افتتاح متحف المدينة المنورة بمحطة سكة حديد الحجاز التاريخية

سلطان بن سلمان: قريبا إطلاق عروض إنشاء الفنادق التراثية في السعودية * الإعلان عن جائزة الأمير فيصل بن سلمان لأفضل سكن تراثي

الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة، وأمير منطقة المدينة المنورة يشهدان توقيع تصميم بيت التراث بين الأمير سلمان بن سلطان بن سلمان نائب رئيس مؤسسة التراث الخيرية وممثل الشركة الإسبانية (واس)
TT

افتتح الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبحضور الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، والأمير سلمان بن سلطان بن سلمان، وعدد من المسؤولين، متحف المدينة المنورة بمحطة سكة حديد الحجاز في المدينة المنورة.

وأكد نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار، الدكتور علي الغبان، أهمية متحف المدينة المنورة الذي نفذت الهيئة مرحلته الأولى في محطة السكة الحديدية، حيث يمثل واجهة حضارية لمنطقة المدينة المنورة، التي تتميز بكثرة المواقع الأثرية ومواقع التاريخ الإسلامي فيها.

وقال الدكتور الغبان: «إن الهيئة العامة للسياحة والآثار، قامت بترميم وتأهيل مباني محطة سكة حديد الحجاز في المدينة المنورة وتحويلها إلى متحف لعرض تاريخ المدينة المنورة منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، كما نفذت متحفا آخر بورشة إصلاح القاطرات في المحطة يعرض تاريخ سكة حديد الحجاز»، لافتا إلى أن هذا اليوم يشهد تدشين المرحلة الأولى من متحف المدينة المنورة خلال فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث في المدينة.

إلى ذلك، انطلقت أمس الاثنين جلسات اليوم الثاني لملتقى التراث العمراني الوطني الثالث، بتوصيات أطلقها المشاركون، تمثلت في ضرورة إدراج ميزانية خاصة بالتراث العمراني ضمن ميزانية البلديات والأمانات؛ لمواكبة توجه الدولة في تطوير مواقع التراث العمراني وتحويلها إلى مخرجات اقتصادية، بالإضافة إلى أهمية وجود مخطط عام لمواقع التراث العمراني، وخلق فرص عمل في هذا القطاع.

وطرحت الجلسات الصباحية، التي شهدت حضور الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، لليوم الثاني على التوالي، أوراق عمل تقدم بها عدد من الأمناء حول الاهتمام بالتراث في بعض المدن السعودية تحت عنوان «دور الأمانات والبلديات في المحافظة على التراث العمراني ووسائل تنميته».

وقال الأمير سلطان بن سلمان: «إن الهيئة بصدد إطلاق عروض إنشاء الفنادق التراثية بالمملكة قريبا»، ودعا كافة المستثمرين ورجال الأعمال للاطلاع على هذه العروض، والعمل على الاستثمار في هذا القطاع، الذي يتوقع أن يكون خطوة كبيرة في مجال الاستثمار السياحي، ودعم التوجه نحو المحافظة على التراث العمراني، والسعي ليكون قطاعا اقتصادا فاعلا ضمن القطاعات الاقتصادية الأخرى بالمملكة.

وتطرق الأمير سلطان بن سلمان، خلال مداخلته مع الأمناء في الجلسة الصباحية، إلى تطوير جدة التاريخية، قائلا إن الهيئة عملت على وضع خطة متكاملة منذ فترة تهدف إلى إعادة دراسة الموقع بشكل شامل، ركز خلالها على جوانب عدة؛ أهمها إعادة تأهيل البيوت التاريخية بوسط جدة، والتواصل مع ملاك تلك البيوت، بما يضمن المحافظة على حقوقهم وتعاونهم الكامل مع الجهات المختصة في هذا الشأن، خاصة في ظل مبادرة الكثير منهم إلى التعاون من أجل تطوير الموقع بما يعود عليهم وعلى الدولة بالنفع والخير.

ولفت رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، إلى عملية تطوير منطقة وسط الهفوف، وسوق القيصرية، ودور أمانة الأحساء، وتعاونها مع الهيئة في هذا المشروع، حيث يجري العمل على تسجيل الموقع ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لـ«اليونيسكو».

وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن الأمانات تعد الشريك الأساسي في مشاريع الهيئة لتنمية، وتأهيل مواقع التراث العمراني، لافتا إلى أن الهيئة استثمرت في الأمانات لتصل إلى هذه المرحلة التي تبدلت فيها النظرة للتراث العمراني من مواقع قابلة للاندثار إلى مواقع تاريخية مهمة قابلة للاستثمار.

وفي سياق متصل، وقع الأمير سلمان بن سلطان بن سلمان، نائب رئيس مؤسسة التراث الخيرية، بحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وعلى هامش ملتقى التراث العمراني الثالث المنعقد في المدينة المنورة، عقد تصميم مشروع بيت التراث التابع للمؤسسة في الحي الدبلوماسي بالرياض، مع شركة إسبانية متخصصة في هذا المجال.

إلى ذلك، أعلن في الجلسة الصباحية الدكتور خالد طاهر، أمين منطقة المدينة المنورة، عن جائزة الأمير فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة، والمتمثلة في أفضل مسكن تراثي مميز، وقيمتها مليون ريال للفائز الأول، لافتا إلى أن الأمانة تعمل على إنشاء الحي التراثي في المدينة المنورة على مساحة 120 ألف كيلومتر مربع.

وأضاف طاهر أن ما أطلقته الأمانة من برنامج للتراث العمراني يرتكز على ثلاثة عناصر؛ تتمثل في الاستراتيجيات، وآليات العمل والإنجازات، التي تضمن توثيق وتسجيل مواقع التراث بمنطقة المدينة المنورة، ووضع شروط تطويرها، خاصة مشروعات الترميم والتعامل التقني مع المباني التراثية.

من جهته، تطرق الدكتور هاني أبو راس، أمين محافظة جدة، في كلمته، إلى أهم الخطوات التي قطعتها الأمانة في تطوير جدة التاريخية، التي تأخذ في الاعتبار عدم المساس بالهوية التاريخية للموقع، موضحا أن هناك عددا من المشروعات المستقبلية تمتد إلى الخمس سنوات المقبلة لترميم وتأهيل أكثر من 90 بيتا تاريخيا، إذ تمكنت الأمانة من الانتهاء من 34 بيتا في الوقت الراهن، بينما سيجري العمل في 60 بيتا في الفترة المقبلة.

وعن دور منطقة الشرقية في الحفاظ على التراث العمراني، تحدث المهندس فهد بن محمد الجبير، أمين المنطقة الشرقية، فقال إن للمنطقة تجربة مميزة في تطوير حي وسط الدمام، وتأسيس مركز للتراث العمراني في المنطقة الشرقية، بينما ركزت الأمانة على وضع التراث العمراني في المشروعات الاستثمارية والتجارية، وكذلك الأسواق الشعبية، لافتا إلى أن عنصر الاستدامة وإبراز الهوية التراثية من أهم ركائز المشروعات التي تسعى الأمانة إلى تبنيها في تطوير مواقع التراث العمراني بالمنطقة الشرقية.

من جهته، قال المهندس عادل بن محمد الملحم، أمين محافظة الأحساء، إن هناك الكثير من المعوقات التي واجهت الأمانات والبلديات في سعيها لتطوير المواقع التراثية، إلا أنها تغلبت عليها بفضل جهود جهات كثيرة على رأسها الهيئة العامة للسياحة والآثار، مشيرا إلى عملية تأهيل سوق القيصرية بعد احتراقها، حيث تضم الآن 370 محلا تجاريا ومبان سياحية وتراثية، بينما أنجز 25% من الطريق الدائري بوسط الهفوف.