مسرح البحرين الوطني يحتفي بمنجزاته الثقافية في الذكرى الأولى لتأسيسه

مع «أسطورة» الأوبرا بلاسيدو دومينغو يرافقه الأوركسترا الفيلهارموني الألماني الدولي

دومينغو كان أول من غنى في المنامة عاصمة الثقافة العربية بعد افتتاح المسرح في عام 2012 («الشرق الأوسط»)
TT

بلعبة الضوء والماء التي يصنعها على سواحل المنامة، وبكونه حلقة وصل ما بين البحر والنجوم، يكمل مسرح البحرين الوطني عامه الأول، بعد أن أصبح رمزا لتلاقي الشعوب والحضارات التي يسعى المسرح لجمعها تحت سقف واحد، على خشبة واحدة. وفي سياق الفرح والجمال، تحتفي اليوم وزارة الثقافة بتأسيس هذا الصرح الثقافي عبر أجمل أوبراليات العالم، مع الفنان العالمي بلاسيدو دومينغو، وهو الذي كان أول من غنى في المنامة عاصمة الثقافة العربية بعد افتتاح المسرح في عام 2012م، حيث يعود الآن صاحب الصوت المعجزة إلى المنامة عاصمة للسياحة العربية 2013م، ليقدم روائعه الأوبرالية ضمن فعاليات فصل السياحة البيئية، آخر الفصول لهذا العام.

وأفصحت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في هذه الذكرى: «المسرح الجميل الذي أحدثته الثقافة بقلب عام كامل استعاد مرفأ الكون، بكل أحلامنا التي وقفت على خشبة واحدة، بالعالم الذي عشناه في مشاهد مرت وبقيت فينا». وأردفت: «هذا المكان بكل تفاصيل عمرانه وذاكرة أمسياته وأحداثه، كان لغتنا البحرينية للوصول إلى أجمل ما صنعته الشعوب. الرهان كان أن يصبح هذا المسرح معلما سياحيا وثقافيا، لكنه اليوم تمكّن من الذهاب إلى أبعد من توقعاتنا بما قدم وفعل. عاما كاملا كنا نختبر الجمال ونصنعه. عاما والبحرين تفعل الموسيقى، الرقص، الغناء، العروض الجميلة البصرية، المسرح والفن قبالة هويتها البحر، حيث الثقافة كانت فعلنا للاستمرار والتخاطب».

مسرح البحرين الوطني الذي أصبح له عام من الذاكرة والغناء والفنون الاستعراضية، بعد أن دشنه الملك حمد بن عيسى آل خليفة في المنامة عاصمة الثقافة العربية، في عام 2012م، يعيش جمال منجزه برفقة أسطورة الأوبرا بلاسيدو دومينغو، الذي ينتقل على خشبته من غناء التينور إلى الباريتون، حيث تتسع الأوبراليات لطبقات صوتية بعيدة لا تتكرر، بكامل غرابتها ودقتها، وهي تختزل في السنوية الأولى للمسرح حنجرة هذا الإنسان وأسطورته المذهلة.

وهكذا يشد بلاسيدو الجمهور بمعجزة صوته ودرامية الموسيقى داخل قلبه، ويرتدي لمرة أخرى موسيقاه ومعزوفاته كي يتعرف إليه العالم من موقع مسرح البحرين الوطني، الذي انطلق منه قبل عام، وترافقه هذه المرة أوركسترا راينلاند بفالز الفيلهارموني الألماني الدولي، بقيادة المايسترو إيجين كون.

تجدر الإشارة إلى أن الأوبرالي دومينغو يُعد أحد أعظم فناني الأوبرا في العصر الحديث، وقد صنع بمخيلته وبراعته الفريدة وأدائه المتقن الكثير من الأعمال الموسيقية والسيمفونيات التي وصلت للعالمية. كما غنى مجموعة من الأعمال الأوبرالية العالمية من أهمها: أوتيللو، سيغموند، ريجوليتو وسيمون بوكانيغرا.

كذلك فإن دومينغو شغل الكثير من المناصب المختلفة، منها المدير العام لأوبرا لوس أنجليس، والمدير العام لأوبرا واشنطن الوطنية، كما أنه عضو أساسي في عمادة الأوبرا. وقد شارك في تقديم أكبر عدد من الأمسيات في تاريخ الأوبرا يصل عددها إلى 140 أمسية. وقد حصد دومينغو كثيرا من الجوائز، من بينها 12 جائزة ألمانية.