«معرض بيروت للفنون» يخرج إلى الأسواق والساحات

للسنة الرابعة في وسط العاصمة يجمع الشرق مع الغرب

عمل هوم نجوايان «هنيبعل» و لوحة كميل حوا (مدير دار المحترف في السعودية) بعنوان «المرأة اللامبالية»
TT

تستعد العاصمة اللبنانية لاستقبال «معرض بيروت للفنون» أو ما بات يعرف باسم «بيروت آرت فير» ليس في «مركز البيال» فقط وداخل جدران صالاته المغلقة، وإنما ستخرج بعض المعروضات، وبالتعاون مع شركة «سوليدير» إلى أسواق بيروت التجارية والأرصفة، وإلى الواجهة البحرية كما حي الصيفي وساحة الزيتونة ليكون في متناول المارة.

وخلال الفترة الممتدة من 18 إلى 24 من الشهر الجاري، سيكون بإمكان محبي الفنون التمتع بنحو خمسين جناحا في وقت واحد، بمشاركة 47 صالة عرض من 14 دولة حول العالم.

والمميز هذه السنة بحسب مديرة المعرض لور دوتفيل مشاركة جنوب شرقي آسيا بزخم. وإذا كانت الدورات السابقة قد عنيت بشكل خاص بالعالم العربي والعلاقة مع الغاليريات الأوروبية فإن المنظمين يعتقدون أن العالم العربي بدأ يلتفت إلى الشرق، وهو ما يجعل الاهتمام الفني بتلك المنطقة أمرا ضروريا. ومن هنا سيتم تكريم تسع صالات من بلدان آسيوية مختلفة، وهي إندونيسيا وسنغافورة والفلبين وتايلاند. وهناك مشاركة لغاليري واحد من أميركا اللاتينية (فنزويلا) وآخر من الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى 27 غاليريا من الشرق الأوسط، بحيث تشارك الإمارات والسعودية وسوريا، ويتمثل لبنان بحصة الأسد.

وسيكتشف الزوار معرضا يحمل اسم «جيل الحرب»، لستة من المصورين اللبنانيين من مواليد عام 1960 الذين أصبحوا اليوم عالميين، وهم جورج عازار، باتريك باز، ألين مانوكيان، سامر مهداد، جاك دباغيان، روجيه مكرزل، وهو من تنسيق كاتيا طرابلسي. كما يخصص قسم للمصممين الشباب الذين كانوا حاضرين العام الماضي أيضا، بنتاجات لفتت الأنظار.

وتحولت هذه المناسبة التي تحاول أن تجمع الفنانين من كل أنحاء العالم في كل سنة، إلى مناسبة يحرص على حضورها المهتمون بالشؤون التشكيلية والفنية، وأصحاب الغاليريات.

وبحسب ما يقوله خبراء، فإن مبيعات الأعمال في لبنان تبقى محدودة ولا تقاس بما يمكن أن نراه في معرض مثل «دبي آرت فير»، لكن ميزة العاصمة اللبنانية هي أنها نقطة التقاء بين الفنانين. ويعتبر الزوار الذين يؤمون المعرض كل عام، أنها فرصتهم للتعرف بالفعل على المواهب التشكيلية الجديدة في العالم العربي، وعلى أعمال الجيل الناشئ، والمصممين الذين باتوا جزءا لا يتجزأ من الحركة الإبداعية.

وتقول مديرة ومؤسسة «معرض بيروت للفنون» لور دوتفيل أن المعرض العام الماضي دخله 11 ألف زائر، فيما أكدت 80% من الغاليريات باعت من معروضاتها، وهو ما فاق التوقعات. والأمل أن تكون النتائج هذا العام على نفس المستوى، علما بأن مجرد انعقاد هذا المعرض الدولي، في الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة يعتبر تحديا كبيرا وشجاعة تحسب للمنظمين.

وبدءا من 18 من الشهر الجاري، وللسنة الثانية على التوالي، ستصبح شوارع وسط بيروت ساحات لعرض الأعمال الفنية، مواكبة لـ«معرض بيروت للفنون» حيث سيتمتع المارة بنحو عشرين مشروعا فنيا بينها تجهيزات، ومنحوتات وأعمال تفاعلية، ورسم غرافيتي، ينفذه فنانون أمام الجمهور.

ومن الفنانين المشاركين في هذه الأنشطة منى حاطوم، كزافيه فيلان، ماتيو موناهان، مارك كين وفليب باسكوا. حيث ستعرض لهذا الأخير منحوتة ضخمة على شكل جمجمة بيضاء مصنوعة من البرونز، يراها الجمهور اللبناني للمرة الأولى. وضمن المعروضات منحوتتان للفنانين الكبيرين العراقي أحمد البحراني والمصري أحمد اسكلاني. وأعمال أخرى للسوريين مصطفى العلي وهمام السيد، إضافة إلى الفنان اللبناني المعروف حسين ماضي.

وسيكشف خلال هذه العروض في الهواء الطلق عن جداريات مميزة من الغرافيتي لمجموعة «جراف مي هاشتاج ليبانون»، حيث إن الجميع سيكونون على موعد مع الفنانين الذين يرسمون جدارياتهم أمام الجمهور.