شبان جدة يزينون جلسات الكورنيش ببيع الشاي على الفحم

طريقة مميزة لقضاء وقت فراغهم وفتح الباب أمامهم للعمل الحر

إقبال كبير من المستهلكين على كورنيش جدة
TT

ابتكرت مجموعة من الشبان طريقة مميزة لقضاء وقت فراغهم من خلال تقديم وجبات ومشروبات سريعة كان من أبرزها «شاي على الفحم»، وسط إقبال كبير من المستهلكين، مؤكدين أنها طريقة مبتكرة ترجع لمسن من محافظة الطائف.

ويباع كأس الشاي بمبلغ ثلاثة ريالات، شريطة أن يكون قد جرى إعداده على الفحم بمدة ليست بالطويلة، كي يكتسب النكهة الخاصة، ويستغرق العمل على الكورنيش الجنوبي أكثر من 10 ساعات يوميا من هؤلاء الشبان، الذين يتطلعون يوما بعد يوم لأن تكون هناك مراكز متخصصة لتلك المشروبات وفق رعاية من جهة معينة. وطالب أصحاب هذه البسطات بإيجاد مواقع لهم على كورنيش جدة مقابل إيجار، مؤكدين استعدادهم للدفع والاستمرار في عملهم الناجح، كما يقولون.

وأكد محمد عمر، وهو شاب سعودي يعمل ببيع الشاي، أن هناك مجموعة كبيرة من الشبان السعوديين لديهم القدرة على الابتكار والإبداع، شريطة وجود رعاة يتبنون أفكارهم، لافتا إلى أن فكرة الشاي المعد على الجمر لا تكلف الكثير، وهي عادة قديمة عند العرب منذ قرون تكسب المشروب الطعم الرائع عوضا عن المعد على الغاز الذي يفقد الطعم، بحسب ما يصفون.

ويؤكد محمد عمر لـ«الشرق الأوسط» أن الشاي المعد على الفحم بات منتجا سياحيا خلال الأشهر الماضية، إذ اكتظت الكثير من شوارع جدة بهذا المنتج، نظرا لازدياد الطلب عليه، لافتا إلى أن تبني هذا المشروع سيفتح باب الرزق لكثير من الشبان الباحثين عن أعمال.

أبو ناصر ممن يبيعون الشاي على الحطب منذ سنوات في مناطق مختلفة بحكم تنقله، قال لـ«الشرق الأوسط»: «أعرف الشاي من لونه، وهي خبرة اكتسبتها من خلال عملي ببيع الشاي منذ صغري». ويلفت أبو ناصر الذي رفض الإفصاح عن الخلطة السرية التي يستخدمها في الشاي الذي يبيعه على المارة بكورنيش جدة، إلى أن السر يكمن في طريقة الإعداد، مبينا أنها لا تعتمد على إضافات معروفة كالحبق والنعناع، لكنها خلطات «نحتفظ بها كسر للمهنة».

وبين أبو ناصر أن أنواعا معينة من الحطب هي التي تضفي طعما مميزا للطبخ أو لإعداد الشاي، ومنها الجمر «القرض»، مضيفا أن هناك أنواعا من الحطب يجري الطهي بها، لكنها لا تفي بالغرض بشكل متكامل، لافتا إلى أن إعداد الشاي أو الطبخ على الأدوات الكهربائية الحديثة من شأنه الإسهام في ضياع النكهة والطعم.

وأضاف أبو ناصر أن الأدوات التي يقدم بها هذا المشروب ما لم تكن من النوع القديم أو الماركة المجربة، فهي ستساعد على تقديم مشروب باهت اللون والطعم، مؤكدا حرصه على شراء نوعيات متميزة كي يضمن تقديم أفضل ما لديه لجذب الزبائن، موضحا أن رائحة الشاي المعتق، بحسب وصفه، هي التي يعرفها ذواقو الشاي والمشروبات الساخنة أثناء مرورهم، ما يجبرهم على الشراء دوما.

ومن أبرز الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الشبان منع البلدية لهم من البيع وتغريمهم بحجة أنها مهنة تشوه المنظر السياحي، وسط مطالبات باعتماد تلك البسطات بشكل رسمي في الفترة المقبلة وفتح الباب لشبان للعمل الحر.

إلى ذلك، حذرت دراسة طبية من أن الإكثار من تناول الشاي المثلج للشعور بالانتعاش في الصيف يزيد من مخاطر الإصابة بحصوات الكلى بسبب ارتفاع نسبة مادة «الأوجزيليت»، إحدى المواد المهمة المساهمة في زيادة فرص تكون هذه الحصوات. وتشير البيانات إلى معاناة مجموعة من الشبان وكبار السن من حصوات الكلى التي تتسبب في كثير من اضطرابات الجهاز البولي، يأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه الأبحاث إلى أن بعض المرضى يكونون أكثر عرضة بفعل العامل الوراثي للإصابة بحصوات الكلى، لترتفع معدلات الإصابة بها لتضاعف معدلات استهلاكهم للشاي المثلج، كما يسهم نقص معدلات تناول السوائل في مضاعفة حدة المشكلة.

ويعد الشاي مفيدا إذا تناوله الإنسان باعتدال، ويؤدي إلى تنبيه الجملة العصبية وتقوية دقات القلب والإدرار البولي، نتيجة لتوسيع الأوعية الكلوية، وإزالة الشعور بالتعب ودفع العطش، وتعود تلك الفوائد لاحتوائه على مادة الكافيين.

وتقول بعض الأبحاث إن الشاي غني بالفلوريدات التي تحمي الأسنان من التسوس وتقويها. ويقول عالمان يابانيان إن التجارب دلت على أن مادة التانين، وهي العنصر الكيميائي الأساسي في الشاي، تبطل عمل مادة السترونيتوم 10؛ لأنها تتحد معها، وتمنع القناة الهضمية من امتصاصها.

ويعد الشاي مضادا للإسهال، ويستخدم كغسولات مطهرة للجلد والأغشية المخاطية بعد غليه مع الماء وإعادة تبريده.

لكن إذا تناوله الإنسان بإفراط فإنه يتحول إلى مادة مضرة بالصحة، فيؤدي إلى اضطراب القناة الهضمية، وحدوث الإمساك، والأرق، والرجفان، وخفقان القلب، وارتفاع الضغط الدموي، وسرعة عدد مرات التنفس، إضافة إلى ذلك يؤدي لنقص امتصاص الحديد على مستوى القناة الهضمية، ما يؤدي بدوره إلى فقر دم. وإذا تعود الإنسان على شرب الشاي المغلي لفترة طويلة من الزمن، فقد يؤدي ذلك إلى اضطراب في الخمائر الكبدية وارتفاع في شحوم الدم.