عواصف قوية تضرب إنجلترا وهولندا وفرنسا وتخلف سبعة قتلى ومفقودا

إلغاء 130 رحلة لمطار هيثرو.. و65 ألف منزل من غير كهرباء في فرنسا

شجرة تغلق إحدى الطرقات في برايتون جنوب بريطانيا (أ.ف.ب)
TT

لقي سبعة أشخاص حتفهم أمس في إنجلترا وهولندا وفرنسا جراء العواصف القوية التي ضربت جانبي بحر المانش وأدت إلى تعطيل الحياة في مناطق شاسعة من بريطانيا وأوروبا القارية. كما لا يزال صبي، (14 سنة)، في عداد المفقودين ويعتقد أن الرياح جرفته إلى البحر من ساحل شرق ساسكس.

ولقي شخص حتفه في بلدة واتفورد، حيث قالت الشرطة إن رجلا في الخمسينات من عمره توفي إثر سقوط شجرة على سيارته.

ولقيت فتاة، (17 سنة)، حتفها جراء سقوط شجرة على منزلها في بلدة هيفر بمقاطعة كنت الإنجليزية. كما لقيت سيدة في هولندا حتفها بعد سقوط شجرة عليها، بينما أصيب آخر جراء سقوط شجرة على سيارته.

ويقول المسؤولون إن شدة الرياح تعوق حركة الحياة في عدد من مناطق هولندا، وطالبت السلطات المواطنين بالبقاء في منازلهم وجرى إلغاء الكثير من الرحلات الجوية. وتوقع مكتب الأرصاد الهولندي أن تجتاح عواصف ورياح شديدة بعض مناطق هولندا. واعلنت السلطات الهولندية عن وفات سيدتين نتيجة العواصف. وقال مطار سخيبهول في أمستردام، وهو من أزحم مطارات أوروبا، إن العاصفة قد تتسبب في إلغاء أو تأخير بعض الرحلات، بينما قالت هيئة السكك الحديدية إن بعض القطارات قد تتأخر.

وفي بريطانيا، انقطع التيار الكهربائي عما لا يقل عن 22 ألف منزل بسبب قطع خطوط الكهرباء بعد سقوط الأشجار عليها، كما أغلقت الأشجار عددا من الشوارع. وشهدت بريطانيا اضطرابات واسعة في حركة المرور، حيث أعلن مطار هيثرو وحده إلغاء 130 رحلة. وجرى استئناف حركة العبارات بين مدينة كاليه شمال فرنسا ودوفر في بريطانيا.

وأطلقت وسائل الإعلام البريطانية على العاصفة اسم «سانت جود» القديس الراعي للقضايا الخاسرة الذي يجري الاحتفال به عادة في 28 أكتوبر (تشرين الأول)، وشبهت عاصفة أمس بعاصفة عام 1987 التي قتلت 18 شخصا في بريطانيا وحطمت نحو 15 مليون شجرة. وقالت هيئة الطرق السريعة في إنجلترا إن شدة الرياح اضطرتها إلى إغلاق بعض الطرق التي تربط بين ساوث ويلز وإنجلترا. كما تعطلت القطارات أيضا وقالت هيئة السكك الحديدية إنه من غير المرجح أن تشغل القطارات في بعض المناطق قبل الساعة 09.00 بتوقيت غرينيتش.

وعلق آلاف الأشخاص المتوجهين إلى عملهم في محطات القطار بسبب الرياح العاتية، وأغلق المترو الهوائي في العاصمة مؤقتا، بينما شهدت خطوط أخرى تأخيرا. وغمرت السيول كثيرا من الطرق في جنوب وغرب البلاد.

وقالت هيلين تشيفرز، المتحدثة باسم هيئة الأرصاد الجوية: «الشيء غير المعتاد في هذه العاصفة هو أن معظم عواصفنا تشتد فوق المحيط الأطلسي ولذلك تكون قد فقدت كل قوتها حين تصل إلينا. لكن هذه تشتد وهي تعبر المملكة المتحدة، ولهذا تحمل معها إمكانية إحداث فوضى كبيرة... وهذا لا يحدث كثيرا».

ورأس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأحد اجتماعا لوكالة البيئة ومكتب الأرصاد والإدارات الحكومية لبحث خطط الطوارئ.

وكلفت العاصفة عام 1987 شركات التأمين ملياري جنيه إسترليني وأودت بحياة 18 شخصا وأسقطت 15 مليون شجرة، وذلك بسبب سرعة الرياح الشديدة التي وصلت حتى 196 كيلومترا في الساعة.

وقامت شركات التأمين بإصدار تعليمات وتحذيرات، منها نقل الأثاث الخارجي داخل البيت، ونقل الممتلكات الثمينة في الطابق الأرضي إلى أماكن أعلى لتفادي الخسارات ونصحت الشركات أيضا بالتأكد من مجاري المياه في البيوت لتجنب تجمع الماء.

وفي فرنسا، انقطعت الكهرباء عن نحو 65 ألف منزل في غرب وشمال فرنسا، كما تعطلت حركة العبارات على الطريق الأكثر ازدحاما مع بريطانيا. ويسابق عمال قطاع الكهرباء الزمن لإعادة التيار للمنازل. ووصلت سرعة الرياح في أولى عواصف هذا الموسم إلى 139 كيلومترا في الساعة مع هطول غزير للأمطار في فرنسا.

وذكرت شركة الكهرباء في فرنسا أن نحو 65 ألف منزل حرمت من الكهرباء، في بروتاني (30 ألفا) والنورماندي (25 ألفا) وفي الشمال (10 آلاف) بسبب الأضرار التي ألحقتها العاصفة بالخطوط. وكانت شركة الكهرباء ذكرت في وقت سابق أن 75 ألف منزل حرمت من الكهرباء، عادة أن ذلك حد أقصى. وكانت الشركة جهزت فرقا منذ الأحد في المناطق التي تهددها العاصفة، وأرسلت تعزيزات من مناطق أخرى.