«المساجد الثلاثة» في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب

رحلة تراثية للتعرف على أبرز المفردات التراثية والمعمارية

لقطة بانورامية للمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.. وفي الاطار غلاف كتاب «المساجد الثلاثة» («الشرق الأوسط»)
TT

ضمن فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في دورته الخامسة والستين التي تقام في الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وتشهد مشاركة وحضورا مكثفا من عشرات الألوف من المثقفين والكتاب والباحثين والناشرين من كل بلدان العالم، تأتي مشاركة دار «الوراقون» للنشر بمملكة البحرين بعدد من الكتب والمطبوعات التراثية المميزة التي توثق للرموز والمفردات التراثية البارزة في التاريخ والتراث العربي والخليجي على وجه الخصوص، وهي المطبوعات التي تميزت بها الدار منذ تأسيسها في عام 2001.

وفي مقدمة هذه المطبوعات يأتي كتاب «المساجد الثلاثة» الذي نعيش من خلاله في ربوع المسجد الحرام والمسجد النبوي، وكذلك المسجد الأقصى من خلال رحلة تراثية روحانية نتعرف من خلالها على أبرز المفردات التراثية والمعمارية لأفضل مساجد وبقاع الأرض.

وعن الجديد الذي تطرحه «الوراقون» من خلال المعرض وطبيعة مشاركتها فيه، يقول محمد بوحسن، الرئيس التنفيذي للدار «لا شك أن معرض فرانكفورت الدولي للكتاب كأكبر تظاهرة دولية ثقافية تعنى بالكتاب على مستوى العالم، يتيح لنا الفرصة الحقيقية كدار نشر تضع نصب أعينها توثيق التراث في منطقة الخليج العربي ككل لتقديم صورة توثيقية مدعمة بالصور الفوتوغرافية النادرة بل والحصرية لكل المعنيين بمعرفة الكثير عن مفرداتنا التراثية في منطقة الخليج العربي، كأسواقنا العربية ومساجدنا وحرفنا العربية ذات الطابع التراثي. فقد نجحنا على مدى مسيرتنا في أن نقدم للمكتبة العربية العديد من الكتب التراثية ذات الطابع البحثي، بدءا من (أياد بحرينية)، الذي يلقي الضوء على الحرف الشعبية البحرينية بالصور الفوتوغرافية النادرة والمادة العلمية الخاصة، ويبرز التراث والفلكلور البحريني العريق، فـ(أبواب خليجية)، ثم (مساجد خليجية) الذي يقدم إضاءات لافتة حول عمارة المساجد الخليجية القديمة والحديثة مع العناية والتركيز على بعض المعالم الأساسية في مكونات المساجد المختارة مثل المحراب والمئذنة والزخارف وغيرها، و(أسواق عربية)، فـ(القهوة العربية) الذي يبحر في سحر ومكانة القهوة عند العرب وكيفية تحضيرها وتقاليد تقديمها وتناولها حتى يومنا هذا، إلى جانب غيرها من الكتب التي أثرت المكتبة العربية بل واستطاعت أن تؤكد حضورها على ساحة الفكر العربي حاصدة بهذا العديدة من الجوائز المميزة».

ويضيف «وعن جديدنا الذي نطرحه من خلال الدورة الحالية لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب، يأتي كتاب (لمحة من الإمارات)، وهو يرصد في لقطات بصرية بالكلمة والصورة محطات متميزة من تاريخ دولة الإمارات العربية الشقيقة ومراحل النهضة العملاقة التي مرت بها، راصدا في الوقت نفسه لقطات من أهم مفرداتها التراثية، هذا بجانب كتاب (قطر إلهام الماضي) الذي ننتهج خلاله النهج نفسه لتوثيق بعض من المفردات التاريخية والتراثية لدولة قطر. وهناك أيضا مطبوعنا (المساجد الثلاثة) الذي نتجول من خلاله في عبق وتاريخ المسجد الحرام والمسجد الأقصى وكذلك المسجد النبوي سواء من حيث مفرداتها العمائرية المميزة أو تاريخها. وللبحرين يأتي كتابنا (البحرين بالأبيض والأسود) الذي يقدم ولأول مرة مجموعة من الصور النادرة للبحرين تم التقاطها بواسطة رحالة قام بزيارتها قديما».

وتأتي مشاركة «الوراقون» في معرض هذا العام ضمن برنامج «ترويج»، الذي ترعاه مؤسسة «تمكين»، وهو برنامج تمويل مشترك يغطي تكلفة المشاركة في المعارض التجارية المحلية والإقليمية.

يذكر أن معرض فرانكفورت الدولي للكتاب يعد من أعرق معارض الكتاب على مستوى العالم، بل والأهم من بين 26 معرضا للكتب الجديدة في العالم، وهو يمثل منتدى سنويا عالميا لتلاقي المتخصصين في مجال النشر لتوقيع اتفاقيات ترجمة ونشر وتوزيع الكتب، كما يشرف معرض فرانكفورت على مشاركة دور النشر الألمانية في معارض الكتاب الدولية، ويعد من مؤسسي معرضي الكتاب الدوليين في أبوظبي بالإمارات وكيب تاون بجنوب أفريقيا.

وهو لا يعتبر مجرد سوق يلتقي فيها البائعون والمشترون لعقد الصفقات التجارية، وإنما هو بالدرجة الأولى منبر لتبادل المعارف والحوارات، حيث تقام على هامشه وكجزء من فعالياته العديد من الندوات الثقافية والأدبية وحلقات الحوار والنقاش والمحاضرات وغيرها من الفعاليات الثقافية التي يشارك فيها في العادة كبار الأدباء والكتاب والفنانين والمبدعين في مختلف المجالات المعرفية والعلمية.

أما من الناحية التجارية، فإن أهمية المعرض تكمن بالدرجة الأولى في كونه ملتقى بين المشتغلين في صناعة الكتاب في مختلف وسائلها وتقنياتها المكتوبة والمسموعة والمرئية وبعضهم البعض من جهة، وبين هؤلاء وصناع الثقافة من المبدعين والمثقفين والكتاب من جهة أخرى، حيث يعد فرصة للترويج للمنتجات المتصلة بالمعرفة، كما تعقد صفقات ضخمة على أرضيته، سواء صفقات بيع أو شراء للمنتجات، وكذلك لحقوق الطبع والنشر وعقود الشراكة والوكالة. ويعد ما يقرب من نصف زوار المعرض من التجار الذين يتوافدون عليه لتبادل حقوق وتصاريح الملكية الفكرية وكذلك حقوق النشر. ويصل عدد دور النشر المشاركة في المعرض الحالي إلى ما يقرب من 7300 دار نشر من جميع أنحاء العالم.