السياحة والآثار العراقية تعتزم إنشاء متاحف لكل زعماء العراق

من بينها متحف خاص لصدام حسين في أحد قصوره الرئاسية

تمثال الزعيم قاسم ملقى في حدائق المتحف الوطني بعد أحداث عام 2003 (صورة مأخوذة من موقع الجوار)
TT

تعتزم وزارة السياحة والآثار العراقية، خلال الفترة المقبلة إنشاء متاحف خاصة بكل الزعماء الذين توالوا على حكم العراق، بدءا من العهد الملكي إلى الجمهوري، من بينها إنشاء متحف خاص للرئيس السابق صدام حسين في أحد قصوره الرئاسية، يضم تماثيله وأهم مقتنياته وصوره ومراحل من فترة حكمه. وستكون المتاحف متاحة للجمهور مثلما متاحف المشاهير في العالم؛ كونها تشكل مرحلة مهمة من حياة العراقيين.

وكانت الوزارة قد أعلنت في وقت سابق عن استعداداتها لإنجاز أول تلك المتاحف والخاص بالزعيم عبد الكريم قاسم، بالتعاون مع وزارة الثقافة العراقية، وتخصيص دار تراثي في شارع الرشيد وسط العاصمة بغداد ليصبح مقرا له. وسيضم المتحف أكثر من 270 قطعة من مقتنياته وصوره وسيارته وتمثاله الوحيد الذي يمتد عمره لأكثر من خمسين سنة والمصنوع من مادة البرونز للفنان خالد الرحال والموجود حاليا في قاعة خاصة في المتحف العراقي ببغداد.

ومن جانبها تعلق الدكتورة فوزية المالكي مدير عام دائرة الآثار والتراث في الوزارة لـ«الشرق الأوسط»: «ننتظر مبادرات المواطنين للتبرع أو بيع المقتنيات التي يمتلكونها والخاصة بفترة حكم الزعماء التي فقدت معظمها خلال أحداث الحرب عام 2003».

وتأمل المالكي أن يتمكن بعض السياسيين وقادة الأحزاب الحاكمة في العراق من تجاوز حساسيتهم ورفضهم إنشاء المتحف كونه يمثل حقبة مهمة عاشها العراقيون بكل ما فيها من سلبيات وإيجابيات.

وكان أول متحف قد أقيم لمقتنيات صدام حسين بعد توليه منصب رئاسة الجمهورية في يوليو (تموز) 1979. واختيرت إحدى فيللات حي الزهور الراقي بجانب الكرخ من بغداد، وكان يضم صوره منذ طفولته وشهاداته الدراسية وصوره وهو في السجن، ومن ثم فترة حياته في القاهرة، والسيارة التي استخدمت في التنقل قبيل تفجير انقلاب 17 يوليو 1968 التي كانت محفوظة في متحف حزب البعث، حيث كان متحف الحزب في مسكن الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر بحي «علي الصالح» بجانب الكرخ.

فوزية المالكي أكدت «وضع خطة لكتابة سيرة حياة الزعيم عبد الكريم قاسم وتجسيدها بالصور والأفلام التسجيلية والوثائق، تشمل حتى طريقة مقتله وأهم إنجازاته، إضافة إلى عرض مقتنياته ونياشينه وغيرها، وننتظر تخصيصات وزارة الثقافة العراقية ضمن مشروع (بغداد عاصمة للثقافة العربية) للبدء بالمشروع».

ولفتت المالكي إلى أن المتحف المزمع الشروع فيه بحاجة إلى خزائن محكمة وكاميرات مراقبة ومنظومة أمنية مناسبة للحفاظ عليه من السرقة.

وسبق لدائرة الآثار أن نظمت الكثير من معارض الأسر الحاكمة في العراق بالتعاون مع محافظة بغداد في مناسبات معينة وعرضت مقتنياتهم وأهم آثارهم التي تبرع المواطنون بقسم منها، وحازت إعجاب الجمهور.

وكانت وزارة السياحة قد أعلنت في وقت سابق عن جهودها لجمع كل الممتلكات والمقتنيات الخاصة برئيس النظام السابق بهدف عرضها في متحف سيقام بالتعاون مع وزارة الثقافة، بعد أن تم العثور على مقتنيات مختلفة في مخازن مجلس النواب، إلى جانب تسلم أحد السيوف العائدة لرئيس النظام السابق من الجانب الأميركي، إضافة إلى تسلم أعداد كبيرة من الأوسمة والمقتنيات الخاصة بتلك الحقبة من السفارة العراقية لدى الولايات المتحدة.

وحول إمكانية أن تشرع دائرة الفنون التشكيلية في إنجاز تماثيل نحتية للزعماء الذين توالوا على حكم العراق، قال الدكتور جمال العتابي المدير العام للدائرة: «وضعنا خطة لإنجاز عدد من التماثيل النحتية وتضم أهم الشخصيات العراقية، من بينها تماثيل للزعماء والقادة العراقيين، وتمثال للزعيم عبد الكريم قاسم، لكن (ماكيتات) تلك التماثيل ما زالت مركونة في الدائرة دون تنفيذ بسبب عدم وجود التخصيصات المالية لها، وقد أقرت قبلا ضمن مشاريع (بغداد عاصمة للثقافة العربية)».

ووصف العتابي عملية إنجاز أعمال نحتية لزعماء العراق ونصبها في أنحاء بغداد بـ«المهمة الصعبة» بسبب تدخل أطراف كثيرة فيها، فقد رفضت أمانة بغداد أخيرا نصب أعمال نحتية لعشر شخصيات عراقية بسبب تعارض أماكنها مع مشروع مترو بغداد المستقبلي، وطلبت اختيار أماكن بديلة، وهذا مثال بسيط على تعطيل هكذا مشاريع.

يذكر أن وزارة الأمن الداخلي الأميركية كانت قد كشفت، في 30 يوليو 2013، عن «إعادة سيف مطعم بالذهب يعود لرئيس النظام السابق صدام حسين إلى الحكومة العراقية»، وأوضحت أن «جنديا أميركيا سرق السيف من مكتب صدام الخاص» في أعقاب عام 2003. وفي حين بينت أنها عثرت على السيف «معروضا للبيع في مزاد في ولاية نيوهامشير الأميركية»، أكدت أنه «سلاح غير خطير ولا يمكن اعتباره أو اقتناؤه كذكرى حرب».