فيلم باكستاني ضد الإرهابيين يثير جدلاً في العاصمة إسلام آباد

يعكس أحداثا حقيقية لعمليات مطاردة في الشريط القبلي

أشا خان تشارك في الفيلم في دور محللة معلومات في الاستخبارات الباكستانية
TT

عندما يقتل بطل الفيلم رائد الجيش أحد الإرهابيين بدم بارد أثناء الاستجواب من مسافة قريبة، تضج صالة السينما بالتصفيق الحاد. لا يدرك مشاهدو الفيلم في ساين غولد «CineGold» (أفخم دور السينما في منطقة إسلام آباد الراقية)، ولو للحظة، أن البطل في فيلم الحركة والإثارة الباكستاني «وار» هو ضابط «مستعد لإطلاق النار»، بل يستمتع الجمهور برؤيته وهو يقتل إرهابيا تلو الآخر خلال أحداث الفيلم المليء بالإثارة على مدار ساعتين ونصف الساعة، الذي أنتج في باكستان.

يسرد فيلم «وار» (أو «الهجوم» حسبما تعنيه الكلمة في اللغة الأوردية) قصص عمليات قوات الأمن الباكستانية ضد الإرهابيين والمقاتلين في السنوات الـ10 الأخيرة من «الحرب على الإرهاب». وقد أدلى أحد منتجي الفيلم بتصريح لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «يعكس الفيلم على الرغم من إثارته للجدل, أحداثا حقيقية، ويحاول جمع وسرد العمليات التي نفذتها قوات الأمن الباكستانية في أجزاء مختلفة من البلاد».

يبدأ الفيلم، على سبيل المثال، بتقديم صورة تعكس الأحداث التي يرتكز إليها الغرض الرئيس للعملية الأمنية التي نفذتها قوات الأمن الباكستانية في شمال البلاد لتأمين عملية تحرير مهندس صيني من قبضة مقاتلين قبليين.

حقق الفيلم الباكستاني «وار» نجاحا منقطع النظير حتى الآن، فسجل الفيلم بحسب أحد إعلاناته (الإنجليزية والأوردية)، إيرادات قياسية بلغت 40 مليون روبية خلال أيام العيد الثلاثة، والتي تعتبر أعلى إيرادات يحققها فيلم باكستاني حتى وقتنا الحالي. وتشير أوساط السينما إلى حلول الفيلم الهندي «الزعيم» المليء بالنجوم في المركز الثاني، بعد فيلم «وار»، محققا 10 ملايين روبية.

وفي سياق متصل، قال الفنانون المشاركون في الفيلم لـ«الشرق الأوسط» إن فيلم «وار» يحقق إنجازات هائلة واحدة تلو الأخرى ليحفر نفسه في ذاكرة تاريخ السينما الباكستانية، بعد وصول إيرادات شباك التذاكر إلى نحو مليوني دولار أميركي حتى الآن في باكستان فقط.

كتب وأنتج الفيلم، الذي يجري توزيعه من خلال مؤسسة «إيه آر واي» (ARY) دكتور حسن وقاص رانا، في حين أخرجه الشاب الموهوب بلال لاشاري. وتتضمن قائمة نجوم فيلم «وار» مزيجا من الفنانين المخضرمين والوجوه الجديدة الصاعدة في مجال صناعة السينما، بما في ذلك النجم الباكستاني الكبير شان، الذي أدى دور البطولة في الفيلم عندما أصبح الأمل الأخير للوكالات الأمنية في باكستان لمحاربة العدو الوحشي الشرير الذي أرسلته وكالات استخبارات الخصم، حيث لعب ذلك الدور بالتآمر مع الإرهابيين المحليين.

ويخطط منتجو الأفلام لعرض هذا الفيلم على الجمهور الدولي بعد تحقيقه للنجاح الهائل على المستوي المحلي. ويقول أحد النقاد المحليين: «بعد النجاح المذهل الذي حققه فيلم (وار) في باكستان، فإننا ننوي في الوقت الحالي عرضه على المسرح العالمي»، مضيفا: «أعتقد أن فيلم (وار) قد بدأ عصرا جديدا نصنع فيه أفلاما عالمية مع تقدير مواهبنا».

ويعتبر هذا الفيلم من أفلام الإثارة المليئة بالأحداث، حيث تظهر قوات الأمن الباكستانية وهي تطارد الإرهابيين والمقاتلين في المناطق القبلية. ونشاهد في إحدى اللقطات، في آخر الفيلم، مجتبى وهو يقفز من طائرة هليكوبتر عسكرية في وضح النهار، في طريقه إلى المخبأ الرئيس للإرهاب ليقتل الإرهابيين واحدا تلو الآخر، حتى إنه أنقذ حياة طفلين، بينما يؤدي باقي أفراد الفريق دور الداعم.

ويعتزم بطل الفيلم ورائد الجيش (الذي لعب دوره النجم الباكستاني اللامع شان) الخروج للثأر لمقتل زوجته وابنه على يد الإرهابي نفسه (الذي جاء من عبر الحدود) وكان في ذلك الوقت نشطا في تنفيذ هجوم إرهابي رئيس في إحدى المناسبات الوطنية في إسلام آباد، عندما كان رئيس وزراء البلاد حاضرا أيضا.

وكما هو الحال في كل الأفلام الباكستانية، ينتهي الفيلم بمقتل الإرهابي، في حين تحقق قوات الأمن الباكستانية نجاحا تلو الآخر على مدار الفيلم.