رحيل وديع الصافي عملاق الطرب العربي

إثر صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 92 سنة

TT

توفي في لبنان ليلة أمس أحد كبار فنانيه، وديع الصافي إثر صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 92 سنة. وكان الصافي موجودا في منزل ولده طوني في المنصورية حين تعرض لوعكة صحية عند السابعة والنصف من مساء وعلى الفور تم نقله إلى مستشفى بيل فو في المنصورية حيث فارق الحياة.

هو الابن الثاني في ترتيب العائلة المكونة من ثمانية أولاد. عاش طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، في عام 1930. نزحت عائلته إلى بيروت. وبعدها بثلاث سنوات، اضطر للتوقّف عن الدراسة، لأن جو الموسيقى هو الذي كان يطغى على حياته من جهة، ولكي يساعد والده من جهة أخرى في إعالة العائلة.

والصافي يعتبر من عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي وهو من الذين أبرزوا هوية الأغنية اللبنانية وكان أول مطرب عربي يغني الكلمة البسيطة وباللهجة اللبنانية. اسمه الحقيقي وديع فرنسيس ولد في قرية نيحا الشوفية في جبل لبنان. كانت انطلاقته الفنية سنة 1938، حين فاز بالمرتبة الأولى لحنا وغناء وعزفا، من بين أربعين متباريا، في مباراة للإذاعة اللبنانية، أيام الانتداب الفرنسي، في أغنية «يا مرسل النغم الحنون». واتفق أعضاء اللجنة الفاحصة على اختيار اسم «وديع الصافي» كاسم فني له، نظرا لصفاء صوته.

أول لقاء له مع محمد عبد الوهاب كان سنة 1944 حين سافر إلى مصر. وقد قال عنه عبد الوهاب عندما سمعه يغني «ولو» المأخوذة من أحد أفلامه: «من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت». فشكّلت هذه الأغنية علامة فارقة في مشواره الفني، فلُقب بصاحب الحنجرة الذهبية، وقيل عنه في مصر إنّه مبتكر «المدرسة الصافية» (نسبة إلى وديع الصافي) في الأغنية الشرقية.

سنة 1952، تزوج من ملفينا طانيوس فرنسيس، إحدى قريباته، فرزق بدنيا ومرلين وفادي وأنطوان وجورج وميلاد. خضع سنة 1990، لعملية القلب المفتوح، ولكنه استمر بعدها في التلحين والغناء. وغنى وهو في الثمانين في داخل وخارج لبنان بالتعاون مع المنتج ميشال الفترياديس لإحياء حفلات غنائية برفقة المغني خوسيه فرنانديز والمطربة حنين.

يحمل الصافي ثلاث جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، إلا أنه يفتخر بلبنانيته ويردد أن الأيام علمته بأن ما أعز من الولد إلا البلد.