مخرج الفيلم السوري «مريم»: فيلمي يعبر عن الأزمة الأخلاقية في سوريا

عرض في مهرجان الإسكندرية.. وتدور أحداثه حول ثلاث فترات مختلفة من تاريخ البلد

أحد مشاهد فيلم «مريم» («الشرق الأوسط»)
TT

أكد المخرج الفلسطيني باسل الخطيب أنه صنع فيلمه السينمائي «مريم» ليعبر من خلاله عن الصراع في سوريا في جميع مراحله، وخاصة المرحلة التي تعيشها حاليا «المليئة بالدماء والصراعات والدموع» مثلها مثل الفيلم. وقال الخطيب في ندوة عقب عرض الفيلم في مهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر المتوسط مساء الجمعة، إن الفيلم يحكي عن سوريا اليوم رغم أنه يضم أحداثا قديمة يعود تاريخها إلى نحو مائة سنة مضت، مستعرضا تاريخ الصراع ونتائجه على المجتمع في الماضي والآن، حيث يقول: «بعض الأحداث ضمت رمزية محددة إلى وقائع بعينها وأحداثا أخرى لا تحمل إلا دلالات درامية فقط». وأضاف المخرج الفلسطيني المقيم في سوريا أن الصراع الدائر حاليا بين النظام السوري ومعارضيه أحدث شرخا كبيرا في المجتمع نفسه بعكس حروب سابقة عاشتها البلاد نتج عنها دمار مشابه، مشيرا إلى أن الدمار في البنية والمرافق يمكن ترميمه أو إعادة بنائه مجددا بينما الشرخ النفسي في المجتمع تظل آثاره لسنوات.

ويعد فيلم «مريم» ثاني أفلام باسل الخطيب الروائية الطويلة بعد فيلمه الأول «الرسالة الأخيرة»، إضافة إلى عدد محدود من الأفلام القصيرة والتسجيلية وعدد أكبر من المسلسلات التلفزيونية الشهيرة والناجحة.

وكتب باسل الخطيب الفيلم بمشاركة شقيقه تليد الخطيب وقام ببطولته سلاف فواخرجي وديمة قندلفت ولمى الحكيم وأسعد فضة وصباح جزائري وعابد فهد وميسون أبو أسعد. وأوضح الخطيب أن الفيلم تم تصويره بالكامل في سوريا خلال العام الماضي وأن فترات التصوير كانت خطيرة للغاية في بعض الأحيان، حيث يقول: «كنا أحيانا نخرج في الصباح لنبدأ التصوير ولا ندري هل سنعود أم لا».

وقال المخرج إنه ينتمي إلى جيل يحمل روح حرب يونيو (حزيران) 1967 بما فيها من هزيمة وانكسار وضياع للمزيد من الأرض العربية، بينما اعتبر ما يجري الآن في سوريا وعدد من الدول العربية «أزمة أخلاق بالأساس أثق أنها ستنتهي لتتوقف الحرب والصراعات ويتم التصالح لتبدأ إعادة البناء».

وتدور أحداث الفيلم حول ثلاث سيدات يحملن اسم «مريم» الأولى عاشت أواخر الاحتلال العثماني للمنطقة العربية ونهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 وكانت تملك صوتا جميلا جعل إقطاعيا نبيلا يتفق معها على أن تغني في قصره لتطرب زواره قبل أن تموت محترقة، بينما مريم الثانية مسيحية من الجولان عاشت تحت القصف الإسرائيلي في 1967 لتموت تاركة ابنتها مع عسكري مسلم لتكبر الطفلة وتعمل في دار للمسنين. أما مريم الثالثة فتعيش في عام 2012 وهي مغنية شابة وحفيدة أخت مريم الأولى التي تجد نفسها في مواجهة أهلها الذين يقررون وضع الجدة في دار للمسنين فتحاول أن تمنعهم من ذلك ولكن محاولاتها تبوء بالفشل، في تعبير صريح عن الأزمة الأخلاقية القائمة حاليا.

يشارك الفيلم في المسابقة الرسمية في مهرجان الإسكندرية بعدما حاز الجائزة الكبرى في الدورة الرابعة من مهرجان الداخلة السينمائي بالمغرب والجائزة الكبرى في الدورة السابعة من مهرجان الفيلم العربي في وهران بالجزائر أخيرا مناصفة مع الفيلم المصري «هرج ومرج».