«التطهير العرقي» يفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم الوثائقي في أصيلة

وزير الإعلام المغربي: التظاهرة ولدت كبيرة وستبقى كذلك

الفائزون بالجوائز الخمس لمهرجان أوروبا– الشرق للفيلم الوثائقي بأصيلة (تصوير: عبد المالك العاقل)
TT

توج مهرجان أوروبا - الشرق للفيلم الوثائقي في مدينة أصيلة المغربية، الليلة قبل الماضية، فيلم «التطهير العرقي» لمخرجه الفرنسي جيوم دريفوس بالجائزة الكبرى للمهرجان، وذلك في ختام فعالياته التي جرت في مكتبة الأمير بندر بن سلطان، وامتدت أربعة أيام.

وعادت جائزة لجنة التحكيم لفيلم «في رحم سربينيسا» لمخرجه الإيطالي جيوسيبي كرييري. وفازت المخرجة اللبنانية سينتيا شقير بجائزة الإخراج عن فيلم «عندما يأتي الظلام»، بينما فازت المخرجة المغربية سناء اليونسي على جائزة السيناريو عن فيلم «40 عاما من العزلة»، فيما نال فيلم «الجزائر، دوكول والقنبلة»، لمخرجه الجزائري العربي بن شيحة، جائزة النقد.

يشار إلى أن عشرة أفلام وثائقية لعشرة مخرجين من دول مختلفة، تنافست على جوائز المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، وهي أفلام تعالج أغلبها صورة الشرق لدى أوروبا وصورة أوروبا لدى الشرق.

وفي غضون ذلك، ذكرت لجنة التحكيم، أن الفيلم الذي فاز بالجائزة الكبرى جرى الإجماع عليه من طرف كل أعضاء لجنة التحكيم نظرا لرؤيته الفنية ولبعد الفيلم الإنساني، ولكونه أزال الغطاء عن موضوع تفاجأ العالم به وكان لا يعرفه رغم وجوده في العالم الآخر، معدة أن الأمر يتعلق بموضوع حساس، مضيفة أن المخرج استطاع أن يوثق للفيلم من خلال طبيعة مكونات التوثيق المتاحة في الفيلم بطبيعة الموضوعات.

وقال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي سلم الجائزة الكبرى للمخرج دريفوس، إن المهرجان مبادرة تأتي لتعزز مسار الاستثناء المغربي كبلد يلتقي فيه الشرق والغرب، ويعزز قيم الانفتاح والتواصل والتعايش والعمل الجماعي والمشترك من أجل بناء غد التقدم والتطور.

وقال الخلفي، في تصريح خص به «الشرق الأوسط»، إن نجاح الدورة الأولى للمهرجان حدث مميز يضاف ويعزز مكانة المغرب في مجال الإشعاع السينمائي والثقافي خاصة من زاوية الفيلم الوثائقي الذي يجمع الثقافي والسينمائي والتاريخ والحاضر، مضيفا أن هذا النجاح هو رسالة تكشف القدرات الكامنة على المستوى الوطني في مختلف جهات المغرب، وتعالج قضايا الذاكرة وحفظ التاريخ في الانفتاح على القضايا الإنسانية المعاصرة.

وذكر أن المهرجان هو بداية في مسلسل النهوض بالثقافة السينمائية في المغرب وتعميم ثقافة مسؤولة تسعى إلى التمكن من أدوات الفعل السينمائي لبناء قيم المواطنة والمسؤولية والبحث، وقال: «إن المهرجان ولد كبيرا وسيبقى كبيرا».

ومن جهته، قال عبد الله أبو عوض، المنسق العام للجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية (المنظمة للمهرجان)، إن المهرجان يعد من المهرجانات السينمائية المتخصصة التي ستغني المشهد الثقافي والفني في المغرب، مبرزا أن تيمة المهرجان جاءت لإحياء دور المغرب الثقافي المتعدد والفني في مد جسور التواصل والتعايش الإنساني الذي كان يميز المغرب في مجموعة من الحضارات الإنسانية من بينها حضارة الأندلس.

وعزا أبو عوض اختيار تنظيم المهرجان في أصيلة لكونها مدينة ثقافية ذات هوية عالمية بامتياز، وعلامة إعلامية بالألوان الثقافية الدولية التي أضحت بفضل موسمها الثقافي الدولي منبرا إعلاميا لكل النشاطات والمشاريع الإبداعية في شتى بقاع العالم.

وتخلل حفل ختام المهرجان، تكريم الباحث في التاريخ والفاعل الجمعوي أسامة الزكاري، وكذا طاقم الفيلم الوثائقي «أمودو» الذي أنتج 130 حلقة، في شخص مخرجه حسن بوفوس ومقدمه الحسين فوزي.

كما توج المهرجان فيلمين وثائقيين أنتجهما مجموعة من الأطفال، عقب ثلاثة أيام من المشاركة في ورشة الطفل ضمن فعاليات المهرجان، التي كان يشرف عليها المخرج والمنتج المغربي عبد الغفار السالفي، حيث طرح فيهما مجموعة من التساؤلات للبحث عن أجوبة لها حول ما هو الفيلم الوثائقي، وكيف يكتب، وما هي المراحل التي يمر منها، وما هي العوامل التي تتحكم في إنتاجه؟ وعند معرفة كل ذلك اقترح الأطفال عدة قصص لتصويرها في يوم واحد، ووقع الاختيار وتصوير فيلمين وثائقيين هما «حارس الذاكرة» و«الحلم الملوم»، لا تتجاوز مدة كل منهما ثماني دقائق.