جورج كلوني ينفي أن له يدا في اختيار فيلمه لافتتاح فينيسيا

قال لـ «الشرق الأوسط»: «علي أن أختار ما أفتخر به مستقبلا»

جورج كلوني مع ساندرا بولوك والمخرج ألفونسو كوارون قبل عرض «جاذبية»
TT

جورج كلوني مولع بجمهوره. مستعد لأن يؤخر ركبا مقابل تلبية رغبة معجب بصورة أو بتوقيع. وحين أمّ ليل يوم الأربعاء الماضي حفلة عرض فيلم «جاذبية» عمد إلى توقيع «أوتوغرافات» المعجبين على طول ذلك الحاجز المقام عند مدخل الصالة الذي يبلغ مداه نحو ثلاثين مترا احتشد عنده أكثر من ثلاثمائة معجب. لا هو ولا من يراقبه يستطيع أن يحصي كم من «الأوتوغرافات» وقّع، لكن جورج لا يرد طلبا واحدا ولا يستطيع أن يتجاهل يدا ممدودة بورقة أو بدفتر توقيعات. وتوقيعه سريع (ويجب أن يكون) وبقلمه الخاص الذي لا يخرج من دونه.

حين سألته بعد الخروج من «جاذبية» وخلال حفلة ساهرة أقامتها شركة «وورنر» احتفاء بالفيلم، عن هذا التقليد الذي يتّبعه ابتسم، وهو دائما ما يبتسم قبل أن يتكلّم، وقال:

«أفعل ذلك لأني أعرف أن هذا الحشد ينتظر مني ذلك. أنا أتوقع من نفسي ذلك لأني لا أستطيع أن أغفر لنفسي إذا ما مدّ أحدهم يده بورقة أو صورة يريدني التوقيع عليها. ولا أستطيع أن أتوقف عند عدد محدود وأترك الباقي كما لو أنني لا أهتم».

جورج يسألني إذا ما أحببت الفيلم، وكنا التقينا في جزيرة أخرى غير جزيرة «ليدو» التي يُقام عليها الفيلم وتناولنا الغداء معا وسألني السؤال ذاته، لكني لم أكن شاهدت الفيلم آنذاك ولم أستطع أن أجيبه. هذا لم يمنعه من الحديث عنه بدءا بمسألة يراها مهمّة:

«هذه المرّة لا أقوم بمهمّة الإنتاج لهذا الفيلم. المشروع جاءني قبل عامين وكان مرّ عليه نحو عامين من التحضير. قرأت السيناريو ووجدته رائعا ووافقت عليه بلا تردد رغم أن دوري فيه مساند. لكن حين بدأ التصوير زادت سعادتي لأني لست مسؤولا عن الإنتاج. كنت ممثلا فقط وهذا أراحني جدّا».

* ما الذي أعجبك في المشروع على نحو خاص؟

- «أعجبتني فكرته الجديدة. رجل وامرأة في الفضاء ولا أمل لهما في النجاة من مصير محتم. نعم هي لديها حظ أفضل من حظّي لكن فكرة أن تتعطل المركبة وهي على بعد 600 كلم عن الأرض مخيفة. أدركت أنه سيكون واحدا من تلك المشاريع المنفردة التي لا شبيه لها من قبل أو من بعد. نعم هناك أفلام خيال علمية رائعة سابقة، لكني أتوقع أن يأتي هذا الفيلم على مستوى أي من تلك الأعمال الكبيرة».

* تقول تتوقع، ألم تر الفيلم بعد؟

- «لا. سأراه الليلة للمرة الأولى. أنا وساندرا (بولوك) لم نشاهد منه إلا بضعة مشاهد مصوّرة لم يتم جمعها في سياق واحد. أعتبر نفسي لم أشاهد ما يمكن أن يكوّن لي رأيا، لكن ما شاهدته كان مفاجئا. بعض الأفلام لا تأتي حسب المتوقع منها. البعض يفوق المتوقّع وهذا الفيلم واحد منها».

* لديك تجربة سابقة كنت تحمّست أنت لها لكنها لم تحقق المطلوب منها… قبل أن أذكر اسم الفيلم قال:

- «أعرف. تقصد (سولاريس) لكن ألا تعتقد أنك تظلمه؟ السبب في أنه لم يثر الكثير من الإعجاب في اعتقادي يعود إلى أن معظم النقاد قارنه بنسخة (أندريه) تاركوفسكي ولا أنكر: (سولاريس) واحد من أذكى أفلام الخيال العلمي وإذا سألت ألفونسو كوارون، مخرج (جاذبية)، سيؤكد لك ذلك لأننا تحدّثنا في هذا الموضوع. لكن عندما تقارن فيلما معادا صنعه بالفيلم الأصلي فإن حسنات الفيلم الجديد تتوارى إذا ما كان الفيلم الأول رائعا كسب ثقة النقاد مرّة واحدة وإلى الأبد».

* لا يمكن إلا أن تُقارن… - هذا صحيح. لكن لا يجب أن نغفل أن المقارنة أضرت بـ«سولاريس» الذي قام بإخراجه ستيفن سودربيرغ.

* على ذكر سودربيرغ… أعرف أنه صديقك لذلك سأسألك إذا ما كنت تعرف ما إذا كان سينفّذ قراره بعدم الإخراج بعد فيلمه الأخير «وراء كاندلبارا»؟

- يجيب ضاحكا «نعم سنحقق (أوشن 96 معا)» وذلك في إشارة للسلسلة التي قام سودربيرغ بإخراجها وشارك في بطولتها جورج كلوني ثم يضيف مازحا:

«لم أتحدّث إليه منذ فترة. لا أدري لماذا قرر ذلك أو إذا ما كان سينفّذ هذا القرار. لكني أعرف شيئا واحدا عنه: لا يمكن تصديقه».

* جاذبية فينيسيا

* إنها ليست المرّة الأولى التي يحضر فيها جورج كلوني مهرجان فينيسيا. كان هنا حينما تم عرض فيلم «أحرق بعد القراءة» سنة 2008 ثم عاد في العام التالي عندما تم عرض فيلم من إنتاجه هو «الرجال الذين حدّقوا بالماعز» سنة 2009. وفي عام 2011 عرض فيلم آخر من إنتاجه على شاشة فينيسيا هو «منتصف أشهر مارس (آذار)» الذي قام كذلك بإخراجه. وهذه هي مرّته الرابعة ودائما ما يحل في فندق قائم على تلك الجزيرة يُقال: إن سعر غرفته الواسعة يصل إلى 17 ألف يورو في اليوم.

جورج لا يقطع مسافة بعيدة لكي يكون هنا فهو يُصيّف في منزله الكائن على ساحل بحيرة كومو التي تقع شمال ميلانو وقبل فرسخ أو أقل من الحدود السويسرية.

* هل أصبحت تتقن الإيطالية الآن؟

- «لا أتقنها لكني أستطيع التواصل. أتحدّث بها وأفهمها لكن الإتقان أمر مستحيل».

* ما هو سر تفضيلك لمهرجان فينيسيا؟

- «أحب هذا المهرجان لأنه يختلف عن المهرجانات الأخرى. لديه ميزة هي مدى اهتمامه بالفن وتشجيعه له. أعتقد أن يؤدي للفن أكثر مما يؤديه أي مهرجان آخر. هذا وحقيقة أنني بت أشعر بأني جزء من تاريخه القريب».

* هل كان لك يد في اختيار «جاذبية» للافتتاح هنا؟

- ينطلق كما لو كان يدافع عن نفسه:

«لا… ليس على الإطلاق. أعتقد أن ألبرتو باربيرا (مدير المهرجان) سمع بالفيلم وطلب من ألفونسو أن يشاهده. ثم بطريقة ما تم اختياره للافتتاح. أعتقد أن وورنر لم ترد عرضه في المسابقة وهوليوود لا تحب الاشتراك في المسابقات…. تعرف ذلك… وكانت سعيدة بأن يتم اختياره للافتتاح».

* في لقائنا هنا، وربما على هذه الطاولة التي نجلس إليها، سألتك عن سبب اعتمادك قصص حياة حقيقية تقوم بإنتاجها أو إخراجها… كان ذلك حين قدّمت «الرجال المحدّقون بالماعز» قبل أربع سنوات… هل لديك مشاريع جديدة مقتبسة عن أحداث واقعية؟

- «نعم أذكر ذلك. كانت ملاحظة في مكانها وبعدها طبعا أنتجت (أرغو) المأخوذ عن قصّة حقيقية. الحقيقة أنني أحب أن ألتقي بالتاريخ القريب. أحب أن أعيد سرد وقائع. أتخيّل أن ما يثير اهتمامي كشخص قد يثير اهتمام الآخرين إذا ما تم إيجاد التوازن المناسب بين الواقع والخيال».

* كما الحال في «أرغو»؟

- نعم وإلى حد بعيد. طبعا الأحداث حقيقية لكن كان لا بد من معالجة تبتعد عن إعادة التسجيل. وأنا معجب بالعمل. بن أفلك قام بجهد جيّد.

نصيحة لصديقيه يعمل كلوني الآن على أكثر من عشرة مشاريع… ليس معا بالطبع، لكن عدد الأفلام التي يعاينها أو التي تمر بواحد من المراحل الثلاث (قبل التصوير أو التصوير أو بعد التصوير) يصل إلى خمسة عشر مشروعا بالتحديد. إنه منتج «أوغست: مقاطعة أوساج» الذي انتهى المخرج جون وَلز من تحقيقه من بطولة ماريل ستريب وجوليا روبرتس (لأول مرّة). وهو انتهى من إخراج فيلم آخر من إنتاجه هو «رجال النُصب» The Monuments Men الذي يقود بطولته لجانب مات دامون وكايت بلانشيت وبل موراي وجون غودمان. وبعد حضوره مهرجان تورونتو مع فريق فيلم «جاذبية» يعود لاستكمال العمل على فيلم «أرض الغد»، خيال علمي آخر. وهذا بعض ما يسعى لإنجازه:

* كيف تجد الوقت لذلك؟

- هذا ما أقوم به كل يوم وليلة. لا أعمل على فيلمين معا يمرّان في مرحلة واحدة، لكن إذا كنت أصوّر فيلما ما أقرأ سيناريو فيلم آخر. علي أن أفعل ذلك الآن. علي أن أواصل العمل وأن أختار ما أفتخر مستقبلا بأني حققته. أقول الآن لأني في الغد سأكون أكبر سنّا وربما لن أستطيع الحركة.

* تربطك صداقة مع جوليا روبرتس ومات دامون وبن أفلك من بين آخرين بالطبع… هل يتّصل بك أحد لأخذ رأيك فيما سيقوم به؟

- يضحك بشدّة ويقول: «مات دامون اتصل بي البارحة وسألني رأيي. إنه محتار إذا ما سيقبل دور روبين في (باتمان ضد سوبرمان) (روبين هي الشخصية الثانوية المصاحبة لباتمان)».

* ماذا قلت له؟

- يواصل الضحك: «قلت له سوبربوي أو سوبرغيرل… لا يهم. ستجد أن المسألة لا تستحق».

* ماذا عن بن أفلك؟ هناك هجوم عليه من قِبل كثيرين غير مقتنعين بأنه يستطيع أن يكون باتمان؟… - «اتصل بي هو أيضا وشكا من ردّ فعل مستخدمي الإنترنت. قلت له ما سأقوله لك الآن: ليس من المنصف أن يستمع الممثل لآراء مستخدمي الإنترنت والـ(تويتر). الدور مهم بالنسبة لبن وسيستطيع تمثيله وسيكون نصرا له والآراء ستتغيّر. هل تذكر حين رُشح ذلك الممثل القصير والنحيف دانيال كريغ لتأدية شخصية جيمس دين؟ كان جديدا آتيا من المسرح وروايات شكسبير لكنه لم يخش ما قيل فيه وانقلب نجما ناجحا. أعتقد أن أفلك يستطيع فك هذا الحصار. قلت له، لا تنفعل ولا تبدي رأيا، وأدخل التصوير بالثقة التي أعرفها فيك».

أفلام اليوم افتتاح سابق لعصره Gravity (4*) إخراج: ألفونسو كوارون.

خارج المسابقة.

الدقائق الأولى (نحو ربع ساعة) هي إبحار في منطقة جغرافية جديدة ربما زارتها كل الأفلام الفضائية من قبل، لكنها لم تزرها على هذا النحو مطلقا. منطقة صامتة ونائية تجعلك تخشى أن تنتهي معلّقا فيها. رغم ذلك، هذا ما يحدث لملاحي فضاء ينتقلان من الأمان إلى الخطر ومنه إلى الكارثة.

إنه الفيلم الجديد للمخرج المكسيكي الأصل ألفونسو كوارون والذي اختير - بجدارة - لافتتاح الدورة الحالية وهو من بطولة جورج كلوني وساندرا بولوك. لا أحد سواهما (هناك صوتان بشريان لا نرى مصدرهما) سوى ذلك المحيط الفضائي الشاسع والداكن. أين الشمس؟ تستطيع أن تسأل نفسك لكن عدم وجودها هو جزء من الجو المنشود.

فيلمان فقط سبقا «جاذبية» في منوالهما من الخيال العلمي: «2001: أوديسا الفضاء» للأميركي ستانلي كوبريك (1968) و«سولاريس» للروسي أندريه تاركوفسكي (1972). كلاهما جدير بالمكانة الرفيعة التي استحوذاها بين كل الأفلام التي سافرت إلى الفضاء البعيد لوضع أحداثها. «جاذبية» ينتمي إليهما ولو أن يجيء في زمن من الريبة بحيث إن هناك من سيجد مجرّد رغبة في إثبات الذات على حساب العمل بالنسبة لمخرجه كوارون. لكن لا يمكن، حتى ولو كان ذلك حقيقة، إلا وتقدير عبقرية مخرج ينقل مشاهديه جميعا إلى حيث ينفرد ببطليه.

الحكاية بسيطة في الظاهر وقوامها أن الرحلة تفشل لأسباب تقنية ما يجعل ملاحيها في قبضة الكون يسبحان فيه للأبد. لا بد أن كلا منهما تمنّى لو أن قدميه تلمسان أرض كوكب الأرض ولو مرّة أخيرة ذلك لأن جوهر المسألة هنا هي أن إنسان اليوم العابث بكل المبادئ لن يفتقد الحياة التي ما عاد يعيرها اهتمامه الفعلي إلا حين يجد نفسه وقد أصبح على بعد قوسين أو أدنى من الموت. عبر حلقة مفرغة، هو عن الإنسان الذي لم يعد يعلم لماذا هو حي، رغم ذلك سيحاول أن لا يموت. أن لا يقهر. ربما الخوف سيعيده إلى وعيه وربما المسألة هي أن كوارون يقصد أن يذكّر مشاهديه أن الحياة أثمن مما يعتقدون.

في كل الحالات، هذا فيلم عملاق تقنيا، مذهل ومدهش وجدير جدّا بالمشاهدة مرّة أخرى.

Future Reloaded -(3*) 1 إخراج: كثيرون عرض خاص.

عندما طلب مهرجان فينيسيا من سبعين مخرجا (بعضهم معروف ومعظمهم جديد على المهنة) تحقيق أفلام لها علاقة بالزمن والحلم والمكان، تدافع هؤلاء لتقديم أفلام تعكس هذه العلاقة من وجهة نظرهم الخاصّة وبحرية مطلقة.

الأفلام لا يمكن لها أن تكون طويلة، وهي بالفعل تتراوح بين الدقيقة والدقيقة ونصف ويقسمها المهرجان إلى ثلاث مجموعات كل واحدة تتضمن نحو عشرين فيلما. وفي المجموعة الأولى فيلم للسينمائية السورية هالة العبد الله المعروفة بمعارضتها للحكم هناك. دخولها على الخط هنا يرتسم عبر كاميرا خفية تصوّر نتفا من الحياة خارج نافذة سيارة وخارج نافذة أخرى لحافلة تم طبع صورة بشّار الأسد على كل نافذة منها. ما تراه بالتالي هو الحياة تحت الصورة أو وراءها. تلك الثواني القليلة لا تستطيع أن تقول أكثر من ذلك وما تسرقه الكاميرا من مناظر يبدو عاديا لولا أن صورة الأسد (بنظارات داكنة) تغطيها رغبة في التعبير عن أن الوضع الحالي (الذي لا نرى منه ما هو غير عادي) بسبب الرئيس.

أفضل منه فيلم مرّ سريعا ولم أستطع التقاط مخرجه بعنوان «المستقبل كان في أعينهم». جيّد لأنه ينصرف إلى سلسلة من الصور المتلاحقة لبعض أساطين السينما الذين مرّوا من هنا. الفكرة بسيطة لكنها تترك طعما مرّا إذ ندرك أن هؤلاء الراحلين أمضوا الفترة التي أوكلت لهم فوق هذه الأرض.

هناك سمات فنية في أكثر من فيلم عابر في هذه المجموعة، لكن المشكلة هي أنها عصية على التقييم إلا على نحو منفرد (هذا يعني 70 نقدا لسبعين فيلما) ما لا يتّسع له وقت أو مساحة. كذلك لكثرة العدد لا يمكن مقارنة الأعمال بعضها ببعض والحكم على الفيلم الجامع تحت عنوان «المستقبل معاد شحنه»، سيحضر لحين ثم لا يبقى.

* ضيوف اليوم والبارحة

* السينمائيون الذين وصلوا حتى الآن يزيدون عن الخمسين من بينهم الممثل المصري عمرو واكد كونه عضو لجنة التحكيم الخاصّة بتظاهرة «آفاق» والمخرجة السعودية هيفاء المنصور عضو لجنة تحكيم للمشتركين في مسابقة الفيلم الأول.

انضم إليهم جورج كلوني وساندرا بولوك وألفونسو كوارون، صانعو فيلم الافتتاح «جاذبية»، كذلك المنتج البريطاني ديفيد هإيمان (صاحب سلسلة «هاري بوتر») والمخرج الأميركي بول شرادر كما الممثلة الإيرانية غولشفته فرحاني.

وعلى مسافة قصيرة وصل فريق آخر من بينهم الممثلة إلينا كوتا والممثلة ميا فاسيكوفسكا والممثل جيمس دين (ليس جيمس دين الراحل) كما المنتجة فاطمة فرهوس إحدى منتجي فيلم «العبور ببرغمان».

شخصيات

* هيفاء المنصور توالي نجاحاتها ترأس لجنة تحكيم مهمّتها اكتشاف المواهب الجديدة

* عندما قامت المخرجة السعودية هيفاء المنصور بعرض فيلمها الروائي الطويل الأول «وجدة» في إطار العروض الرسمية في الدورة الماضية من مهرجان فينيسيا، لم تكن تعلم، كما قالت لنا حين لقائها بعد أشهر في مهرجان «كان» أن الفيلم سينال كل هذا القدر من النجاح.

به عبرت المحيطات مشتركة فيما لا يقل عن عشرين مهرجانا، عدا عن أن عروضه التجارية انتقلت بها من باريس إلى لندن وقبل ذلك في نيويورك وبروكسل وعواصم أخرى.

والنجاح لا يزال يتوالى وهو حليفها على نحو غير مسبوق لمخرج خليجي منذ أن سطع اسم الكويتي خالد الصديق عبر فيلمه «بس يا بحر» في السبعينات. فهي الآن ترأس لجنة تحكيم تظاهرة «أوبرا بريما» التي ستعاين فيها أعمال عشرة مخرجين جدد يحققون أعمالهم الأولى. تحت إدارتها ستة أعضاء آخرين جاءوا من رومانيا والمكسيك وفرنسا وإيطاليا وروسيا وأميركا.

هذا النجاح فريد بالنسبة لسينمائي خليجي وأكثر فرادة بالنسبة للعدد المحدود جدّا من المخرجين السعوديين، إذ لم يسبق لأحد منهم بمن فيهم عبد الله المحيسن الذي بدأ السينما في الثمانينات، أن وصل إلى هذه السدّة أو الشهرة.

قالت خلال اللقاء الأخير: «أمضيت العام الماضي بأسره والعام الحالي مشغولة بفيلم (وجدة) أو بالأحرى بالمراحل اللاحقة لتصويره. أشعر بأنني صرفت وقتا كبيرا وفي الوقت الذي أحمد الله على نجاحي، أشعر أنني أريد أن أرتاح قليلا قبل أن أبدأ العمل على مشروعي المقبل».

حضور فينيسيا مرّة أخرى لم يكن أمرا يمكن تفويته، خصوصا أن رئاستها للجنة تحكيم هذه التظاهرة، أو أي تظاهرة رسمية أخرى، هو بمثابة جائزة إضافية لها وتشجيع لمواهب سعودية جديدة يأمل المهرجان أن يكتشفها في المستقبل القريب.