكومة في مكافحة جرائم الشرف المرتكبة داخل عائلات مسلمة. وأعلنت سارة محمد، رئيسة جمعية مكافحة جرائم الشرف أنها تعتبر الناشطين من أجل «ثورة من أجل الحجاب» مدافعين عن التيار الإسلامي.

وقالت: «أدعم تماما الاحتجاجات ضد العنف الذي تتعرض له النساء، عبر الخطاب والتظاهر وليس بارتداء الحجاب المعروف في العالم أجمع بأنه رمز إسلامي لقمع النساء». واعتبرت أن من الأفضل أن تدافع النائبات السويديات اللواتي ارتدين الحجاب، عن النساء اللواتي يجازفن لأنهن يرفضن ارتداء الحجاب.

واعتبرت روزبيه أن هذا النقاش «لا جدوى له» في السويد مؤكدة أنها تدافع عن «النساء اللواتي اخترن ارتداء الحجاب».

وطلبت جمعيتها من الحكومة تشكيل لجنة تحقيق حول أعمال العنف التي تتعرض لها المسلمات ووضع حد لحظر الحجاب بالنسبة للصحافيات اللواتي يقدمن النشرات الإخبارية في التلفزيون العام.

وأوضح عالم الاجتماع آيي كارلبون، من جامعة «مالمو» أن السويديين متسامحون مع الحجاب ولكن ليس مع النقاب. ونفى أن يكون لاحظ تصاعدا لتيار عدم قبول الآخر وقال: «منذ أن بدأنا نستقبل مهاجرين من بلدان إسلامية يقال إن الظاهرة في تنام وانتشار، ولست أدري لماذا نفعل ذلك اليوم».