أسبوع لندن.. يتودد للشرق الأوسط

من التعاون مع مصممات عربيات إلى جلابيات

TT

ماثيو ويليامسون يتعاون مع مصممة المجوهرات المصرية عزة فهمي، وجوليان ماكدونالد مع مصممة المجوهرات القطرية نور الفردان، ودار «داكس» البريطانية العريقة تلقي تحية حارة للمرأة العربية من خلال طرحات الرأس التي زينت رؤوس العارضات، كما لم ينس جاسبر كونران أن يرسل 3 جلابيات، أو فساتين مستوحاة من الجلابية والقفطان، في تشكيلته لربيع وصيف 2014 التي قدمها في قاعة «ساتشي»، بينما قدمت أليس تامبرلي اقتراحا رائعا للجلابية بلمساتها الخاصة.

جوليان ماكدونالد، لم يكتف بالتعاون مع نور الفردان التي زينت خواتمها أصابع العارضات، وقدم جلابية مثيرة باللون الفضي. صحيح أنها يتيمة لكنها قوية في عرض غلبت عليه الفساتين المحددة على الجسم، التي تحتاج كلها إلى طبقة أخرى من القماش لتبطينها. فالمصمم على ما يبدو لا يزال يعيش في أجواء الثمانينات ويحن إلى بريقها وترفها الاستعراضي، ولم يشفع له في هذه التشكيلة سوى أنها منفذة بحرفية عالية وتخاطب زبوناته من النجمات وهاويات إظهار المفاتن، أو من اللواتي يتطلب أسلوب حياتهن العديد من فساتين السهرة والمساء البراقة.

نعم، هذا هو حال أسبوع لندن لربيع وصيف 2014، الذي انطلق يوم الجمعة بحماس كبير ودفء تجاه المنطقة العربية لم يخذله سوى الطقس السيئ الذي لم تتوقف فيه الأمطار عن التساقط.

ما عرضته دار «داكس» البريطانية العريقة يوم الجمعة في قاعة «سومرست هاوس» كان يشير إلى تحول لافت في التعامل مع الشرق الأوسط كملهم جديد وليس مجرد مستهلك. فالطريقة التي ربطت بها الطرحات، أو الأوشحة، مستنسخة تماما من الطريقة التي تلف بها الفتيات العربيات الشابات رؤوسهن، ولا سيما اللواتي نراهن في كل من باريس أو لندن يجلسن في الصفوف الأمامية، بأزياء راقية وعصرية وماكياج جريء.

باستثناء هذه الطرحات، كانت الأزياء تتميز بأسلوب باريسي - بريطاني. الباريسي يتمثل في الرومانسية والقصات الأنثوية، والبريطاني في النقوشات على شكل مربعات، التي تعتبر ماركة الدار المسجلة وجزءا من جيناتها الوراثية. إلى جانب الفساتين الطويلة كانت هناك قطع منفصلة كثيرة تخاطب امرأة عاملة أو امرأة تحب السفر، وبالتالي تريد قطعا عملية وأنيقة في الوقت ذاته، ولا بد أن تجد لها مكانا في المناسبات العربية أيضا.

جاسبر كونران بدوره لم ينس جذوره البريطانية، رغم أنه حقنها بجرعة عصرية قوية خاصة في ما يتعلق بالياقات البيضاء الصارمة التي شكلت إكسسوارا شبابيا في فساتين سهرة منسابة، كما في القصات الهندسية والتطريزات التي قال إنه لعب فيها على خدع بصرية بمزجه أقمشة شفافة مع أخرى سميكة. في آخر العرض الذي شمل 48 قطعة، وخاطب كل نساء العالم، بأناقته الكلاسيكية العصرية، لم ينس أن يوجه تحية خاصة للشرق الأوسط، من خلال مجموعة من فساتين السهرة المستوحاة من الجلابيات بألوان هادئة جدا ونقوشات أضفت عليها الخلفية والأرضية في قاعة «ساتشي» بمنطقة «كينغز رود» فنية عالية. مما لا شك فيه أن المصمم يريد منها إرضاء زبونات وفيات من المنطقة وفي الوقت ذاته استقطاب أخريات من الجيل الصاعد.

وفي فندق «السافوي» وسط لندن، قدمت أليس تامبرلي أمس اقتراحاتها لربيع وصيف 2014. كل ما في العرض من المكان إلى الأزياء كان مهرجانا من الأناقة التي تحاكي الـ«هوت كوتير»، جانب بدأت اليس تامبرلي تبرزه كثيرا في المواسم الأخيرة، وخصوصا أن إمبراطوريتها الصغيرة بدأت تكبر وتنضج فنيا وتجاريا على حد سواء. كما أن علاقتها بالشرق الأوسط بدأت منذ سنوات بارتداء ملكة الأردن، رانيا العبد الله، فساتين من إبداعها في مناسبات عديدة، وتوطدت أكثر في الآونة الأخيرة بافتتاحها محلات في دبي والدوحة والبقية تأتي، حسب ما تقول. لهذا كله، لم يكن بإمكانها أن تنسى هذه العلاقة وقدمت ضمن تشكيلتها الفخمة فستانا رائعا على شكل جلابية لا يقل فخامة، ولا شك أنه سيجد قبولا من المرأة الغربية قبل العربية.