الأمير سلطان بن سلمان: صناعة السياحة جزء أساسي من نجاح أي اقتصاد في العالم

ترأس وفد السعودية في أعمال الدورة الخامسة لوزراء السياحة في مجموعة العشرين بلندن

الأمير سلطان بن سلمان خلال مشاركته في اجتماعات وزراء سياحة مجموعة العشرين
TT

ترأس الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وفد المملكة العربية السعودية المشارك في أعمال الدورة الخامسة لوزراء السياحة في مجموعة العشرين، والتي عقدت في لندن أمس. وشارك في اجتماعات هذه الدورة بالإضافة إلى وزراء السياحة في دول مجموعة العشرين عدد من المنظمات الدولية المتخصصة، من بينها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان، في حديثه أمس أمام مجموعة وزراء سياحة قمة العشرين في برج لندن بوسط العاصمة البريطانية «حرص السعودية على تعزيز التعاون بين دول مجموعة الـ20»، مشيرا إلى أن صناعة السياحة العالمية باتت جزءا من أساسيات نجاح أي اقتصاد في العالم. وقال «نحن سعداء بالحديث عن جهود دول مجموعة العشرين في تسهيل استخراج إجراءات (الفيزا)، على اعتبار أن السعوديين من أكثر دول المجموعة تصديرا للسياحة إلى الخارج قياسا بعدد السكان».

وعلى صعيد آخر، تحدث الأمير سلطان بن سلمان عن جهود السعودية في مجال تطوير السياحة الداخلية، خصوصا أنها تتمتع بمقومات الاستقرار والأمن، واحتضانها للأماكن المقدسة في مكة والمدينة، بالإضافة إلى عوامل أخرى تتمثل في بعض المواقع التاريخية والأثرية المميزة على خريطة اليونسكو، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا دائما بين الوزراء المعنيين في الحكومة. وأكد أن السائح الأول الذي تستهدفه السعودية هو السائح السعودي نفسه. وتطرق إلى عدد من الحقائق، وتلا عددا من الإحصائيات، منها أن السعودية تستقبل عشرة ملايين للعمرة والحج سنويا، كما أن السعوديين استخرجوا ملايين من تأشيرات سياحة خارجية العام الماضي. وأكد في ختام كلمته أمس أن العمل الجماعي في مجال تطوير السياحة العالمية سيؤتي ثماره على اقتصادات المجموعة، وسيسهم في زيادة حجم الوظائف وإتاحة الفرصة للعاطلين عن العمل.

وتناولت اجتماعات قمة وزراء السياحة بالعالم عددا من الموضوعات، أبرزها الأثر الاقتصادي للتنمية السياحية في دول العالم، ودور السياحة في توفير فرص العمل، وغيرهما من الموضوعات.

وتبدأ اليوم فعاليات انعقاد قمة وزراء السياحة بالعالم، والتي تقام على هامش فعاليات بورصة لندن السياحية في إكسل بشرق لندن، وهي القمة التي تعقد سنويا، وبدأت قبل ست سنوات بالتعاون بين منظمة السياحة العالمية وإدارة بورصة لندن. ويشارك في القمة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، مع 88 وزيرا للسياحة في العالم، ورئيس منظمة السياحة العالمية، ورئيس المجلس العالمي للسياحة والسفر، وقيادات الطيران والسياحة في العالم. وستعقد القمة تحت عنوان «فتح الحدود والسماوات وكسر الحواجز أمام حركة السفر»، وسيكون من أبرز المشاركين والمتحدثين فيها الدكتور طالب الرفاعي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، وديفيد سكوزويل الرئيس التنفيذي للمجلس العالمي للسياحة والسفر.

وتحدث طالب الرفاعي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، في ندوة خاصة عن هموم السياحة العالمية، شارك فيها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أمس، عن «أهمية تسهيل إجراءات السفر وتأشيرات الدخول من أجل تطوير الاقتصاد في بلادنا وإيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل». وركز الرفاعي على مجال تسهيل إجراءات استخراج التأشيرات، وتأثير ذلك على زيادة الطلب وتوفير فرص عمل إضافية، وكذلك السياسات والإجراءات الضرورية في الوقت الراهن لتطوير حركة النقل الجوي، للمساعدة في توفير عالم أكثر اتصالا ببعضه بعضا.

وقال الرفاعي «مع اتخاذ خطوات مهمة في السنوات القليلة الماضية لتسهيل حركة السفر بين الدول، فإن ملايين البشر ما زالوا يواجهون قيودا وحواجز غير ضرورية مثل إجراءات التأشيرات المعقدة والباهظة الثمن بشكل مبالغ فيه. وهذه التعقيدات لا تعتبر قيودا فقط على حركة السياحة والسفر، ولكن أيضا على النمو الاقتصادي، وبخاصة في الوقت الذي نحتاج فيه كثيرا إلى تحقيق هذا النمو».

وأهم الموضوعات المدرجة على جدول مناقشات وزراء سياحة قمة العشرين العوائق الحالية التي تعترض حركة النمو المستمر لصناعة السياحة والسفر، وقصص النجاح التي تم تسجيلها وتحقيقها في مجال الساحة العالمية. وأبرز القضايا المعروضة على جدول أعمال قمة وزراء السياحة في لندن تقليل حواجز وقيود التأشيرات، وتسهيل إجراءات الدخول والانتقال بين الدول، ووضع سياسات لتحسين التواصل عبر الحدود، وذلك استنادا إلى الإعلان التاريخي الصادر عن قمة مجموعة العشرين، الذي تضمن تعهدا بالعمل من أجل «تشجيع مبادرات تسهيل السفر لدعم محاولات توفير فرص العمل وخفض الفقر والنمو العالمي». وتكتسب السوق العالمية للسياحة والسفر في لندن هذا العام أهمية كبرى، نظرا لأن انعقادها يأتي في وقت تستعد فيه صناعة السياحة العالمية إلى تحقيق إنجاز تاريخي بتسجيل رقم يفوق المليار سائح على مستوى العالم قبل نهاية العام الحالي.

وتقول الأرقام الرسمية للسوق العالمية للسفر إن أهمية هذه السوق تأتي من أنها تعد فرصة جيدة لإبرام التعاقدات والصفقات التجارية في مجال السفر والسياحة، خاصة بعد أن كانت محصلة سوق العام الماضي 2011 أكثر من مليار ونصف المليار جنيه إسترليني من التعاقدات.