لست واثقة من أنني نموذج ناجح للمرأة التي لا يحدها طموح

ميا وازيكوفسكا لـ«الشرق الأوسط»:

وازيكوفسكا في لقطة من «مسارات»
TT

حين كانت الممثلة الأسترالية المولد ميا وازيكوفسكا في سن التاسعة عمدت إلى تعلّم رقص الباليه. كانت عائلتها تركت سيدني إلى بولندا، حيث موطن والدتها الأول، ولم تمانع في توجّه ابنتها صوب الفن لأنها لاحظت عليها علامات نبوغ. لكن السينما هي التي كسبت ميا وليس الباليه. وها هي تقود بطولة فيلمها الخامس عشر «مسارات» أو Tracks الذي استقبل هنا جيّدا.

* تؤدين شخصية الرحالة الأسترالية روبين دافيدسون.

كيف درست هذه الشخصية؟ من أين جئت بالمعلومات عنها؟

- هذا لم يكن صعبا لأن هناك عددا كبيرا من المراجع حول هذه المرأة الشجاعة التي اجتازت صحراء أستراليا الغربية بمفردها مع أربعة جمال وكلب واحد. وهذه المراجع تتحدّث عن رغبتها في أن تجول بعيدا باحثة عن شعوب وقبائل وسكان أصليين يعيشون في مناطق منزوية من العالم.

* هي قامت برحلات خارج أستراليا أيضا..

- نعم، إلى التبت والهند وكانت دوما شغوفة بالتعرّف على الطبيعة وعلى الشعوب التي كانت تعيش في تلك المناطق. وكانت تكتب مذكراتها.. مذكراتها في الحقيقة آسرة.

* هل كنت تعرفين عنها قبل هذا الفيلم؟

- الحقيقة لا. ربما كنت قرأت عنها على نحو عارض، لكن حين تسلمت السيناريو وأعجبت به قررت أن لا أفوّت فرصة معرفة هذه المرأة التي هي في رأيي امرأة فريدة. وكما ترى في الفيلم كانت لا تخشى الوحدة. كانت تتعايش معها وربما كانت تحسب لها، لكن طموحها للنجاح في رحلاتها الطويلة رغم المخاطر المحتملة كان أقوى من أن تشعر بالخشية منها.

* ماذا عن رحلتك أنت في الحياة.. هل تجدين تشابها ما؟

- على نحو رمزي ربما. لكني ما زلت في مطلع الطريق. أعتقد أنني اخترت رحلة حياتي باكرا. كنت أحب أن أكون فنانة راقصة أو ممثلة أو رسّامة. وجرّبت الثلاثة قبل أن أقرر أن التمثيل هو رغبتي الأقوى.

* هل كان التصوير شاقا؟

- حاول الإنتاج تخفيف وطأة صعوبة التصوير.. تحت الشمس وفوق الرمال وفي جو حار جدّا. لكن كان لا بد من هذه التجربة.

* هل لي أن أسألك عن الوجبات التي كانت تقدّم إليك في هذا الفيلم؟ هل كان من السهل الحصول عليها؟

- نعم. لم نمر بمجاعة إذا كان هذا ما تقصده (تضحك). كان هناك طعام وماء بقدر ما نريد، لكن روبين ديفيدسون ربما هي التي عانت أكثر بكثير مما عانيناه نحن. كل شيء عندنا كان مؤمنا قياسا. أما هي فعاشت على ما تستطيع أن تخزنه من ثمار جافة وما حلبته من جمالها. مجرد التفكير في تفاصيل كهذه تجعلني أقدّرها كثيرا لأني أحترم جدّا أولئك الذين يمضون في اتجاهات غير تقليدية أو مألوفة في الحياة.

* هل أنت من هؤلاء؟

- أحب أن أقول نعم لهذا السؤال، لكني لست واثقة من أنني نموذج ناجح للمرأة التي لا يحدها طموح.

* أفلامك الأولى كانت أسترالية.. هل عدت إلى أستراليا؟

- نعم. أكملت دراستي هناك وحين سنحت لي الفرصة قبل سبع سنوات لم أتردد.

* لكن لماذا لم تعمدي إلى شق طريقك في السينما البولندية مثلا؟

- الحقيقة أن العائلة كانت قررت العودة إلى أستراليا قبل أن أقرر أنا أن أفعل ذلك. لهذا السبب ليس الأمر من اختياري. لكن صناعة السينما في بولندا ليست رائجة. ليس هناك الكم ذاته من الأفلام مثل أستراليا وبالتالي ليس هناك الحجم ذاته من الفرص.

* في أستراليا عدد كبير من الممثلين والممثلات الذين كسبوا شهرة عالمية مثل هيو جاكمن وتوني كوليت وراسل كراو.. كيف تفسّرين هذه الظاهرة؟

- لا أدري لكني لا أعتقد أن ذلك عائد إلى انتشار السينما الأسترالية أو إلى جودة أفلامها. لا أقول إن إنتاجات السينما الأسترالية ليست جيّدة، بل المسألة هي أن القليل جدّا من هذه الإنتاجات يصل إلى العالم. أعتقد أن الظاهرة تعود إلى طموح الممثل الفرد. من بعد أن تحقق نجاحك هناك، ليس عندك سوى سبيل واحد وهو التوجه إلى هوليوود.

* أنت رقيقة وعكست ذلك في كل أفلامك باستثناء «ستوكر».. ما الذي جذبك إلى هذا الدور؟

- أعتقد أن السبب يعود إلى ما ذكرته تماما. أفلامي قدّمتني دائما على أنني ممثلة غير صادمة. شخصياتي في «أليس في بلاد العجائب» و«جين إير» و«الفتيان بخير» هي رقيقة وناعمة كما ذكرت. «ستوكر» كان دافعا لكي أحاول تغيير هذه الصورة.

* هل لديك مشاريع جديدة صادمة أيضا؟

- ربما. جئت إلى فينيسيا بعد أسبوعين من مشاهدتي نسخة عمل من The double. أعتقد أن دوري في هذا الفيلم هو على شاكلة «ستوكر».

* لديك فيلم مع المخرج الكندي ديفيد كروننبيرغ. هل تتطلعين قدما لذلك؟

- نعم. هذا فيلمي المقبل وسأبدأ التمثيل فيه مع نهاية سبتمبر (أيلول). شاهدت فيلم كروننبيرغ الأخير مع روبرت باتنسون..

* تقصدين «كوزموبوليس»؟

- نعم وأعجبتني أجواء العمل. أسلوب كروننبيرغ من وجهة نظر ممثل. هذا ما جعلني أتوق للعمل معه. وشاهدت بعض أفلامه الأخيرة أيضا. أعجبني جدا «تاريخ العنف» و«سبايدر».

* مرتك الأولى في «فينيسيا».. ما رأيك؟

- فوجئت أن جزيرة ليدو ليست داخل مدينة فينيسيا نفسها بل هي جزيرة منفصلة عنها. فينيسيا هو اسم المنطقة. لكنني سعيدة بالفيلم وسعيدة بالجو الفني الكامل. حضرت بعض المهرجانات الأخرى في العامين الماضيين لكن فينيسيا هذا أكثرها إخلاصا للفن. ألا تعتقد؟