المشهد: يوميات مهرجان «فينيسيا» السينمائي الدولي (3)

شيماء مغربية برسم العالمية

شيماء بنعشا في لقطة من «خائنات»
TT

هناك مخرج أميركي شاب قضى وقتا في المغرب وخرج معجبا باثنين: الحياة في المغرب وجيل الممثلين الجدد في السينما المغربية. شون جيليت قرن الإعجاب الثاني بالفعل. قام بإخراج فيلم عنوانه «خائنات» يعرضه في فينيسيا و- لاحقا - في تورونتو وقوامه ممثلات مغربيات تتقدّمهن شيماء بنعشا. يقول في جلسة سريعة:

«أعجبت بالممثلة شيماء بعدما شاهدتها في فيلم (ملاك) في مهرجان الفيلم الوطني في المغرب. وقررت أن تكون واحدة من بطلات فيلمي هذا».

شيماء بنعشا شابّة درست الاقتصاد لكنها تحوّلت إلى التمثيل بقرار سريع اتخذته قبل ثلاث سنوات ومن دون دراسة مسبقة. سريعا ما استحوذت على الإعجاب وفي فيلمها الثاني «ملاك» استحوذت على جائزة أفضل ممثلة أيضا. الفيلم، الذي أخرجه عبد السلام كلاعي (أوّل عمل) يدور حول فتاة حامل تترك منزل العائلة في رحلة لاكتشاف الذات. هذا النوع من الأدوار المتمرّدة يعجب المخرج الذي يقول لي:

«إلى جانب أن شيماء موهوبة وجريئة فإن ما أحببته في هذا الفيلم هو الشخصية الشجاعة التي تتحمّل المسؤولية وتقرر أنها لن تُهزم بسبب ما حدث لها».

«خائنات» يضم كذلك مرجانة علوي وصوفيا عصامي وناديا نيازي في حكاية تتحدّث عن عصبة من الشابات يجدن قواسم مشتركة بينهن تدفعهن لتبني مواقف مشتركة من المجتمع. يُجيب عن سؤال حول ما إذا كان الفيلم يتبنّى تمرد المرأة بصرف النظر عن المبررات فيقول:

«هذا سؤال محرج، لأني أعرف التزامات المرأة العربية تجاه أهلها وتقاليدها، لكني عاطفي حيال الموضوع. أعتقد أن المطلوب هو خط وسط إذا ما كان ممكنا، يخلط ما بين تلك الالتزامات والحرية الفردية».

الحديث امتد بنا صوب النظرة الغربية للتقاليد العربية. أذكّره بأفلام كثيرة سخرت من تلك التقاليد أو هاجمتها من دون أن تتحرّى الحقيقة فيجيب: «لقد عشت في المغرب فترة من الوقت وعندي اطلاع على هذه الثقافة الرحبة. طبعا ليس الاطلاع ذاته لعربي أو لشخص مغربي، لكن لحد كاف يجعلني واثقا من أنني لن أتعرّض بالسخرية منها».

يضيف: «أنت تتكلم عن أفلام لا تعرف الحقيقة كما ذكرت أو تعرفها وتتجاهلها، وهذا ليس رغبتي».

من ناحية أخرى ربما الفيلم الجديد (القائم على فكرة نفّذها المخرج ذاته كفيلم قصير) تذكرة عبور للغرب بالنسبة لشيماء. قبلها بسنوات ست داهمتنا ممثلة مغربية تعيش في باريس اسمها حفصية حرزي عندما ظهرت في «كُسكُس بالسمك» لعبد اللطيف كشيش. كانت اكتشافا ثم تحوّلت إلى وميض والآن تبدو أنها أصبحت تحت الرادار.