«آرت إنترناشيونال إسطنبول» في دورته الأولى.. عندما يجمع الفن بين الشرق والغرب

مديرة المعرض: الحدث بمثابة إعادة للعلاقات بين أصدقاء قدامى

عمل للفنان حسين باهر يالبتكين
TT

تتحول منطقة الشرق الأوسط تدريجيا لمنطقة حاضنة للفنون عبر الأسواق الفنية التي تقام بشكل سنوي والمتاحف الجديدة والمؤسسات الفنية، وعبر تلك الأحداث ظهرت تيارات فنية حديثة وازدهرت أسماء لفنانين مخضرمين ولمعت أسماء شابة مما خلق حالة من الحياة والتنوع والثراء. الموجة شملت المنطقة والبلدان المحيطة وأصبح الفن عبرها وسيلة لإقامة صلات ثقافية وفنية بين بلدان المنطقة.

ولعل أحدث القادمين لخارطة الفعاليات الفنية المتنوعة إلى المنطقة هو الحدث الذي تستضيفه مدينة إسطنبول الأسبوع القادم 16 - 18 سبتمبر (أيلول) وتجمع فيه بين فنانين الشرق والغرب وهو معرض بعنوان «أرت إنترناشيونال إسطنبول» في دورته الأولى. وعلى الرغم من أن إسطنبول تزخر بالتيارات والفعاليات الفنية إلا أن منظمي الحدث يرونه إضافة قيمة للمشهد الفني وأنه سيقدم فرصة للمقتنين ومتذوقي الفنون لرؤية أعمال معاصرة تتركز في اهتماماتها على تركيا ومنطقة الشرق الأوسط. ويقف وراء المعرض الجديد مؤسسو معارض عالمية أخرى مثل «إنديا أرت فير» و«أرت إتش كيو». «أرت إنترناشيونال إسطنبول» يجمع لدورته الأولى عددا كبيرا من الصالات الفنية المحلية والعربية والعالمية منها صالة «أثر غاليري» من جدة و«لوري شبيبي» من دبي، ويأمل المنظمون أن يكون الحدث بمثابة الجسر الذي يربط بين الشرق والغرب تماما مثل مدينتهم العريقة.

وخلال حديث مع ديالا نسيبة، مديرة المعرض علقت على ما يمكن أن يميز «أرت إنترناشيونال إسطنبول» عن غيره من المعارض الفنية التي تقام على مدار العام «بمساعدة شركائنا العالميين نقدم حدثا راقيا عالميا يحوي برنامجا ثقافيا قويا يتفوق على المتوفر حاليا. وإذا وضعنا في الحسبان الموقع الجغرافي الفريد لمدينة إسطنبول وازدياد أعداد مقتني الأعمال الفنية والغاليرهات المختصة وجاذبية إسطنبول على المستوى العالمي، كل ذلك يؤكد لنا وجود مساحة لتنظيم حدث من هذه النوعية».

وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في الساحة الفنية في المنطقة تعلق قائلة: «ثقافيا هناك كثير من القضايا المشتركة بين تركيا ومنطقة الشرق الأوسط. وعلى الجانب الاقتصادي هناك تزايد في الاستثمار في السياحة والعقارات في تركيا مع وجود استثمارات ضخمة قادمة من منطقة الخليج العربي. نحن نرى أن كل تلك العوامل تسمح لتركيا بأن تكون محورا فنيا في الشرق الأوسط. ولعله من المثير أن (دار كريستيز) بدأت في تقديم الفن التركي المعاصر عبر عرض 15 عملا ضمن مزادها في دبي في عام 2008، بذلك وضعت الفن التركي في إطار خليجي في إشارة إلى العلاقات التجارية والاستثمارية بين تركيا والمنطقة».

تنوه نسيبة أيضا بالنجاح الذي صادفه عدد من الغاليرهات التركية التي شاركت مؤخرا في معرضي «أرت دبي» و«أرت أبوظبي» قائلة: «أعتقد أننا في بداية حوار فني بين الشرق الأوسط وتركيا، أو يمكننا رؤية ذلك على أنه إعادة للعلاقات بين أصدقاء قدامى».

ومن جانبها قالت ساندي أنجوس المؤسسة المشاركة للمعرض أن اختيار إسطنبول لاستضافة المعرض لم يكن محض صدفة «كنا نفكر في إسطنبول مقرا للمعرض منذ عدة أعوام، فالمدينة توفر مكانا ذا جاذبية للمقتنين الجدد أو المخضرمين. هناك أيضا التنوع المدهش في المشهد الفني التركي». وعن ثقافة الاقتناء في تركيا تشير نسيبة إلى أن هناك عددا متزايدا من المقتنين وتتنوع اهتماماتهم من الفن الإسلامي إلى الفن الأوروبي واهتمام وليد بالفن العربي المعاصر. كما تشير إلى وجود عدد من العائلات الكبرى التي تبدي اهتماما خاصا بالفن وتقوم أيضا بالدعم المادي على مستوى أوسع عبر إنشاء معاهد ومتاحف متخصصة.

تلك العائلات كما تقول «تقوم بدورها على المستوى الشخصي عبر قيام أفرادها باقتناء الأعمال والقطع الفنية وأيضا على المستوى العام عبر افتتاح مؤسسات تعنى بالفنون ودراستها مثل متحف (سبانكي) ومتحف إسطنبول مودرن ومتحف اليجيز للفن المعاصر. هناك أيضا بينالي إسطنبول الذي انطلق في عام 1987 وأحدث نقلة كبيرة في المشهد الفني التركي يدين لدعم عائلة كوش». وبالنظر للدور الذي تقوم به تلك العائلات تفضل نسيبة تشبيههم بعائلة الميديتشي التي دعمت فناني عصر النهضة في إيطاليا.

الفعاليات المصاحبة للمعرض متنوعة بشكل كبير منها معرض منحوتات في الهواء الطلق بعنوان «على الشاطئ» يضم أعمالا للفنان السعودي صديق واصل وريتشارد هدسون وسعد قريشي وغيرهم. هناك أيضا عروض للفيديو. هناك أيضا فعاليات غير ربحية تشارك فيها مؤسسات وفنانون من تركيا، ومحاضرات وحلقات نقاش وعروض تمثيلية. تضم الغاليرهات المشاركة صالات من لندن ونيويورك وبرلين وميلانو وجدة ودبي.