«الحياة» تحتفل بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإعادة تأسيسها

بعد مشوار صحافي حافل

كامل مروّة و جميل كامل مروّة و غسان شربل
TT

تحتفل الزميلة «الحياة» اليوم بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإعادة تأسيسها في العاصمة البريطانية لندن عام 1988. وتقيم في هذه المناسبة حفلا بالعاصمة البريطانية.

يعود تاريخ تأسيس «الحياة» على يد الصحافي اللبناني الراحل كامل مروّة إلى عام 1946، ولقد صدر العدد الأول منها يوم 28 يناير (كانون الثاني) مطلع ذلك العام في العاصمة اللبنانية بيروت. ومنذ عهدها الأول، اعتبرت «الحياة» من الصحف السبّاقة إلى التجديد شكلا ومضمونا وتجربة مهنية صحافية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1988، أعاد جميل كامل مروّة، أكبر أنجال المؤسس، تأسيس الصحيفة في لندن، وانطلقت في عهدها الحديث آخذة بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال، وكرّست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. وتميّزت تحريريا بالتزام خط عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان. وحاليا يقوم مبنى الصحيفة في شارع كينزينغتون هاي ستريت قرب مبنى أولمبيا الضخم المخصص للمعارض والاحتفالات. وفي هذا المبنى تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة واسعة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة. وفي مطلع 2005، شهدت «الحياة» ولادة طبعتها السعودية التي تصدر يوميا في ثلاث نسخ تضيء على مسائل وقضايا تُعنى بالشؤون المحلية، إضافة إلى المحتوى العربي والدولي. ومنذ أكتوبر 2002، أطلقت «الحياة» موقعها على شبكة الإنترنت، وعملت على تجديد حلته ووظيفته في خدمة القراء المنتشرين حول العالم. ثم في مايو (أيار) 2012، ولدت الوحدة الرقمية التي تنقل مضمون «الحياة» من الورق إلى منصّات رقمية متنوعة، منها الموقع الإلكتروني والوسائط المحمولة، الـ«آيباد» والـ«موبايل». وتأخذ الوحدة الرقمية على عاتقها نشر محتوى «الحياة» في المنصات الرقمية، ومواكبة المستجدات حين حصولها، وإذاعة المحتوى عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تمهيدا لتحقيق الهدف من انتشار المحتوى، ألا وهو التفاعل مع القراء في شكل مجد وبناء.

يترأس تحرير الصحيفة اليوم الصحافي والكاتب غسان شربل، ويتولى الصحافي والكاتب السعودي جميل الذيابي منصب رئيس التحرير المساعد في المملكة العربية السعودية، وإبراهيم بادي رئاسة تحرير الطبعة الإلكترونية. كذلك يكتب للصحيفة كوكبة من كبار الكتاب والساسة والمحللين السياسيين العرب والأجانب، وهي تطبع في تسع مدن هي لندن ونيويورك والقاهرة وبيروت والرياض وجدة والدمام وفرانكفورت ودبي، ولديها مكاتب في عدد من كبريات العواصم والمدن العالمية بينها واشنطن وباريس وموسكو. وتجدر الإشارة إلى أنه تصدر مع «الحياة» عن «دار الحياة» مجلة «لها».

* كامل مروّة.. المؤسس والعهد الأول

* ولد في بلدة الزرارية بجنوب لبنان عام 1917، لعائلة شيعية عربية يمنية الأصل، وكان أبوه جميل مروّة من أوائل الشباب المهاجرين إلى المكسيك حيث عاش 15 سنة، ثم عاد إلى الوطن عام 1914 واستقر في مدينة صور، ولاحقا في مدينة صيدا حيث عمل في التجارة وكان ابنه كامل يومذاك في عامه الأول. وتوفي عام 1925.

درس كامل المرحلة الابتدائية في مدرسة المقاصد الخيرية الإسلامية بصيدا، ثم أنهى دراسته الثانوية في مدرسة الفنون الإنجيلية (الأميركان) في صيدا أيضا. ودخل أولى تجاربه الصحافية في عامه الدراسي الأخير بالمدرسة عام 1932 عبر مجلة «ثمرة الفنون»، وكان بين مشاركيه في تحريرها يومذاك الصحافي اللامع رشدي المعلوف رئيس تحرير «الجريدة» و«الصفاء» ووالد الأديب الكبير أمين المعلوف.

وبعد سنة أمضاها في التدريس، التحق بصحيفة «النداء» عام 1934، فـ«النهار» بين 1937 و1941. ثم راسل عددا من المطبوعات قبل أن يؤسس إبان الحرب العالمية الثانية مجلة «الحرب المصورة» مع فؤاد حبيش، لكنه سرعان ما فر من لبنان عام 1941 مع عدد من الشخصيات الوطنية المناوئة للسلطات الفرنسية والبريطانية، وظل خارج لبنان - في تركيا ثم بلغاريا - حتى نهاية الحرب عام 1945.

بعد العودة اعتقلت السلطات الفرنسية كامل مروّة لفترة قصيرة، وبعد إطلاقه، أسس في مطلع 1948 «الحياة» واختار لها شعارا بيت أمير الشعراء أحمد شوقي «إن الحياة عقيدة وجهاد». وكان مكتبه الأول في غرفة أعطاها له جبران تويني مؤسس «النهار»، ووالد غسان تويني، في مبنى «النهار» بسوق الطويلة في وسط بيروت. وعام 1951 انتقلت «الحياة» إلى مبناها الخاص بشارع الغلغول، في وسط بيروت، الذي عرف لاحقا بشارع الحياة.

توسّعت الصحيفة خلال العقدين التاليين وتحولت إلى صوت مؤثّر في السياسة اللبنانية والعربية، وتوجّت هذه المرحلة بتأسيس كامل مروّة صحيفة «الديلي ستار» باللغة الإنجليزية عام 1952 و«الحياة الرياضية» المتخصصة في الرياضة.

ومساء يوم الاثنين 16 مايو (أيار) 1966 اغتيل كامل مروّة داخل مكتبه في مبنى الصحافة بعد فراغه للتو من مراجعته مواد الصحيفة. وترك مروّة إلى جانب مقالاته ومذكراته الصحافية كتبا أولها «نحن في أفريقيا» عام 1937.