حملة شبابية لتجميل مدينة أسوان استعدادا للموسم السياحي الجديد

استخدموا فيها الحجر الرملي والنحت البارز على أسوار النوادي والمدارس

TT

استعدادا للموسم السياحي الجديد وإبراز المعالم الحضارية والتاريخية للمدينة الأثرية، انطلقت في مدينة أسوان في جنوب مصر حملة شبابية، تحت عنوان «طائر الفن الشعبي الأسواني»، تهدف إلى تجميل المدينة التي تحوي آثار الفراعنة لاستقبال السياح الأجانب خلال الموسم الشتوي الجديد الذي يبدأ في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ولزيادة الوعي الأثري لدى المصريين مما يساعد على الحفاظ على المعالم الأثرية.

تقوم فكرة الحملة، التي نظمها طلاب كلية الفنون الجميلة بمدينة الأقصر السياحية (القريبة من أسوان) بالتعاون مع طلاب الكلية في العاصمة المصرية القاهرة، على تزيين مدينة أسوان وإبراز معالمها الحضارية من خلال رسوم الغرافيك والجداريات، والتي تعكس رغبة الشباب في وضع اللمسات الجمالية لعودة أسوان لمكانتها كواحدة من أجمل مشاتي ومدن العالم.

وبحسب علي عبد الفتاح، أحد أعضاء الحملة، فإن الغرافيك ورسومات الجداريات تجسد المرحلة الحالية التي تعيشها مصر بآمالها وأحزانها وأيضا بما يحلم به الشباب من واقع جديد، وخاصة عقب ثورتي 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، و30 يونيو (حزيران) عام 2013، مؤكدا أن هذه الرسومات لاقت ترحيبا من أهل مدينة أسوان وزائريها من الأجانب، حيث تتميز بقدرتها على بعث رسائل للجمهور العريض ولشرائح وثقافات متنوعة وهو ما شجع المسؤولين بمحافظة أسوان على تقديم كافة أنواع الدعم المعنوي والمادي، ومتابعة محافظ أسوان اللواء مصطفى يسري بنفسه للأعمال الفنية.

وأكدت مها جميل، من أعضاء الحملة، أن «الحملة تهدف إلى تحقيق المشاركة المجتمعية لتجميل وتشجير المدينة التاريخية استعدادا للموسم السياحي، من خلال مشاركتهم بشكل مباشر في تزيين مدينة أسوان وإبراز معالمها الحضارية من خلال رسوم الغرافيك والجداريات مما يعكس رغبة الشباب في وضع اللمسات الجمالية وعودة أسوان لمكانتها كواحدة من أجمل مشاتي ومدن العالم».

أما رحاب سمير، أحد أعضاء الحملة، فقالت إن «الأعمال الفنية على جدران المباني والمؤسسات مستوحاة من مختلف المراحل التاريخية، وذلك باستخدام الحجر الرملي، حيث إن منها جداريات بالتصوير وجداريات بالنحت البارز بأسوار نادي أسوان الرياضي وأمام مدخل خزان أسوان، بجانب عمل جدارية من النحت البارز كنصب تذكاري للسد العالي».

وتعد مدينة أسوان التي تقع في أقصى جنوب مصر ويطلق عليها (عروس الصعيد) من أجمل مشاتي مصر بل العالم على وجه الإطلاق، حيث المناخ الجاف المعتدل والشمس الدافئة والهدوء الذي يخيم على كل مكان فيها حتى الزوارق التي تنساب على صفحة النيل في هدوء رائع وجميل، وتقع مدينة أسوان عاصمة المحافظة على الشاطئ الشرقي للنيل حيث يقع جزء منها على السهل الذي يحف بالنيل، والآخر على التلال التي تمثل حافة الهضبة الصحراوية الشرقية، وهي تبعد 879 كلم عن القاهرة.

من جانبه، قدم الدكتور محمد عرابي عميد كلية الفنون الجميلة بالأقصر، الشكر لفريق من طلاب كلية الفنون الجميلة على تطوعهم بإبداعاتهم ومجهودهم وحرية التعبير عن فنهم ومحاكاتهم لأبناء أسوان عن طريق رسم جداريات فنية رائعة وطنية لتنشيط الموسم السياحي بأسوان، مؤكدا أن الطلاب قاموا من تلقاء أنفسهم بهذا المجهود الرائع مع زملائهم من كلية الفنون الجميلة بالزمالك واستخدموا كافة الأدوات الفنية في رسم هذه الجداريات في معظم المناطق الحيوية بأسوان.

وأضاف عرابي، أن الحملة هدفت إلى استغلال مواهب الطلاب وقدراتهم، فهم يحاولون أن يتعايشوا مع الحالة التي تمر بها مصر عن طريق الرسم وأرادوا أن يقوموا بتوصيل رسالة لكافة دول العالم بإبراز معالم المدينة، وهذا هو ما يتميز به الفن الجداري.

وفي نفس السياق، قال محافظ أسوان، إن حملة «طائر الفن الشعبي الأسواني» تأتي بالتزامن مع الاستعداد للموسم السياحي الجديد، والذي تتضافر فيه كافة الجهود من وزارات السياحة والخارجية والطيران، بالإضافة إلى محافظة أسوان بالتنسيق مع سفارات وقنصليات بعض الدول الأوروبية التي فرضت في الفترة الأخيرة الحظر على سفر مواطنيها لزيارة المدن السياحية بمصر، بعد تصاعد وتيرة الأحداث السياسية التي شهدتها الساحة المصرية.

وأضاف محافظ أسوان مصطفى يسري، أن «أسوان تتفرد ببعض المقومات السياحية وفي مقدمتها تفرد أهلها بحسن استقبال الزائرين والضيوف من مختلف أنحاء العالم مما يعكس جوهر الشخصية المصرية الأصيلة بسماحتها وطيبتها»، لافتا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد إجراءات سريعة لتنشيط السياحة بما يليق بمكانة أسوان على خريطة السياحة الدولية، بداية من استثمار احتفالية «تعامد الشمس» في 22 أكتوبر المقبل، في تحقيق الجذب السياحي المطلوب لأسوان من خلال التسويق والترويج بالتنسيق مع وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، لأنها تعتبر بمثابة نقطة انطلاق للموسم الجديد.