حسن الطائي.. من الصحافة إلى صيد الأفاعي

يصيد ويحنط 103 أفاع في ناحية سيد دخيل

حسن الطائي
TT

لم يفكر الإعلامي الشاب حسن الطائي من مدينة الناصرية في غرابة تحول عمله من الصحافة والتغطيات الإخبارية إلى محاربة أفعى حية سيد دخيل بمعية فريقه التطوعي بعد أن فتكت بأرواح العشرات من أبناء مدينته، وصنفت على أنها الأخطر بين الأفاعي في العالم، وصار يعرف باسم «حسن صياد الأفاعي»، فكلا العملين يصبان في حماية الناس من الموت المحدق بهم تماما كمحاربة الإرهاب (كما يقول).

قصة الصحافي حسن الطائي اشتهرت في المدينة وخارجها منذ تمكنه من إطلاق حملة للقضاء على أفعى «الآيكس كارنتس» الشهيرة باسم حية سيد دخيل (20 كم شمال شرقي الناصرية) نسبة إلى اسم المنطقة التي انتشرت فيها، استطاع فيها قتل وتحنيط 370 أفعى بجهود فردية، تمهيدا لإقامة معرض لأهم أنواعها وتعريف الناس بطرق مكافحتها.

وأفعى سيد دخيل هي أفعى حرشفية غسقية شديدة السمية وقاتلة وموطنها الأصلي سريلانكا، وهي نوعان: الأول من نوع الكوبرا وهي قاتلة، أما النوع الثاني فيعرف بـ«أم الصليب»، وتبيض من 4 إلى 5 بيضات، وفي كل بيضة 60 أفعى صغيرة تخرج بأعداد هائلة متجهة إلى المناطق المأهولة، وصنفها أطباء إيطاليون عند زيارتهم إلى الناحية عام 2010 على أنها أخطر أنواع الأفاعي في العالم، وسبب تكاثرها هو الجفاف وتجريف البساتين الزراعية، مما سبب محدودية استخدام المبيدات الزراعية، وبالتالي انتشارها.

يقول الإعلامي حسن الطائي مدير إعلام جمعية الصيد وحماية البيئة في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إن الأفعى شكلت تهديدا كبيرا لأهالي المدينة الذين طالبوا بإعلانها منطقة منكوبة، بعد أن تسببت في وفاة العشرات منهم في غضون عامين، مقابل عجز السلطات الصحية عن إيجاد حل لها، وجاءت فكرة التطوع بعد التشاور بين جمعية الصيد وحماية البيئة، فجرى تشكيل خلية ميدانية للقضاء عليها بعد أن فوجئ المعنيون بأعدادها الهائلة».

وأكد أن حملته تهدف إلى الحد من تزايد أعدادها والقضاء عليها وتوجيه رسالة إلى الدوائر المعنية بالأمر كدائرة الصحة والبيئة، وكذلك الزراعة، لاتخاذ المزيد من الإجراءات الحاسمة بهذا الخصوص، ومحاولة توفير المصل الواقي من سم أفعى سيد دخيل في المؤسسات الصحية في المحافظة.

ورغم الإمكانات المتواضعة للحملة وعدم توفر مستلزمات العمل فإن الجمعية طلبت التبرعات من أجل إكمال المهمة؛ إذ بلغ عدد المتطوعين نحو 100 شخص (كما يقول الطائي) تمكنوا فيها من اصطياد 103 أفاعٍ منذ انطلاق الحملة في مطلع يوليو (تموز) من هذا العام.

وعن قصة تركه لعالم الصحافة وطموحاته يقول: «كنت أنجز تقريرا عن هذه الأفعى أول الأمر، وشغلني أمرها، ففكرت بطرق لمكافحتها وشكلت جمعية لمحاربتها، وشجعني أبناء ناحيتي على ذلك بانضمام فريق من الشباب المتطوع، وحاليا ابتكرت طريقة محاربتها بالقطط التي تعد العدو الأول لهذا النوع من الأفاعي».

رئيس اللجنة المكلفة بمتابعة ملف أفعى سيد دخيل في مجلس محافظة ذي قار هلال حسين السهلاني، قال في تصريحات صحافية: «إن الأفعى القاتلة يوجد 11 نوعا منها في ناحية سيد دخيل أخذت تتكاثر وتزحف نتيجة الجفاف ومحدودية استخدام المبيدات الزراعية باتجاه القرى ودور المواطنين»، مشيرا إلى تعرض 121 شخصا للدغة الأفعى المذكورة توفي منهم 40 شخصا في الآونة الأخيرة.

تقع ناحية سيد دخيل على بعد 15 كم جنوب شرقي مدينة الناصرية، 380 كم جنوب العاصمة بغداد، وتقدر مساحتها بـ220 ألف دونم، وتتبعها 75 قرية. ويقدر عدد سكان الناحية بنحو 87 ألف نسمة، 75 في المائة منهم يمتهنون الزراعة.

وتعرف أفعى سيد دخيل، أو ما يطلق عليها «أم الصليب»، بأنها من أصول آسيوية، تتراوح أطوالها بين 30 و100 سم، وتسير بشكل حلزوني، وتحمل علامة الصليب بمقدمة رأسها. وغالبا ما يتعرض ضحاياها، في حال تأخر العلاج لأكثر من ست ساعات، إلى نزف في اللثة والأطراف، ولا سيما في أصابع القدمين.

وتتميز الأفعى ببوز قصير ومستدير، وبرأسها المثلث المغطى بحراشف صغيرة بما يشبه السهم أو الصليب، وتتميز بجسمها الأسطواني وبذيلها القصير وصفائحها تحت الذيلية المفردة، وربما يصل طول الأفعى البالغة إلى 620 ملم، وطول ذيلها إلى 60 ملم وتنفرد أفعى دخيل بلونها الضارب إلى الحمرة أو الغبرة مع بعض الخطوط المستعرضة البيضاء المصفرة التي يصل عددها إلى 40 من جهة الظهر، وقد تكون الخطوط عبارة عن بقع سوداء محمرة يميل لونها إلى الأبيض المزدان بالنقط المغبرة.