محمد مكية.. قرن من العمارة والحياة

لفيف من مثقفي العراق يدعون إلى الاحتفال بمئويته

محمد مكية مع تخطيط له
TT

أصدر لفيف من المعماريين والمثقفين العراقيين من بينهم المعماريان الرائدان رفعة الجادرجي، الحائز على جائزة «الآغا خان»، والدكتور قحطان المدفعي، بالإضافة إلى أسماء ثقافية عراقية لامعة ومعروفة في المشهد الثقافي المحلي والإقليمي والعالمي، بيانا يدعون فيه منظمات المجتمع المدني العراقية والمؤسسات العامة ذات العلاقة إلى الاحتفاء بمئوية محمد مكية، المعماري العراقي المعروف، الذي سيبلغ من العمر مائة عام في العام المقبل (ولد عام 1914). وأشار البيان إلى أن «الاحتفاء بقرن من العمارة وقرن من الثقافة والحضارة والمدنية، قرن من عطاء ثري يستحق معه العمر الإنساني الحيوي الوقوف أمامه بمشاعر الغبطة والسعادة مرة، ومرة أخرى شعور بالعرفان لما أحرزه محمد مكية من مآثر إبداعية أهلته بجدارة لأن يشغل المكان المرموق في المشهد المعماري المحلي والإقليمي والدولي». وذكر البيان أن محمد مكية، على امتداد نشاطه الإبداعي الحافل، قد «أغنى البيئة المحلية والإقليمية بشواهد مبنية، تعد الآن صروحا معمارية، و(أيقونات) بصرية لتلك المدن التي تقع فيها تلك الشواهد. ومثلما أثرى بيئتنا المبنية، فإنه أضاف، أيضا، الشيء الكثير للمنجز المهني والأكاديمي (وخصوصا الأكاديمي، الذي به ارتبط اسم مكية، لكونه مؤسس وعميد أول مدرسة معمارية بالعراق)، كما للمنجز الثقافي العراقي المتنوع. من هنا، تعد عمارة مكية، الآن، ملكا للناس وللثقافة التي أنتجتها، وللمجتمع الذي صممت له تلك العمارة، مما يجعل من الاحتفاء به، وبعمارته، أمرا تسوغه أهلية وقيمة ذلك المنجز الإبداعي الذي حققه المعماري».

ورأى الموقعون على البيان من المعماريين والمثقفين العراقيين، أن «الاحتفاء بهذا الحدث هو احتفاء بثقافة وفن وحضارة بلدنا من خلال واحد من أبرز من صنعوا هذه الحداثة، من خلال رجل كرس نشاطه التصميمي ليكون عمران حواضرنا وعمارتها أرفع جمالا، وأشد ألفة وانتماء، وأكثر إنسانية. كما أن الاحتفاء بهذا الحدث النادر لهو تكريم، أيضا، للعمارة العراقية، التي اجتهدت دوما لأن تكون إحدى تنويعات الإبداع الثقافي العراقي الفاخر. ونأمل أن هذا الاحتفاء، الذي نبادر نحن إلى إقامته وتنظيمه، بالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات العامة ذات العلاقة، سيجد، كما نطمح، من الجميع التعاضد والعون في إنجاحه وتكريس قيمه في المجتمع».

وفي الختام، يؤكد البيان أن «مع ما يشهده الوطن من موجات عاتية، وغير مسبوقة في وحشيتها، تتبناها قوى الإرهاب والظلام، فإن إظهار احتفالنا بمئوية محمد مكية لهو فعل نتوق له لتكريس قيم الحياة والمدنية والتأكيد على الثقافة الإنسانية في مواجهة الفكر الإرهابي الظلامي، الذي يريد الارتداد بمجتمعاتنا عما تحقق من جهود تحديثية، والتوقف عن مواكبة روح العصر، حيث كان معمارينا الكبير محمد مكية مسهما فيها وصانعا للعمارة فكرا وتكوينا».