مزاد المصب الأول في دبي يحقق مليوني درهم إماراتي

قطع نادرة ولوحات استشراقية ومعاصرة تنقل الزائر في رحلة عبر ثلاثة قرون ماضية

TT

على مدى يومين، انعقدت مزادات المصب، الأولى من نوعها في دبي، في 1 و2 نوفمبر (تشرين الثاني) في فندق مينا السلام بدبي، حيث تم بيع ثلثي القطع والتحف الفنية من بين الـ360 قطعة التي عرضت، وبلغ مجموع المبيعات نحو مليوني درهم إمارتي. توزعت المبيعات على أهم المقتنيات: جرى بيع الكتاب المقدس، المكتوب باللغة الأرمينية، ويعود تاريخ كتابته بخط اليد إلى 1613م، بسعر 230 ألف درهم، وسجادة «التسع تنين»، أواخر القرن السابع عشر، محاكة بالفضة والحرير، وتعود إلى المنطقة المحرمة في الإمبراطورية الصينية بسعر 170 ألف درهم، وقطعة أثاث صينية مصنوعة من مادة اللكر تعود إلى 1780م بسعر 28 ألف درهم، وسبحة كهرب بسعر 18 ألف درهم، ودرع حربي، أواخر القرن السابع عشر بسعر 16 ألف درهم. كما تم بيع لوحة غرافيك لضياء العزاوي لمعلقة امرئ القيس بسعر 13 ألف درهم، وعملة عباسية، الدينار، 614هـ، تعود لحقبة الخليفة الناصر لدين الله، بسعر 10 آلاف درهم، وحزام عثماني، أواخر القرن التاسع عشر، بسعر ستة آلاف درهم، كما جرى بيع عدد من قطع السيراميك والفضة العراقية والفارسية والروسية، وكذلك عدد من المجوهرات والعملات الفلسطينية والإماراتية والكتب واللوحات الاستشراقية والتماثيل البرونزية وغيرها بأسعار مختلفة.

وقد تضمن المزاد السادس في الإمارات والأول في دبي الذي يرجع للعصر الفيكتوري، والعثماني، وأوائل القرن العشرين، مجموعة رائعة من المفروشات والسجاد الإيراني، بالإضافة إلى كثير من التحف الفضية العريقة المختارة بحرص من جميع أنحاء العالم. المجموعة المعروضة واسعة ومتنوعة تشمل تحفا من الزجاج البوهيمي من القرن التاسع عشر، وتماثيل وتحفا برونزية من القرن التاسع عشر والعشرين. يبلغ عدد الأعمال الفنية والتحف واللوحات نحو 325 قطعة تشمل الفضة العراقية والعثمانية والفارسية والروسية القيصرية وقطعا من الزجاج البوهيمي من القرن التاسع عشر، والبورسلين من القرن التاسع عشر، ولوحات استشراقية من أواخر القرن التاسع عشر ولوحات معاصرة.

ومن أبرز الأعمال الموجودة في مجموعة مزاد المصب لوحة المعلقات (امرئ القيس)، رسمت اللوحة عام 1978م حيث قام الفنان العزاوي بتحويل شعر قصيدة امرئ القيس إلى لوحة فنية رائعة، وتفاصيلها محددة باللون الأحمر، تمكن الناظر إليها من رؤية القصيدة المكتوبة ببعد مختلف. والجدير بالذكر أن أعمال ضياء العزاوي عرضت على نطاق واسع في كثير من دول الشرق الأوسط، وفي الولايات المتحدة الأميركية، وشمال أفريقيا وأوروبا، والهند، والبرازيل، وبالإضافة إلى معرضه في معهد العالم العربي في باريس عام 2002. وقد حصل العزاوي على كثير من الجوائز.

كما ضم المزاد لوحة لجبر علوان، وهي لوحة كانفاس زيتية. وأعماله معروضة بشكل دائم في متاحف الفن الحديث في المدن التالية: بغداد، دمشق، قطر والكويت. كما توجد أعمال جبر في بيت الأوبرا الثقافي في مصر، وفي متحف كولبيكين في لشبونة. يعرض جزءا من مجموعته الخاصة في عدة مدن أوروبية، روسيا، اليابان والتشيلي.

وكذلك عرض في المزاد السجاد الإيراني الفاخر العتيق منه والحديث. كما تتضمن المجموعة صفحات قديمة من القرآن الكريم، ومخطوط أنجيل قديم.

وتوجد في المزاد نسخة نادرة من الكتاب المقدس، ترجع للقرن الـ17 ومكتوبة بالكامل باللغة الأرمينية. وهي نسخة مليئة بالتفاصيل الرائعة، استخدم في كتابتها الحبر والألوان الطبيعية. والنسخة بحالة ممتازة ومؤرخة بتاريخ (1613م).

وفي تعليق لمدير مزادات «المصب» على البياتي لـ«الشرق الأوسط» حول السعر العالي لهذا الإنجيل، الذي بلغ ثمنه في المزاد 230 ألف درهم، قال: «يعود السعر العالي لهذا الإنجيل كونه مخطوطا يدويا، ويحتوي على رسومات بألوان نباتية، وهو يعود إلى بداية القرن السابع عشر، مكتوب بخط اليد، باللغة الأرمينية القديمة على رق الغزال والورق».

وعن توقعات المبيعات، يضيف البياتي: «لا يمكن أن نتوقع ما يمكن بيعه أو عدم بيعه في مزادانا الحالي، ولكن تجربتنا في الإمارات تبقى ناجحة، لأنها المزاد السادس، ولكنه الأول في دبي، الزاخرة بإمكانيات هائلة. لكنني يمكن أن أقول إن الحظ هو من يتحكم في مسألة المبيعات، وهذا يعتمد على مدى انتشار سمعة مزادنا من ناحية، ومدى إقبال الجمهور على اقتناء هذه التحف والقطع الفنية من ناحية أخرى. لكن دبي تبشر بالخير على الدوام، ونحن على ثقة أن سير المزاد سيكون ناجحا، لأننا حرصنا على أن تكون المعروضات الفنية متاحة للجميع، وأسعار القطع الفنية تبدأ من 500 درهم وتصل إلى 400 ألف درهم.

ويقول الخبير محمد البغدادي الذي يعمل مع مزادات «المصب» منذ سنوات طويلة لـ«الشرق الأوسط»: «إن مزاداتنا التي تُقام لأول مرة في دبي ستكون مغامرة ناجحة لأننا نثق بأن دبي إمارة مفتوحة على العالم، ونحن نستقطب نحو 200 جنسية تقيم هنا، إضافة إلى كونها أصبحت مركزا رئيسا للفنون وفيها تُقام مزادات عالمية شهيرة. وأعتقد أننا نقدم معروضات متميزة لكونها نابعة من تراث الشرق الأوسط المتعدد الثقافات الزاخر بالتحف النادرة».

كما يضم المزاد سماور روسي نادرا وكبير الحجم، يتألف من سماور صينية وسخان. صُنعت هذه التحفة النادرة في عهد القيصر على يد صائغ الفضة المشهور بافال أوفتشينيكوف. مقابض السماور مصنوعة من العاج، ومختومة بختم الصائغ الفنان، بالإضافة إلى كفالة إمبراطورية من موسكو بتاريخ 1875م، إضافة إلى صينية من الفضة من مجموعة إيفان اخيليبنيكوف، مختومة بختم سريالي من الفنان، بالإضافة إلى كفالة إمبراطورية من موسكو بتاريخ 1877م. والفنان هو من أهم وأشهر صانعي الفضة في عصر الإمبراطورية الروسية القيصرية، صُنعت الصينية بطلب خاص من عائلة روسية أرستقراطية.

ويعرض المزاد تحفة نادرة ومميزة من الفضة الهندية التي كانت تستعمل بالشعائر الاحتفالية الهندية بالقرن الـ18، قطعة مشغولة بتفاصيل مميزة وكتابات مذهبة باللغة العربية تشير لحاكم عمان السلطان أحمد بن سعيد (1792 - 1804).

التحفة مؤرخة بتاريخ 1214هـ (1799م).

لوحة كرتون مرسومة بالزيت، للرسام جاميني روي (1887 - 1972). عرضت لوحاته أول مرة بالمدرسة الفنون في كالكوتا عام 1929، قبل أن يقيم معارض منفردة لاحقا في معارض مشهورة بلندن عام 1946 ونيويورك عام 1953. كُرم عام 1955 بحصوله على جائزة بادوما بوشا. وتوفي عام 1972 وكان عمره 85 عاما. وتعدّ أعماله من أكثر الأعمال الفنية طلبا من قبل المتاحف العالمية وجامعي التحف. تجسد معروضات المزاد الحالي روح الشرق الأوسط بكل ما فيه من فنون أصيلة، وأعمال تنتمي إلى عهود قديمة، وتحف مصنوعة من العنبر ومجوهرات مميزة.