افتتاح مهرجان «كلاويز» الثقافي الكردي في السليمانية

بمشاركة 80 كاتبا وأديبا من العراق والدول المجاورة وأوروبا

جانب من مهرجان كلاويز الثقافي في دورته الـ17 التي تحمل اسم الشاعر الكردي الراحل شيركو بيكس
TT

افتتح في مدينة السليمانية يوم أول من أمس مهرجان كلاويز الثقافي في دورته الـ17 التي تحمل اسم الشاعر الكردي الراحل شيركو بيكس، حيث زار قبره المشاركون بالمهرجان وهم عدد كبير من المثقفين الأكراد والعرب ومن جنسيات أخرى. واتخذ المهرجان بدورته السابعة عشرة شعار «كلاويز تواصل الإبداع وجني المواهب» وهو سيستمر حتى الـ25 من الشهر الجاري.

مهرجان كلاويز يعد أول مهرجان ثقافي كردي متواصل دون انقطاع على مدى عقد ونصف. وينعقد مهرجان كلاويز هذا العام بعد رحيل الشاعر الكبير شيركو بيكس الذي كان يشارك سنويا في المهرجان بالكثير من قصائده. وقال عضو اللجنة التحضيرية العليا للمهرجان ورئيس تحرير مجلة «كلاويز» الشاعر عبد الله طاهر البرزنجي لـ«الشرق الأوسط» إن دورة هذا العام سميت بدورة الشاعر الكردي الكبير شيركو بيكس لما يمثله من قامة شعرية كبيرة، إضافة إلى دوره الهام في إغناء الشعر الكردي، مضيفا أن فعاليات هذه الدورة ستكون مميزة مثل كل عام، حيث سيكون هناك يوم مخصص للثقافة الفرنسية تقدم خلاله بحوث ودراسات لكتاب ومفكرين فرنسيين تتناول الحركة الفكرية والثقافية الفرنسية.

وقد لبى الدعوة أدباء كبار وأصوات بارزة من سوريا وإيران وأوروبا ورفدوا المهرجان بنصوص وكتابات. في اليوم الأخير من المهرجان يعلن اسم الشاعر أو الشخصية أو الكاتب أو المترجم المرشح لنيل جائزة أحمد هردي، وهو شاعر كردي معروف.

يستمر المهرجان 5 أيام، يخصص كل يوم لأدبيات وثقافة شعب، وفي هذا الشأن قال الدكتور نوزاد أحمد أسود رئيس مركز كلاويز الثقافي لـ«الشرق الأوسط»: «قررنا هذا العام أن نوزع أيام المهرجان على الثقافات المختلفة للشعوب، وهذا يعني تخصيص يوم للثقافة الفرنسية ويوم للثقافة العربية ويوم للثقافة الفارسية ويوم للثقافة الكردية، واليوم الخامس سيكون لمواضيع مختلفة والمناقشات وتوزيع جوائز المهرجان».

وعرض المهرجان فيلما وثائقيا حول مركز كلاويز الثقافي، تلاه تقديم أغاني كردية أداها تباعا المطربة الكردية تارا رسول، والمطرب قاسم هودامي، وسط تفاعل الحضور. وفضلا عن مشاركة عدد كبير من الشعراء والكتاب والفنانين من إقليم كردستان وباقي محافظات العراق، حضر المهرجان مثقفون من سوريا وتونس ومصر وإيران والأردن. وأكد ملا بختيار، المشرف على المهرجان ومسؤول الهيئة العامة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الجمهورية جلال طالباني، في كلمة ألقاها في الافتتاح قائلا: «ينعقد المهرجان في ظروف صعبة في العراق والشرق الأوسط في ظل التغييرات الاقتصادية والفلسفية: ومن المهم الحفاظ على المكتسبات الإنسانية»، متمنيا تحقيق السلام واستمرار النضال من أجل الحرية والديمقراطية في العراق وفي الشرق الأوسط.

كما أكد وكيل وزارة الثقافة الاتحادية فوزي الأتروشي، في تصريح له حول المهرجان «أن المهرجان يحمل صفة أساسية هي أنه يبحث في المواضيع الفلسفية والفكرية والثقافية والسياسية بشكل معمق، ويضم مثقفين من كردستان العراق وأجزاء كردستان الأخرى».

ومن أهم محاور المهرجان جلسات شعرية وفكرية ونقدية وبحوث فلسفية وسياسية، بينها محاور التعددية الثقافية، والتنمية السياسية والاقتصادية في كردستان، والجسور الاقتصادية بين فرنسا وكردستان.

وهناك جلسات حول الشعر الكردي والشعر الفارسي إضافة إلى بحوث عربية في التنوع الثقافي، والأمازيغية كمظهر للتعدد الثقافي في المغرب.

يذكر أن للمرأة حضورا فاعلا في المهرجان، فهناك بحث خاص بعنوان «الصراع بين الذات والآخر في الشعر النسوي في جنوب كردستان ما بين 2000 - 2010» للباحث بلند باجلان. وحضر الأدباء العرب من المغرب العربي، منهم الناقد والكاتب سعيد يقطين والأديب شرف الدين ماجدولين، والأديب حسن بحراني والأديب سعيد بنكراد. ومن مصر الشعراء محمد آدم ورفعت سلام وعاطف عبد العزيز، مبينا أن المحور العربي سيكون بحوثا ودراسات لكتاب من مصر والمغرب العربي. إضافة إلى دعوة أدباء من محافظات العراق وتركيا وأوروبا.

وبشأن الضيوف الأوروبيين في المهرجان، أضاف رئيس مركز كلاويز الثقافي: «قررنا هذا العام دعوة المفكرين والأدباء الفرنسيين فقط. ويتكون الوفد الفرنسي من 12 شخصية من أساتذة السوربون، منهم ميشال فيفورسكا، فيليب باتالي، ناتالي ليدي، فابريك بالانج، دومينيك بارزو، ويجري طباعة جميع البحوث الفرنسية إلى اللغة الكردية في كتاب واحد.

وعلى هامش المهرجان، يقام معرض الكتاب لمدة أسبوع بمشاركة دور نشر عربية وكردية وفارسية، ومعرض آخر تشكيلي، منوها بأنه سيجري توزيع عدد من الكتب ضمن إصدارات الملتقى باللغتين الكردية والعربية.