عاشق للتاريخ والعطور يجمع بينهما في معرض

«باسيه» يجمع صورا نادرة لتاريخ الحكم في السعودية وأكثر من ألف خلطة عطرية عتيقة

جانب من المعروضات
TT

عشقه للعطور وشغفه بمتابعة القديم والحديث منها كون لديه حلما راوده على مدى عشرين عاما، لإنشاء معرض للعطور المميزة المستخرجة من زهور طبيعية ومزجها بالعود والعنبر والمسك، لينفرد من خلالها بخلطات عطرية استوحى أسماءها من حقبة تاريخ الحكم في السعودية على مدى مائة عام، ليظفر هذا العمل بعبق التاريخ الأصيل لموطنه مع عشقه الأول (العطور).

«باسيه» هذه الكلمة الفرنسية التي تعني «الماضي»، هي الاسم الذي اختاره الشريف خالد بن هزاع الذي يعمل في مجال المراسم والبروتوكول داخل وخارج السعودية لمشروع متحفه التجاري للعطور، الذي سماه متحفا لكونه يحوي مجموعة كبيرة من الصور النادرة للأسرة المالكة في السعودية وملوك ورؤساء العالم، إضافة إلى قطع من ستار الكعبة المشرفة، وقماش من قبر الرسول عليه الصلاة والسلام.

متحف العطور التجاري يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط الذي وقع اتفاقية سعودية فرنسية لتعبئة العطور، ويضم أكثر من ألف خلطة عطرية طبيعية مائة في المائة تم جلبها من فرنسا، لبيعها على شكل خلطات تحمل أسماء عربية قديمة، وأسماء للأسرة المالكة في السعودية، أو بيع هذه الزيوت العطرية منفردة على الطراز الخليجي المتبع من خلال تعبئتها في قنينات زجاجية صغيرة تسمى بـ«التولة».

استطاع الشريف خالد أن يحقق هدفه في أن يجعل المعرض المخصص لبيع العطور متحفا يعرف الزائر بتاريخ طويل للحكم في السعودية من خلال صور نادرة، استغرق جمعها سنوات طوالا، وربط هذه الصور بنفحات عطرية من خلطات عتيقة يتخللها المسك والعود والعنبر إلى جانب العطور الفرنسية التي جلبت من منطقة «قراس» في فرنسا المتخصصة في تصنيع العطور العالمية.

استغرق هذا المتحف عامين كاملين أكد الشريف خالد أن العمل فيهما كان على قدم وساق وأنه أشرف شخصيا على التصميم الداخلي وجمع الصور وطباعتها واختيار قنينات العطور الكريستالية وتصميم العلب، لكي يتسنى للزائر منذ دخول بوابة المعرض الخشبية المحفورة باليد والمفروشة بالبساط الأحمر الذي وضع على جانبيه أعمدة ذهبية الشعور بالفخامة والعراقة.

وأكد بن هزاع أن هذه المهنة تعتمد على الذوق وليس على المال، فاختيار مجال بيع العطور الطبيعية الخالية من المواد الكيميائية وعمل خلطات للوصول إلى مزيج له رائحة مميزة وجذابة عمل يعتمد في الأساس على الذوق والحس.

فكرة المتحف التي اعتمدت على حاستي الشم والبصر لإيصال الفكرة وإدخال العميل في جو ساحر يستشعره ويندمج معه، لم تكن فكرة وليدة اللحظة ولكنها جاءت من خلال دراسته لعلم النفس الذي نال فيه درجة الماجستير وأراد تطبيق بعض مما درسه في عمله الحر الذي اختاره.

وبين الشريف خالد أن هذا المتحف الذي عكف على عمله بشكل فردي طيلة عامين، دون تدخل فني في الديكور أو الإعداد، كان الهدف منه ابتكار اسم ماركة سعودية تنافس العطور العالمية لها أصل وجذور عريقة تستمر على مدى طويل لتحكي قصة تاريخ السيفين والنخلة.

وقال «منذ عامين وضعت الخطة واتجهت إلى فرنسا وتحديدا منطقة (قراس) وهي متخصصة في تصنيع العطور العالمية، وبحكم عملي مع كبار الشخصيات وعلاقاتي على المستوى المحلي والدولي ركزت على العطور التي تتناسب مع هذه الشريحة وتتماشى مع العمل والمناسبات».

وأضاف «منذ افتتاح (باسيه) تشرفت بزيارة الكثير من الأمراء والمشايخ وكبار الشخصيات ولقيت التشجيع والمباركة من الجميع على هذه الفكرة، وكانت آخر زيارة لابن رئيس الوزراء التركي بلال رجب أردوغان وقدم لي دعوة لفتح فرع في إسطنبول».

واعتبر هذا المعرض المقام في «ستارز افينيو» في جدة بداية لباكورة معارض داخل وخارج السعودية، لجذب أكبر عدد من المهتمين بالعطور العتيقة، وجعل اسم «الماضي» ماركة عطور سعودية مائة في المائة لها رسمها في عالم العطور العالمية.