احتفالية مصرية سعودية لوضع حجر أساس ميدان الملك عبد الله بالأقصر

تصميمه جمع بين الحضارة العربية والفرعونية.. ويربط بين معبدي الأقصر والكرنك

فرحة أهالي الأقصر بالميدان الجديد.. أكبر ميادين المحافظة
TT

«شكرا لدعم المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لشعب مصر وشعب مدينة الأقصر».. بهذه العبارة عبر محمد توفيق، وهو مواطن من الأقصر (جنوب مصر)، عن سعادته ببدء العمل في ميدان الملك عبد الله. وأضاف أن ما يميز الميدان هو أنه «يعد من أكبر وأهم ميادين المحافظة لتوسطه طريق الكباش الفرعوني الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك ونهر النيل، كما يؤدي إلى متحف الأقصر».

واحتفلت محافظة الأقصر (التي تبعد عن القاهرة 680 كم جنوبا) مساء أول من أمس بمشروع تطوير ميدان الملك عبد الله (ميدان التجارة سابقا). ووضع أحمد قطان، سفير السعودية في القاهرة، واللواء طارق سعد الدين، محافظ الأقصر، حجر الأساس لمشروع تطوير ميدان الملك عبد الله، بحضور عدد من سفراء الدول العربية، والقيادات الأمنية، والعديد من أهالي الأقصر، ووسط وجود إعلامي سعودي ومصري.

وعرض المحافظ على السفير السعودي النموذج النهائي لشكل الميدان، والذي تم تصميمه على شكل يجمع بين الحضارة العربية الإسلامية، والفرعونية. وعقب وضع حجر الأساس تم تنظيم احتفالية كبرى داخل معبد الأقصر شاركت فيها فرق محافظة الأقصر للفنون الشعبية، وسط حضور شعبي وسياحي كبير من جانب زوار معبد الأقصر.

وكانت الأقصر جزءا من طيبة القديمة التي دام الحكم فيها لمدة 1350 عاما متتالية من عام 2100 قبل الميلاد إلى 750 قبل الميلاد، وسماها المؤرخ الإغريقي هوميروس المدينة ذات المائة باب بسبب أبنيتها ذات الأبواب الكبيرة، وأعجب بها العرب وبجمالها فسموها الأقصر لكثرة ما شاهدوه بها من قصور، وسميت بمدينة الشمس، ومدينة النور، ومدينة الصولجان.

وأطلقت محافظة الأقصر بصعيد مصر في أغسطس (آب) الماضي اسم الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، على ميدان التجارة أحد أهم ميادين المحافظة، وذلك عرفانا بالدور البارز والبناء للمملكة في دعم مصر ومساندتها والوقوف بجوار الشعب المصري عقب ثورة 30 يونيو (حزيران).

من جانبه، أشاد السفير السعودي عقب وضع حجر الأساس للميدان بمكانة مصر والمصريين، مؤكدًا محبة الشعب المصري للسعودي الذي يبادله الشعور نفسه. كما بعث بتحيات خادم الحرمين الشريفين إلى شعب مصر والأقصر.

وأكد محافظ الأقصر أنه سيتم الاتفاق على تنفيذ أجندة تعاون مشتركة بين مصر والسعودية، واقتراح اتفاقية تآخ بين إحدى المدن السعودية والأقصر، مشيرا إلى أن إطلاق اسم الملك عبد الله على الميدان نابع من شعب الأقصر، حيث تقدمت رابطة أصحاب البازارات، وغرفة شركات السياحة، والعديد من الفئات الأخرى، بالمقترح الذي جرت الموافقة عليه تعبيرا من الشعب الأقصر عن امتنانهم للأشقاء السعوديين.

وأوضح المواطن محمد توفيق (45 عاما) أن «إطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين على الميدان كان بتوافق شعبي كبير»، لافتا إلى أن «شعب الأقصر ومصر كلها يكن الكثير من الحب لخادم الحرمين الشريفين، ويثمن مواقفه الأخيرة في دعم المصريين».

وقال محافظ الأقصر إن مدينة الأقصر تمتاز بطابعها الفريد الذي يميزها عن جميع بقاع العالم، وتضم أكبر قدر من الآثار القديمة، ومنها معبد الأقصر، ومجمع معبد الكرنك، ومعبد الدير البحري أو معبد حتشبسوت، وتمثالا ممنون، ومعبد دير المدينة، ومدينة هابو، ومعبد الرمسيوم، ومعبد سيتي الأول بالقرنة، ومقابر وادي الملوك. ومن أهم الملوك في هذا الوادي مقابر الملك توت عنخ آمون، ومقبرة سيتي الأول، ومقبرة رمسيس الثالث، ومقبرة رمسيس السادس، ومقبرة حور محب، وتوجد أيضا غرب الأقصر مقابر وادي الملكات، ومن أهم ما بها من مقابر مقبرة الملكة نفرتاري.

وظلت الأقصر (التي كانت تلقب بـ«طيبة» عند الفراعنة ضمن العديد من الأسماء الأخرى) عاصمة لمصر حتى بداية الأسرة الفرعونية السادسة، حين انتقلت العاصمة إلى منف في الشمال.