«الدرعية» مزار الأسر والشباب في اليوم الوطني

عرفت كعاصمة للدولة السعودية الأولى

تحرص الأسر السعودية على زيارة الدرعية في اليوم الوطني («الشرق الأوسط»)
TT

حرص عدد من الأسر والشباب بالعاصمة السعودية الرياض، مع حلول مناسبة اليوم الوطني الـ83 على زيارة الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى، التي ظلت أشهر مدينة في وادي حنيفة خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، وهو ما جعل لجنة التراث العالمي تدرج المحافظة الواقعة شمال غربي الرياض على بعد 20 كيلومترا من مركز المدينة، على لائحة التراث العالمي من خلال حي الطريف التاريخي فيها.

وحظيت الدرعية خلال الأيام القليلة الماضية بارتفاع أعداد زائريها، ممن يبحثون عن قراءة الإرث السياسي والاجتماعي في تشكل الدول السعودية على مختلف مراحلها الثلاث، فيما يرى القائمون على مراكزها التراثية أنها باتت تشكل معلما سياحيا لساكني العاصمة وزائريها.

وتتيح الدرعية الفرصة أمام زائريها للتعرف على جوانب الحياة الاجتماعية والعادات والتقاليد والأدوات المستخدمة في حروب الماضي ومقتنيات المعارك، وهي تضم أكثر من 15 بيتا طينيا للاستمتاع بتجربة العيش في بيئة تقليدية تراثية.

وقد أولت الحكومة السعودية اهتماما مباشرا بالدرعية التاريخية بصفتها موردا ثقافيا، حيث صدرت الموافقة على أن تتولى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مسؤولية تطوير الدرعية، وشمل برنامج التطوير القرى والأحياء الواقعة على الضفة الشرقية من وادي حنيفة، ومنها غصيبة، الظهرة، الظويهرة، البجيري، والمليبيد، إضافة إلى الضفة الغربية من المحافظة، ومنها حي الطريف وما يتصل به من روافد الوادي وشعابه، ويجري العمل على تنفيذ المشروع بالتعاون بين الهيئة العليا لتطوير الرياض والهيئة العامة للسياحة والآثار ومحافظة الدرعية والبلديات.

واحتلت الدرعية صدارة طريق الحجاج إلى مكة المكرمة، وامتد سلطانها إلى عدد من قرى وادي حنيفة، وقد ظهرت الدعوة الإصلاحية في ربوعها، بعد أن احتضن حاكمها الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى في أواخر القرن الثامن عشر، دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لتبدأ صفحة جديدة في تاريخ الدرعية، تحقق من خلالها الكثير من النجاحات، وعلا فيها الشأن السياسي والعسكري، ونشطت في ربوعها الحركة العلمية حتى غدت منارة للعلم ومقصدا للعلماء، وتقاطر التجار على أسواقها، وازدهرت فيها الحركة التجارية والاقتصادية.

وأقر عدد من المشروعات التي دعت لنزع عدد من الملكيات الخاصة الواقعة في نطاق تطوير الدرعية التاريخية، من أجل توسعة الطرق وتنفيذ مواقف السيارات والساحات المفتوحة والمرافق الخدمية، بالإضافة إلى تطوير حي الطريف الأثري الذي يضم متحف الدرعية في قصر سلوى، وجامع الإمام محمد بن سعود، ومركزا لاستقبال الزوار، وعروض الصوت والضوء والوسائط المتعددة، إلى جانب جسر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومتحف الخيل العربي، ومتاحف أخرى للتجارة والمال، وبلغت التكاليف الإجمالية لتلك المشروعات أكثر من 112 مليون ريال.

وأنهت الجهات الحكومية التوثيق البصري والمساحي للدرعية وأعمال الرفع المساحي للمباني الأثرية وإزالة الردم منها، إضافة إلى التوثيق الأثري لعناصرها المعمارية وما تحتويه من آثار، واستكمال شبكات المرافق العامة؛ مثل شبكة المياه والصرف الصحي وتصريف السيول، إلى جانب شبكات الكهرباء والإنارة.