دراسة تكشف الاختلافات في الثراء والتعليم والمزاج في أميركا

تريد العيش في الولايات المتحدة ولا تعلم أي ولاية تناسبك؟

أفضل الولايات التي تناسب نمط تفكيرك ومزاجك
TT

سواء كنت من المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية أو من الراغبين في ذلك، وتنتابك حيرة عن أفضل الولايات التي تناسب نمط تفكيرك ومزاجك العام، نقدم لك اختبارا بسيطا سيحدد لك أنسب الولايات. بعد صدور كتب وأبحاث كثيرة عن الشخصية الأميركية، وأمزجتها، وتقلبها، صدر بحث عن شخصية كل ولاية أميركية. وجاء فيه أن ولاية ويست فرجينيا هي «الأكثر عصبية»، وولاية يوتا هي «الأكثر توافقا»، وولاية وسكونسن هي «الأكثر انفتاحا».

وبالنسبة لبلد فيه كلمة «متحدة»، تبدو الولايات الأميركية مختلفة كثيرا. طبعا، مثل أي بلد آخر، توجد الاختلافات في السياسة، والثراء، والمنتوجات، والدين، واللكنة، والعرق، والتعليم. لكن، أيضا، توجد اختلافات في المزاج والطباع: الحادة المزاج، والمتساهلة، والمتطرفة، والمعتدلة، والتقليدية، والمتحمسة، والشاذة، إلخ...

وربما يبدو معقولا أن يجري بحث رئيسي عن هذا الموضوع شخص غير أميركي، أو بعيد عنها، حتى لا يتهم بالانحياز نحو ولايته. وهكذا، ظهر جاسون رنتفلوا، أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة أكسفورد في بريطانيا. ليس بريطانيا، لكنه أميركي ظل يعيش في بريطانيا سنوات كثيرة. وحسب وصف مجلة «تايم» الأميركية له، يمكن اعتباره محايدا في تقييم شخصيات الولايات الأميركية.

ركز التقييم على التناقضات. إذا كانت ولاية ويسكونسن هي الأكثر انفتاحا، فإن ولاية فيرمونت هي الأكثر انغلاقا. ليس فكريا، لأن الولايتين على رأس قائمة الولايات الليبرالية. ولكن اجتماعيا لأن جليد ولاية فيرمونت، وموقعها الجغرافي، في ركن بعيد عن بقية الولايات، جعل سكانها أكثر انفرادية، واهتماما بشؤونهم أكثر من غيرهم.

وإذا كانت ولاية يوتا هي الأكثر توافقا، ربما بسبب تأثير الكنيسة المرمونية التي تركز على السلوك الصحي ربما مثل تركيزها على السلوك الأخلاقي، حصلت العاصمة واشنطن على قصب السبق في أنها أكثر الولايات تنافسا. يمكن أن يظهر التنافس في السياسة في عاصمة البلاد، وعاصمة العالم. ويمكن أن يظهر التنافس في الشوارع المكتظة بالسيارات، خاصة وقت ذهاب وعودة ربما نصف مليون شخص بين منازلهم وأماكن عملهم في منطقة واشنطن.

وجاءت ولاية نورث كارولينا في مقدمة الحرص على المواعيد والالتزام، بينما جاءت ولاية مين في المؤخرة. ومرة أخرى، ليس لهذا صلة بالفكر السياسي، لأن مين على رأس الولايات الليبرالية، بينما نورث كارولينا في قائمة الولايات المحافظة. ولكن، سكان الأولى أكثر فردية، وفخرا بأنفسهم، وكأنهم لا يحتاجون لغيرهم. ومثل ولاية فيرمونت، ولاية مين في ركن بعيد، ويؤثر الشتاء القارس على مزاجها. وفي ولاية نورث كارولينا توجد صلة بالمزاج المحافظ والمنضبط، في نفس الوقت. في السلوك وفي المواعيد، وربما لوجود جامعات كثيرة فيها صلة بهذا.

لماذا ولاية ويست فرجينيا الأولى في العصبية؟ تندرت مجلة «تايم»، وقالت: «ربما للطلاق عام 1863 مع ولاية فرجينيا». لكن، يبدو أن للموضوع صلة باقتصاد الولاية لأنها من الأفقر. وحتى مصدر دخلها الرئيسي، الفحم الحجري، يسبب سرطان الرئة لآلاف من العاملين في مناجمها.

وإذا كانت ولاية ويسكونسن ليبرالية سياسيا، ومنفتحة اجتماعيا (أكثر الذين يرحبون بالغريب)، جاءت ولاية نورث داكوتا في مقدمة الولايات التي تكاد تنغلق على نفسها. ربما شخصيتها انطوائية. وربما لأنها بعيدة، هناك في أقصى الشمال. رغم أنها جارة ولايات مثل واشنطن وأوريغون، من أكثر الولايات ذات الشخصية الانفتاحية والترفيهية، ربما لأنهما تطلان على المحيط الهادي.

نشرت هذا البحث دورية «بيرسوناليتي اند سوشيال سيكولوجي» (الشخصية وعلم النفس الاجتماعي). واستغرق البحث 13 سنة، وشمل مليون ونصف مليون شخص. في الولايات طبعا. واشتكى الباحث بأن سكان ولايتي ألاسكا وهاواي لم يردا على أسئلته بنسبة كبيرة. وتندرت مجلة «تايم» بأن هذا يدل على شخصيتين منعزلتين، وهما، حقيقة، بعيدتان جغرافيا عن بقية الولايات: واحدة إلى الغرب من كندا، والثانية في منتصف المحيط الهادي.

واستعمل البحث كلمات رئيسية تشكل الشخصية:

أولا: الانفتاح (عكسه الانغلاق. ويشمل الفضول والتفاؤل).

ثانيا: الضمير (والقصد منه الانضباط الذاتي، والثقة بالنفس).

ثالثا: التوافق (عكسه التنافر. ويشمل حب الناس والتعاون معهم).

رابعا: العصبية (عكسها هدوء البال. وتشمل التوتر والقلق).

مثل أن يقول شخص: «أنا عصبي»، «أنا بطئ التفكير»، «أنا خيالي»، «أنا كثير الكلام»، «أنا مناكف»، إلخ، وهكذا الولايات الأميركية.