إحياء ذكرى رحيل سعاد حسني عبر الرسم والتصوير الفوتوغرافي

معرض الفنان المعاصر أبو النجا بعد 12 سنة من وفاة سندريلا الشاشة الغامضة في لندن

من الأعمال المعروضة (تصوير: جيمس حنا)
TT

يعيد الفنان المصري المعاصر محمد أبو النجا إحياء جمال النجمة الشهيرة سعاد حسني، للمرة الأولى في لندن، عبر الرسم والتصوير الفوتوغرافي. وسيكون معرض أبو النجا بمثابة فرصة نادرة للعالم الغربي لاستكشاف الجوانب المتعددة لمواهب وإرث سعاد حسني الفني، بعد مرور 12 عاما على وفاتها الغامضة في لندن.

ولدت سعاد حسني التي تشتهر بلقب «سندريلا السينما المصرية»، في القاهرة عام 1943، وأصبحت أحد أكثر رموز الإثارة المحبوبة في العالم العربي. تمتعت سعاد حسني بحضور متميز على الشاشة، من خلال موهبة غير مسبوقة، سهّلت عليها تجسيد شخصيات كثيرة، إضافة إلى قيامها بالرقص والغناء في كثير من الأعمال الغنائية في أفلامها الكلاسيكية. انتهت حياة سعاد حسني نهاية مأساوية في عام 2001. وتم العثور على جثتها أسفل شرفة الشقة التي كانت تستأجرها في لندن.

ما زالت أفلام وأغنيات سعاد حسني تحظى بشعبية بين أجيال المشاهدين من الشباب والكبار، عبر أنحاء العالم العربي. كانت ولا تزال مصدر إلهام خالدا. حسبما يقول أبو النجا، جسدت سعاد حسني الطبقات المتعددة في المجتمع المصري بعد ثورة 1952، خاصة في فترة الستينات.

ولمحاكاة تعددية هذه الطبقات، يأخذ أبو النجا صورة فوتوغرافية ثابتة من أفلامها الخالدة، ويطبعها على «قماش كنفاه» أو على ورق، ثم يعمل على الصورة مستخدما ألوان أكريليك مختلفة، لينهيها بطبقات من مواد شفافة، مثل الحرير والتل. يقدم العمل المنجز تأثيرا متلألئا للمشاهد، يحاكي شخصية الفنانة.

أشرف أبو النجا على كثير من المعارض في مكتبة الإسكندرية وأيضا في أحدث بينالي في الإسكندرية، عام 2009.

انتقل أبو النجا قبل عامين إلى الدوحة للعمل مديرا فنيا لمركز قطر للفنون البصرية. لكن عمله بالإشراف على المعارض لم يمنعه من مواصلة أعماله كرسام. يعتبر معرض سعاد حسني ثالث معارضه في سلسلة من المعارض أقيمت هذا العام، وهي تمثل بالنسبة له، بحسب كلماته، «ذكرى حية لحقيقتي، نظرا لأن فني ليس منفصلا عن تجاربي الحياتية. كانت سعاد حسني هي فتاة أحلامي التي بثت فيّ مشاعر الرومانسية والبراءة في سنوات المراهقة».

تجسد سعاد حسني ومسيرتها الفنية قيمتي الحرية والجمال اللتين شهدتهما مصر خلال حقبة الستينات من القرن الماضي، التي تمثل النقيض التام لما يجري خلال العامين الماضيين، مع تعالي هذه الأصوات التي تحاول قمع المرأة، وفرض رقابة على الإبداع الفني.

ويحمل موقع إقامة المعرض في لندن قيمة درامية أيضا، لأنه كان الملاذ الذي وقع اختيارها عليه لقضاء الأيام الأخيرة من حياتها.

وتجدر الإشارة إلى أن سعاد حسني ولدت في حي بولاق بالقاهرة من عائلة فنية، فوالدها كان خطاطا شهيرا. وكانت تعمل في طفولتها في برنامج «بابا شارو»، وهو برنامج إذاعي مخصص للأطفال. واكتشفها الفنان الشامل عبد الرحمن الخميسي، وقدمها للمرة الأولى في فيلم «حسن ونعيمة»، عام 1959، من إنتاج شركة «أفلام محمد عبد الوهاب». وقصة الفيلم مأخوذة عن واقعة حقيقية لمطرب شعبي من قرية الدراكسة التابعة لمركز منية النصر، أحب فتاة من قرية مجاورة إلا أن أهلها قتلوه، وألقوا بجثته في الترعة لتطفو بعد أيام، وتنكشف الجريمة التي أثارت ضجة وقتها في منطقة الدلتا. والفيلم من إخراج هنري بركات وقصة عبد الرحمن الخميسي.

وقد حقق الفيلم نجاحا باهرا، وأصبحت الممثلة المبتدئة نجمة كبيرة فور عرضه.

وسعاد حسني هي أخت المطربة نجاة الصغيرة، والفنان عز الدين حسني الذي لحّن لنجاة عدة أغانٍ، ولكنه لم يلحن لسعاد على الإطلاق. وكان عازفا في الفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن.

المعرض افتتح في 7 أكتوبر (تشرين الأول) في «غاليري 8» بديوك ستريت (سانت جيمس بوسط لندن).