السعودية تكشف تفاصيل طائرات «درون» صنعتها مدينة الملك عبد العزيز

تتميز بخفة وزنها وقوة تحملها واختراقها لأجهزة الرادار

إحدى الطائرات من دون طيار التي صنعتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عن تفاصيل الطائرات من دون طيار التي قامت بإنتاج ثلاثة أنواع منها، في خطوة تعد الأولى من نوعها على مستوى المملكة، وأطلقت عليها اسم «صقر 2»، و«صقر 3»، و«صقر 4».

وأوضح المشرف على المركز الوطني لتقنية الطيران بالمدينة الدكتور خالد الحصان، أن هذه الطائرات مصنعة من الألياف الزجاجية والكربونية، وتتميز بخفة وزنها وقوة تحملها، ولا يمكن التقاطها من خلال أجهزة الرادار والاستطلاع، ويجري برمجتها من خلال غرفة تحكم أرضية. وبين أن الطائرات تحتوي على جهاز تحكم آلي هو المعني في قيادة الطائرة، كما توجد بها برامج لوغاريتميات تستطيع أن تتعامل وتتكيف مع الظروف البيئية للطيران كالتعامل مع الرياح ودرجات الحرارة المختلفة وزيادة الاحتراق للمحرك والهبوط أو الصعود الاضطراري للطائرة أو الانحراف عن مسار الطيران، كما تحتوي على أجهزة اتصالات وغرفة عمليات يتم من خلالها النقل المباشر والمستمر للصور والفيديو من الطائرة إلى غرفة التحكم، حيث يمكن تغيير المسار والأهداف من خلال الاتصال المباشر والطائرة في الجو.

وأكد الدكتور الحصان أنه من خلال البرمجة يجري تحديد مسار الطائرة والأهداف المراد تصويرها سواء كانت تضاريس أو وديان مياه أو جبالا أو مزارع أو طرق عمران، كما يمكن تحديد أهداف متحركة وتعقبها مثل حركة السيارات والقطارات وحركة الزحام البشري. وأفاد بأن هذه الطائرات تشتغل آليا، وتتم برمجتها مسبقا، وتحتاج فقط إلى مهندس طيران يراقب الأجهزة والحساسات الموجودة في الطائرة من غرفة التحكم الأرضية، وفي حالة حدوث عطل أو خلل يقوم بعدة خيارات منها الهبوط الاضطراري المظلي أو العودة إلى غرفة التحكم الأرضية.

واستعرض الدكتور الحصان أنواع الطائرات من دون طيار التي أنتجتها المدينة، وهي طائرة متوسطة الحجم أطلق عليها اسم «صقر 2» ذات مدى يصل إلى 150 كيلومترا ويمكن تطوير مداها إلى حد أقصى 250 كيلومترا ولمدة تحليق تصل إلى ثماني ساعات بسرعة تقدر بـ120 كيلومترا في الساعة وبارتفاع 5 آلاف متر، مفيدا بأن هذا النوع من الطائرات يصنف ضمن فئة المتوسطة بعيدة المدى حيث أثبت تصميم «صقر2» جودته في الاستقرار والتحكم من خلال الاختبارات العلمية والعملية وكذلك تخفيض تكلفة المنتج من خلال تخفيض تكلفة البحث والتطوير.

وأكد أن «صقر 2» تضاهي مثيلاتها من حيث الدراسات التحليلية والتقنيات المستخدمة في تصنيع هيكل الطائرة، حيث استخدمت الألياف الكربونية والألياف الزجاجية لرفع نسبة وزن الإقلاع لوزن الطائرة فارغة، وجرى تصميم «صقر 2» لحمل ما يزن خمسين كيلوغراما من أجهزة التصوير والمراقبة وكذلك إمكانية إضافة طبق للتحكم بها عن طريق الأقمار الصناعية في المستقبل لتغطي مساحات أوسع وأبعد.

وأوضح الدكتور الحصان أن النوع الثاني من الطائرات هي طائرة كهربائية صغير الحجم أطلق عليها اسم «صقر 3» لا يتجاوز وزنها 4.5 كغم، وهي من فئة قصيرة المدى، وصنع كامل هيكل الطائرة من الألياف الكربونية لتصبح بذلك من أخف طائرات هذه الفئة إن لم تكن الأخف، حيث تزن 4.5 كغم، بما فيها الحمولة وعجلات الهبوط، وتستطيع هذه الطائرة الإقلاع من مختلف المدارج وأيضا القذف باليد، وتحلق على ارتفاع قرابة 1000، ولمسافة 50 كيلومترا، ولفترة زمنية تقدر بساعة وعشرين دقيقة تقريبا، ويمكن تحسين وتطوير أداء الطائرة باستبدال المحرك أو تغيير البطاريات المستخدمة أو بهما جميعا.

ولفت المشرف على المركز الوطني لتقنية الطيران النظر إلى إنتاج ما يقارب الـ20 طائرة بزنة خمسة كيلوغرامات، ويبلغ طول جناحها 3.75 متر، وبسرعة قصوى 120 كيلومترا في الساعة، وبارتفاع خمسة آلاف متر ومدة تحليق تتراوح بين خمس وست ساعات، ومدى طيران 120 كيلومترا.

وأوضح أنه عند تصميم شكل الطائرة من دون طيار استخدمت التقنيات الحديثة والحواسيب عالية الكفاءة في حساب القوى المؤثرة عليها وتحليل القوى والإجهادات على الطائرة، مشيرا إلى أنه جرت عملية المحاكاة والنمذجة للطائرة والنظام المتكامل لكي يستفاد منه في التحليل والتصنيع للهيكل ومعدات الهبوط، كما تم تصنيع معدات الهبوط باستخدام مادة الألياف الكربونية.

وبين الدكتور الحصان أن الهدف من صناعة الطائرات استخدامها في المناطق التي يصعب الوصول لها عند حدوث الكوارث الطبيعية والكوارث البيئية، وكذلك للتصوير الجغرافي والاستشعار عن بعد والتنقيب والزراعة ومراقبة الحدود، وفي عمليات الإغاثة التي لا يمكن الوصول إليها.