ورثة ملوك فرنسا يحصلون على حكم قضائي باستعادة ممتلكات أجدادهم

كنوز تاريخية تقدر بعشرات الملايين من اليوروات

صورة الأمير الراحل وزوجته على غلاف «باري ماتش» عام 1950
TT

بعد معركة قضائية استمرت لأكثر من 10 سنوات، أعلن المحامي أوليفييه باراتيلي أن العدالة أقرت بحق موكليه ورثة الأمير هنري دورليان، حامل اللقب الرمزي «كونت باريس»، في استعادة ممتلكات والدهم التي تشكل جزءا من كنوز ملوك فرنسا السابقين. وتتشكل التركة من أثاث تاريخي ولوحات زيتية تصل تقديرات أسعارها إلى عدة عشرات من الملايين.

وكان الأميران جاك وهيلين دورليان، وهما اثنان من ورثة الكونت الذي توفي عام 1999، قد تقدما بدعوى إلى المحكمة الكبرى في باريس للمطالبة بحقهما في التركة التي كان الراحل قد وهبها، أواسط سبعينات القرن الماضي، إلى مؤسسته الخيرية التي تحمل اسم «سان لوي». ورغم صدور حكم لصالح المدعين فإن الفرحة لم تكتمل لأن الحكم استثنى منحهم القصر التاريخي الذي كان عائدا للكونت، والكنيسة الملحقة به.

وألغت المحكمة الهبة استنادا إلى أنها لم تتم بموافقة رسمية أو بموجب إقرار مسجل لدى الكاتب بالعدل. وبنى المحامي مرافعته على أن تلك الخطوة تخفي رغبة في التستر على ممتلكات قيمة أراد صاحبها حرمان ابنه وابنته منها من دون وجه حق. وهو قد اعتبر الحكم الصادر لصالحهما «تاريخيا» نظرا لأن «الكونت حاول التحايل على القوانين الجمهورية». كما سبق للمحامي أن ذكر، في تصريحات نشرتها الصحف، أن الراحل كان يعتبر نفسه الوحيد الذي يحق له المطالبة بعرش فرنسا، وقد تعمد تبديد ثروته، في سنواته الأخيرة، لكي لا يترك شيئا لأبنائه التسعة. مع العلم بأن القانون المدني الفرنسي ينص على حق الورثة في 3 أرباع ممتلكات آبائهم.

من بين الممتلكات المستعادة 70 رسما كان الملك لويس الرابع عشر قد رسمها وهو في سن السابعة. ويقدر ثمن هذه الخربشات الطفولية بأكثر من 50 مليون يورو.

يذكر أن الأمير الراحل كان قد انضم إلى الفرقة الأجنبية في الجيش الفرنسي، أثناء الحرب العالمية الثانية، بعد رفض طلبه للنفي خارج البلاد. وقد عرض عليه المتعاونون مع الاحتلال الألماني وزارة التموين لكنه لم يشغل المنصب، بل راح يطالب باستعادة الملكية في فرنسا. وبعد الحرب انتقل للعيش في البرتغال قبل أن يسمح له بالعودة إلى باريس، أوائل خمسينات القرن الماضي. وقد التقى الجنرال ديغول وقامت بينهما مراسلات موثقة.