معرض لتقديم فناني الخط العربي الليبيين إلى الجمهور

يضم 20 لوحة لتسعة خطاطين محترفين

TT

نظمت نقابة الخط العربي في ليبيا معرضا بمقرها في طرابلس لأعمال مجموعة من الخطاطين لتشجيعهم وتوسيع دائرة الاهتمام بهذا الفن العريق.

وضم المعرض لوحات لفنانين محترفين وآخرين ناشئين لم يعرضوا أعمالهم سابقا للجمهور، حسب رويترز.

وقال محمد الخروبي أحد المسؤولين عن تنظيم المعرض: «هذا الملتقى يضم 20 لوحة لتسعة خطاطين محترفين. وهذا المعرض برعاية مكتب الثقافة والمجتمع المدني بطرابلس. هذا المعرض يضم أيضا من النشء الذين لهم مستقبل إن شاء الله. أعطيناهم فرصة للتشجيع والتحفيز. هذا المعرض يضم جميع الخطوط العربية؛ من خط الثلث والخط الديواني والخط الجديد الديواني والخط الفارسي».

وذكر الخروبي أن إنشاء نقابة الخط العربي في ليبيا يهدف إلى نشر هذا الفن وتعريف الجمهور الليبي به.

وقال: «أنشأنا أول نقابة في ليبيا.. نقابة الخط العربي. هذه النقابة وإن جاءت متأخرة لكن أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي. فلهذا نحن نسعى من خلال هذه النقابة إلى أن نعرف وننشر فن الخط العربي.. هذا الفن الذي عانى التهميش كثيرا.. عانى التهميش وعانى الإقصاء. هذا الفن يجب أن يقوم ويجب من الدولة أن تلتفت التفاتة جادة إن شاء الله إلى الخط العربي».

وذكر زائر للمعرض يدعى محمد بركات أن تنظيم المزيد من المعارض لفن الخط العربي من شأنه أن يشجع الفنانين على التطوير والابتكار في أعمالهم.

وقال: «والمبادرة هذه ممتازة، أن نتعرف على الفنانين الخطاطين ونتعرف على أعمالهم الجديدة ويحاولوا أن يطوروا من الشغل بتاعهم، ونشوف أعمال جديدة مش متكررة. نلاحظ احنا أن الأعمال هي هي مافيش شغل جديد». والخط العربي هو فن أساسه تصميم الكتابة في اللغات المختلفة التي تستخدم حروف الأبجدية العربية، ويستخدم أشكالا هندسية وزخرفية فيها المد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب.

وكان الفنان والخطاط الليبي علي عمر الرميص قد حرص في أعماله الفنية على الاحتفاء بمدلولات الكلمة العربية، في سياقها الإنساني الجذاب، كما أن قدرته على الدهشة تبدو مزدانة بالتنوع الحسي والاقتراب أكثر من الواقع بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء.

وعبر 14 لوحة خطية سعى الرميص إلى التأكيد على عالميته في فن الخط العربي، وذلك من خلال توظيف الحروف العربية في عمل تشكيلي متميز، واستخدام بعض القصائد من الشعر القديم والحديث معا، كعناصر فنية تدور في فلكها أفكاره، وأطروحاته الإنسانية.

ولقد دافع الفنان من خلال هذه اللوحات عن آرائه تلك التي تنتصر للجمال في مواجهة القبح، وبخاصة فيما يتعلق بالسلام، وضرورته الحيوية لاستمرار الحياة في منظومتها الحيوية، وكذلك عن بعض القضايا مثل احتلال العراق وفلسطين، وغيره ذلك.

وسنجد أن الألوان متفاعلة بعمق مع عناصر اللوحات وبخاصة في لوحة «شاكو ماكو» التي توحي بأنه لا فائدة... حسب كلمة الزعيم الراحل سعد زغلول حينما قال «ما فيش فايدة»، كما أن لوحة «ماكو شيء» توحي بالفراغ الذي مثلته الحروف في اللوحة، ومن ثم جاءت لوحة «أي دمار» عبرت عن رؤى متشعبة في مسألة الحروب والصراعات، تلك التي تؤدي بحياة البسطاء إلى العذاب والشقاء.

ثم عبرت لوحات «حرف الكاف» و«حرف الراء» و«حرف الحاء»، عن تنويعة فنية منتقاة من رؤى مغايرة ساقها الفنان في تواصل حسي مع العديد من المعطيات الإنسانية.

وشاهدنا في اللوحات كتابات تندد بالحروب وتحبب الناس في السلام والمحبة، مثل «السلام على الأرض»، و«العدل في العالم» و«أين الضمير؟»، بالإضافة إلى «كتابة مقتطفات من الشعر العربي للجواهري في قصيدته (بيروت)، وكذلك قصائد لأبي الطيب المتنبي، وعلي بن الجهم، والنعمان بن بشير، والنابغة الذبياني، و(معجم الشعراء في بهجة المجالس) ويزيد بن الحكم وغيرها».

ورفض الرميص - في تصريحه الصحافي - أن يكون خطاطا أو حروفيا، مؤكدا على رفضه مثل هذه التسميات، منوها بأنه منذ البداية أديب يحب الأدب وخصوصا الشعر العربي، وأن الهدف من لوحاته إعطاء اللغة العربية القيمة من خلال أدواتها الأدبية المقروءة، والمسموعة، وأنه بدأ في نشر فنه منذ عام 1959، وأن أعماله الآن موجودة في عدد من المتاحف العالمية.