«تسو بالاست».. سينما برلين الشهيرة أثناء الحرب الباردة تفتح أبوابها بعد التجديدات

TT

سينما «تسو بالاست» التاريخية في برلين بالاست تعيد فتح أبوابها الخميس بعد عملية تجديد كبيرة لاستعادة البريق إلى الدار الشهيرة التي كانت معلما ثقافيا براقا تفتخر به المدينة.

«تسو بالاست»، التي تستمد اسمها من حديقة الحيوانات القريبة في وسط المدينة بنيت في منتصف الخمسينات من القرن الماضي على أنقاض دار لعرض الأفلام الصامتة.

وكانت شركة إنتاج الأفلام «UFA» الرائدة في صناعة الأفلام الألمانية ما بين الحربين العالميتين قد اختارت البقعة بالقرب من وسط المدينة الذي كان يعرف بـ«شانزليزيه برلين»، وكورفويرستيندام، لفتح سينما «تسو بالاست» في عام 1919.

وشهدت الدار عرض أفلام لمخرجين مثل النمساوي فريتز لانغ الذي كان وراء فيلم الخيال العلمي التعبيري «متروبوليس» في عام 1927 وفيلمه الدرامي «إم» الذي عرض عام 1931.

ولكن في نوفمبر (تشرين الثاني) 1943 قصفت قوات التحالف المبنى، ثم أزيل بالكامل في عام 1955 لإقامة دار «تسو بالاست» بمعمارها الجريء.

وقال هانز يواكيم فيليب الذي يدير السينما وأنفق أكثر من سبعة ملايين دولار على عملية التجديد التي استغرقت ثلاثة أعوام «حاولنا قدر الإمكان الحفاظ على المبنى التاريخي من أجل الإبقاء على روحه وتقاليده».

وأضاف فيليب، الذي أمضى أربعة عقود في المجال السينمائي، أنه أراد الجمع بين الراحة والروح الأنيقة المتألقة للدار القديمة، وذلك لجذب الجماهير التي انصرفت عن دور السينما القديمة: «هدفنا هو ليس محاولة سحب الجماهير من المجمعات السينمائية الحديثة، ولكن أن نجذب الجمهور الذي ابتعد عن التجربة كلها».

وفي الدار الحديثة يوجد عاملون يدلون المشاهدين لمقاعد جلدية وثيرة يمكنهم فيها مد أرجلهم براحة وطلب المشروبات، ولكن السينما تمنع الهواتف الجوالة وكذلك الوجبات الخفيفة ذات الرائحة القوية.

عندما كانت برلين الغربية جيبا على الخريطة الشيوعية في الحرب الباردة، شهدت حديقة حيوان بالاست عصرها الذهبي، لتصبح خلية من النشاط خلال مهرجان برلين الشهير السينمائي في المدينة. ووطئ البساط الأحمر خلال المهرجانات نجوم لامعة، مثل جيمس ستيوارت وصوفيا لورين وروبرت دي نيرو.

ولكن في عام 1999 تحول المهرجان إلى ميدان بوتسدام ودور السينما ذات الشاشات المتعددة المحيطة به تاركا خلفة «تسو بالاست» لتذبل حتى أغلقت للتجديد في عام 2010.