أكثر من ألفي مثقف عربي يستعيدون ذكريات «سوق عكاظ» في نسخته السابعة

أقامه الجاهليون ودمره القرامطة وأحياه السعوديون

سوق عكاظ يستعيد أهم الشخصيات الشعرية العربية
TT

في موسمه السابع، يستعيد سوق عكاظ، الذي يفتتح الثلاثاء المقبل، شخصية صناجة العرب الشاعر الكبير ميمون بن قيس المعروف بالأعشى، ضمن أعمال مسرحية وندوات نقدية وقراءات شعرية، وسط حضور ثقافي كبير لأكثر من ألفي مثقف سعودي وعربي، يسترجعون أيام «عكاظ» التاريخية التي كانت تعد موسما عربيا للشعر والأدب والتعارف.

وينظم المهرجان الثلاثاء المقبل برعاية خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بمقر السوق بالعرفاء في محافظة الطائف، بذات موقع السوق الأشهر تاريخيا قبل مئات السنين. ويفتتح الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنة الإشرافية بسوق عكاظ الفعاليات بحضور أكثر من ألفي مدعو من النخب الثقافية والأدبية من داخل السعودية وخارجها، وبمشاركة عشرين عارضا وبجدول حافل من النشاطات العلمية والثقافية والفنية والاجتماعية تحت سقف واحد وعلى مساحة عشرة آلاف متر مربع، معيدا بذلك مشهد السوق قبل 1500 عام، ووسط توقعات بتسجيل حضور كبير للزوار بعد تمديد فترة إقامة السوق إلى أسبوعين كاملين، بعد أن كان في السنوات الماضية عشرة أيام، إضافة إلى تنوع الفعاليات ووجود أنشطة تناسب مختلف الأعمار، مع الجمع في هذه الأنشطة والفعاليات بين التقنيات الحديثة وجغرافية المكان وقيمته التاريخية.

وبالنسبة لشخصية السوق هذا العام الشاعر (الأعشى)، فقد كان أحد ألمع الوجوه في السوق قبل 1500 عام، وأحد الشخصيات الصاخبة في ديوان الشعر العربي، حيث ستعرض مسرحية «الأعشى» على مدى أربعة أيام في موقع سوق عكاظ بالعرفاء، القريبة من الطائف بعد يوم من افتتاح فعاليات السوق.

* البرنامج الثقافي

* ويسبق حفل الافتتاح يوم الثلاثاء إقامة ندوة بجامعة الطائف عن تطلعات وإبداعات الشباب يشارك فيها مجموعة من شباب الجامعات لعرض إنجازاتهم وإبداعاتهم، ويتحدث في الندوة الدكتوران عبد العزيز عبد الله الخضيري، وصالح عبد العزيز النصار، وسيحظى الحضور مساء بجولة في جادة عكاظ والمعارض المقامة في ساحة السوق، ثم يفتتح السوق، وفي يوم الأربعاء الثاني من فعاليات سوق عكاظ وعلى مدى ساعة ونصف الساعة مساء تقام ندوة عن شعر الأعشى، يشارك فيها كل من سهام الفريح، وعبد الله الفيفي، ناصر الرشيد، شعبان زكي، ويديرها عبد الله السلمي، يعقبها أمسية شعرية ومشاركة شاعر عكاظ عيسى جرابا، جميلة الماجري، علي عبد الله خليل، أشجان هندي، ويدير الأمسية أحمد التيهاني، ثم تعرض على مدى نصف ساعة مسرحية «الأعشى».

في حين تتضمن فعاليات اليوم الثالث الخميس ندوة في فندق الإنتركونتننتال عن تجارب الكتاب باستضافة كل من: عبد الله السعدون، حسين المناصرة، سلطان القحطاني، ويدير الندوة عبد الرحمن الوهابي، يعقبها مساء ندوة عن دور النخبة في الإعلام الجديد يتحدث فيها كل من: عبد الله البريدي، عبد الرحمن العناد، عبد الله الرفاعي، ويديرها سهيل القاضي، ثم يتابع الحضور أمسية شعرية بمشاركة كل من: شيرين العدوي، محمد جبر الحربي، وشاعر عكاظ حيدر العبد الله، والزبير دردوخ، ويدير الأمسية محمد الصفراني، يعقبها عرض مسرحية «الأعشى».

وفي يوم الجمعة 13 سبتمبر (أيلول) تقام فعاليات مساء على التوالي: ندوة اللغة العربية في الصين بمشاركة جونغ جي كون، وجانغ جيا مين، تشي مينمين، لوه لين، ويدير الأمسية عبد الله الوشمي، وأمسية شعرية يشارك فيها: أحمد معروف شلبي، عقيل اللواتي، تهاني صبيحة، محمد صالح أبو شرارة، ويدير الأمسية سعد الرفاعي، ثم يتابع الحضور مسرحية الأعشى.

وفي يوم السبت 14 سبتمبر تبدأ أولى الفعاليات صباحا في فندق الإنتركونتننتال بندوة تجارب الكتاب، يشارك فيها: عبد الله مناع، جبير الملحيان، عمرو العامري، ويدير اللقاء حماد السالمي، يعقبها ندوة تقام في موقع السوق عن شعر حسين سرحان، يتحدث فيها كل من إبراهيم المطوع، حسين بافقيه، سعود الصاعدي، ويديرها عبد المحسن القحطاني، ثم يعقبها ندوة عن الجينيوم وخدمة البشرية، بمشاركة كل من علي الشتوي، محمد القحطاني، محمود رفعت، ويدير الندوة محسن القحطاني، ثم يستمتع الحضور على مدى نصف ساعة بمسرحية «الأعشى» في عرضها الرابع.

وبالإضافة إلى الفعاليات الأدبية والفنية والندوات يستمع زوار سوق عكاظ على مدى أسبوعين بفعاليات مختلفة من خلال برنامج جادة عكاظ الذي يقام من الساعة الرابعة والنصف عصرا إلى العاشرة مساء إلى جانب عروض شعبية مختلفة تقام من السادسة والنصف مساء إلى منتصف الليل.

مشاركة صينية تتصدر مشاركة صينية قائمة فعاليات سوق عكاظ لهذا العام، وذلك من خلال ندوة بعنوان «اللغة العربية في الصين».

يشارك في الندوة عدد من علماء اللغة العربية بالصين، ويتميز المشاركون الصينيون بوافر إنتاجهم من المؤلفات والترجمات، فضلا عن حصولهم على عدد من الجوائز، إذ أن من أبرز مؤلفاتهم «معجم الصينية العربية»، و«المنهج الأساسي لتعليم اللغة العربية»، و«الحضارة العربية والتبادل الثقافي الصيني العربي»، و«المقارنة بين الشعر الصيني وشعر الزهد الإسلامي»، و«تاريخ الأدب العربي الحديث».

* عودة السوق

* ومنذ سبع سنوات شهد سوق عكاظ إحياء بعد توقفها قبل 1305 سنوات، وعادت إلى مجدها وسابق عهدها في الجاهلية، حيث بدأت سنة 500) وتوقفت سنة 708 بسبب القرامطة، الذين دمروا السوق بما يعرف بفتنة الحرورية، وكنت السوق يعد مع سوقي المجنة وذي المجاز أسواقا لمكة وقريش وهي أقرب أسواق القبائل العربية إليها، وكان موقع السوق في ديار هوازن التي منها حلفاء مملكة الحرية في جنوب العراق ومنهم من كان من حلفاء قريش، وتقول معاجم اللغة عن معنى عكاظ: عكظه أي حبسه وعركه ودلكه وقهره، ورد عليه فخره وصرفه ومطله، وعكظ به افتخر، وتعكظ القوم اجتمعوا وازدحموا، وتعاكظ القوم تفاخروا وتعاركوا وتجادلوا، ولعل أقرب ما يشير إلى وظيفة السوق أنها كانت محلا يقول فيه الشعراء شعر الفخر لقبائلهم أو تزدحم فيه جموع غفيرة في موعد مضروب للبيع والشراء.