وفاة بيتر أوتول.. «لورانس العرب»

صاحب العينين الزرقاوين رشح ثماني مرات للأوسكار

النجم السينمائي بيتر أوتول يودع جمهوره (أ.ب)
TT

توفي أمس النجم السينمائي البريطاني الآيرلندي الأصل بيتر أوتول عن 81 عاما. واشتهر أوتول بدور البطولة فيلم «لورانس العرب» الذي أخرجه ديفيد لين أمام الفنان المصري العالمي عمر الشريف.

وكان أوتول قد عانى في بعض فترات حياته من إدمان الكحول، ولكنه عاد للتمثيل في مراحل حياته الأخيرة. وقال وكيل أعماله إن «أوتول توفي في مستشفى ولينغتون بلندن بعد صراع طويل مع المرض». وقال الوكيل ستيف كينيس «كان عملاقا في مجاله وموهبة لا تعوض».

وأمضى بيتر أوتول صاحب العينين الزرقاوين المولود عام 1932 من أب آيرلندي، شبابه في شمال إنجلترا. وأمضى سنوات شبابه في بريطانيا حيث عمل مراسلا صحافيا وخدم في القوات البحرية البريطانية الملكية من عام 1951 حتى عام 1953، وقد انضم إلى الأكاديمية الملكية للفنون المسرحية برفقة ألبرت فيني وآلن بايتس وريتشارد هاريس الذين أصبحوا لاحقا ممثلين مشهورين.

صعد إلى خشبة المسرح للمرة الأولى في سن الـ17 في لندن بعدة تخرجه عام 1955 ومثل بعد ذلك أدوارا في مسرحيات لشكسبير قبل أن يبرز في السينما بفضل فيلم «لورانس العرب» للمخرج ديفيد لين.

رشح بيتر أوتول ثماني مرات للفوز بجوائز أوسكار خلال حياته المهنية التي تضم أدوارا لافتة مثل «كاليغولا» في 1979 و«ذي لاست أمبيرور» في 1987 إلا أنه لم يفز في أي من هذه المرات. لكنه حصل على جائزة أوسكار فخرية العام 2003. في السنوات الأخيرة لاقى نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا من خلال مسرحية «جيفري برنارد ايز أنويل» ونسختها التلفزيونية، حول حياة صحافي بريطاني مدمن كحول. وثمة فيلمان لبيتر أوتول باتا في مرحلة ما بعد الإنتاج وسيعرضان هذه السنة والسنة المقبلة على ما ذكر الموقع السينمائي الإلكتروني «آي إم دي بي».

وفي عام 2012 أعلن بيتر أوتول اعتزاله الفن في سن الـ79. وقال في بيان أوردته مجلة «بيبول» الأميركية: «حان الوقت لكي أتوقف والابتعاد عن السينما والمسرح. لم أعد أشعر بالحماسة للقيام بذلك».

وأضاف الممثل الشهير: «حياتي المهنية كممثل في السينما والمسرح وهبتني دعم الجمهور والتكامل العاطفي والراحة المادية». وتابع يقول: «لقد كان لي لقاءات مع أشخاص رائعين، ورفاق أعزاء تشاطرت معهم مصير كل الفنانين، أي الفشل والنجاح».وكتب بيتر أوتول يقول أيضا «لكن أعتبر أن كل شخص عليه أن يقرر بنفسه متى يتوقف. لذا أودع هذه المهنة بامتنان كبير». وكانت آخر مرة يقف فيها الممثل البريطاني بيتر أوتول على منصة الأوسكار عام 2003، بدا سعيدا مبتسما بتودد حسب العادة والمتعارف عليه في مثل هذه المناسبات، شاكرا من استحق ومن لم يستحق من الذين عبروا سماء مهنته. فالمرة الأولى التي صعد فيها المنصة لاستلام الأوسكار لم تكن عن فيلم بعينه بل عن مجمل أعماله. كان أوسكار شرف كما يسمونه وهو عادة يمنح لأولئك الذين غالبا لم تتح لهم فرصة الحصول على أوسكار عن فيلم محدد. إنه كما لو أن هوليوود تشعر بالخجل من نفسها كونها تمنعت في المرات السابقة عن منح هذا الممثل المخضرم أوسكار.

وكانت بيتر أوتول يستحقها أكثر من مرة في صاحب «الأسد في الشتاء»، «ليلة الجنرالات»، «حرب مورفي»، «وداعا مستر تشيبس»، «الملك رالف»، «كاليغولا» ونحو 50 فيلما آخر، تم ترشيحه للأوسكار سبع مرات عن سبعة أدوار، من دون أن ينال الأوسكار ولا مرة.

وبدأت بيتر أوتول معركة مع الأوسكار في عام 1962 عندما تم ترشيحه عن فيلم «لورانس العرب».

وكان ذلك خامس أفلامه ممثلا وأول بطولة حقيقية له. فيه لعب دور لورانس، المغامر البريطاني الذي انتدب للتواصل مع أعيان المنطقة العربية تمهيدا لاستقلال المناطق غير المستقلة منها. في ذلك العام تقدم فيلم «لورانس العرب» في 10 مسابقات للأوسكار، نال منها سبعا، أما الثلاثة التي عاد الفيلم عنها خائبا فكان منها أوسكار أفضل ممثل، تلك التي تم ترشيح بيتر أوتول عنها لكنه لم ينلها.

الفرصة الثانية لبيتر أوتول سنحت سنة 1965 عندما مثل أوتول دور الملك هنري الثاني في فيلم «بيكيت».

جون واين، بطل أميركي كبير انضم إلى السينما أول ما بدأت النطق وظهر في نحو 200 فيلم في حياته، وعاد أوتول في السنة التالية (1970) بعناد. هذه المرة ليس بدور تقع أحداثه في التاريخ البعيد، بل في فيلم موسيقي مخرج على طريقة هوليوودية صافية. الفيلم هو «وداعا مستر تشيبس» لجانب المغنية بيتولا كلارك ومع اشتراك للمسرحي البريطاني الفذ مايكل ردغراف (والد فانيسا). الإخراج لهربرت روس وهو مخرج معتدل ولو أن هذا الفيلم يبقى بين أفضل ما حققه. لكن هذه المرة كان الفيلم قد رشح لمسابقتين فقط وخسرهما.

في عام 1972 عاد بيتر أوتول إلى ميدان الجوائز عن فيلم لبيتر ميداك بعنوان «الطبقة الحاكمة». زيرو جوائز لبيتر أوتول باستثناء جائزة نقدية من «المجلس الوطني للنقاد» في نيويورك. وهو الوحيد الذي تم ترشيحه عن الفيلم للأوسكارات.

والمرة الأخيرة لترشيحات بيتر أوتول للأوسكار وردت سنة 1982 في فيلم «عامي الأفضل». لكنه لم يكن عام أي من المشتركين الأفضل. بعدها غاب بيتر أوتول 20 سنة كاملة عن سباق الأوسكارات، لكنه غاب أيضا عن الأفلام التي من شأنها حمله إلى هناك. وحين ظهر على المنصة سنة 2003 ليستلم تلك الجائزة الشرفية بدا كما لو أنه عائد من النسيان.